ما العلاقة بين أمراض القلب والقلق؟
إن القلق والذعر والتوتر يتسبب في أغلب الأوقات في ظهور أمراض القلب، فقد أوضحت دراسة أن الأفراد الذين يواجهون نوبات هلع أو ضغط نفسي، ترتفع لديهم إمكانية التعرض لإمراض النوبة القلبية، وجلطات القلب، كما يكونوا هؤلاء الأفراد معرضين أنفسهم لمخاطر الموت المفاجئ نتيجة نوبات الهلع والتوتر النفسي.
وأوضح كذلك أطباء الأمراض نفسية أن نسبة كبيرة من مرضى الاكتئاب الحاد، والمرضى الذين يصابون بنوبات هلع، يصابون بعد مرورهم بهذه الأزمات النفسية بأمراض القلب المتنوعة، كما أن بعضهم تعرض إما للوفاة المفاجئة بسبب الأزمة القلبية، أو الضعف في القلب، أو يصابون بأمراض في القلب، مثل جلطات القلب، والاعتلال العضلي القلب، مؤكدين أن الإصابة بأمراض القلب نتيجة القلق والتوتر لا ترتبط بعمر محدد، كما يظن البعض أن كبار السن أكثر عرضة، لكن على العكس يؤكد الأطباء أن أغلب الوفيات بسبب القلق كانت من أشخاص في منتصف العمر.
تركيز أطباء القلب على الصحة النفسية:
وأوضح أحد أطباء القلب إن حديثاً أصبح أطباء القلب يركزون على الحالة النفسية للمرضى بصورة جيدة، إذ ينبه الأطباء مرضى القلب بشكل دائم من تجنب تعريض أنفسهم للتوتر والقلق والضغط النفسي، كما بدأ الأطباء ينصحون مرضاهم ممن يعانون الاكتئاب بضرورة الذهاب إلى الطبيب نفسي يساعدهم على تجاوز أزماتهم حتى لا يتضرر القلب في النهاية.
ويميز الأطباء بين نوبات الذعر والقلق المؤقتة ونوبات القلق المتصلة، والتي ترتبط بمرور الشخص بأزمات النفسية، فالنوع الأول يسبب مظاهر لحظية ومؤقتة، تتشابه مع أمراض النوبة القلبية، لكنها لا تبقى طويلاً وتختفي عند اختفاء حالة التوتر أو القلق الموجود، ولا تشكل هذه الحالة أي خطورة لأنها كما ذكر الأطباء ليست نوبة قلبية، أما بالنسبة للنوع الثاني فالقلق والضغوط المستمرة تؤدي بالفعل للإصابة بالنوبة القلبية وتتسبب في سؤ حالة القلب في حالة وجود مرض.
فإذا ذهب الأشخاص الذين يعانون من القلق إلى الطبيب، فعلى الأغلب أنه لن يشخصهم بالاكتئاب، لكن العديد من الأشخاص الذين يعانون من قلق بسيط أو الاكتئاب ينبغي أخذ مشاكلهم بعين الاعتبار؛ لأن هذه المشاكل تتسبب في الوفاة المبكرة.
وأطباء القلب يقومون بنصح مرضاهم بتجنب الخوف أو القلق قدر المستطاع، للحفاظ على صحتهم النفسية وسلامة قلبهم، كما أكد الأطباء أن الأشخاص المصابين في أمراض القلب وتتمتع حياتهم في الهدوء بعيداً عن أي قلق أو توتر، هم أفضل حال وأطول عمراً من الأشخاص الذين لا يعانون أي مرض لكن يعيشون في اكتئاب أو تحت ضغوط نفسية متواصلة.
ويؤكد الأطباء على ضرورة التحلي بروح التفاؤل، ومحاولة ممارسة التمارين الرياضية والنوم عدد ساعات من 6 إلى 8 ساعات، حتى تتحسن أعصاب المريض ويتجنب تعريض نفسه للانفعالات المفرطة، كما ينصح مريض القلب أيضاً في حالة معاناته من أي أزمة نفسية قوية، أن يذهب إلى طبيب نفسي ويخبره بحالة مرضه، حتى يساعده على تخطي أزمته وحماية قلبه.