ما الفرق بين التعليم المخصص والتعليم التفريدي في التدريس التربوي؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم التعليم التفريدي في التدريس التربوي:

يساعد التعلم الفردي المتعلمين على التقدم بمعدل أكثر ملاءمة لاحتياجاتهم، ويقصد بالتعلم الفردي هو نهج فلسفي لعملية التدريس والتعلم، حيث أنّه يتضمن قياس النضج المعرفي للطالب في أي موضوع وتخصيص المحتوى واستراتيجيات التسليم لتناسب هذا الفرد.

ما الفرق بين التعليم المخصص والتعليم التفريدي في التدريس التربوي؟

للوهلة الأولى يمكن أن يبدو التعلم المخصص والتعلم الفردي قابلين للتبادل تقريبًا، ومع ذلك هناك نوعان من الاختلافات الرئيسية بين الاثنين والتي يمكن أن تؤثر على كل من كيفية استخدامها في الفصل الدراسي والنتيجة الإجمالية للطالب التي تم إنشاؤها باستخدام كل طريقة.

التعلم الفردي هو في الأساس تعليمات مصممة خصيصًا لنقاط القوة والضعف لدى الطلاب، وعندما يكمل الطلاب مهمة ما فإنّ أداؤهم في المهمة يحدد ما إذا كانوا سينتقلون إلى مهام أكثر تحديًا أو سيتم منحهم تدريبًا إضافيًا لتقوية المهارات التي سيحتاجون إليها لتحقيق المزيد من الأهداف طويلة المدى، وتتم مراقبة تقدمهم باستمرار ويتخذ معلمهم خطوات لمساعدتهم على سد أي فجوات تظهر على طول الطريق.

التعلم المخصص هو نهج لا يسمح فقط بل يشجع الطلاب على التعلم بطريقة تناسب تفضيلاتهم وقدراتهم الفريدة على استيعاب المعلومات التي يتلقونها في الفصل والبناء عليها، ويتم تدريس الدروس بطريقة تأخذ في الاعتبار احتياجات واهتمامات الطلاب الفرديين، ويتم تقديم مساعدة إضافية عند الضرورة من خلال نفس النهج.

يتمثل الاختلاف الرئيسي بين الاثنين في أن التعلم الفردي يستخدم أداء الطالب كمؤشر أساسي لنقاط القوة والضعف في موضوع أو موضوع ما، بينما ينظر التعلم المخصص إلى نقاط القوة والضعف كمزيج من تفضيلات أسلوب التعلم والأداء، وتراقب كلتا الطريقتين تقدم الطالب لكن نتائجهما ليست سوى قطعة واحدة من اللغز للتعلم المخصص.

قد يكون الانتقال من التعلم الفردي إلى نهج التعلم الأكثر تخصيصًا مضيعة للوقت، ولكن هناك بعض الطرق السهلة لاتخاذ خطوة سريعة في هذا الاتجاه للمساعدة في تحسين نتائج الطلاب، وهناك بعض النصائح من أجل لجوء المعلم إلى استخدام وتطبيق التعليم التفريدي في العملية التعليمية ولتحسين أداء الطلاب، ويتمثل ذلك من خلال ما يلي:

  • عند التخطيط لإرشادات الفصل الدراسي بالكامل، ينبغي القيام بدمج المواد التعليمية للمتعلم المرئي والسمعي والحركي في خطط الدروس.
  • في بداية العام الدراسي يسأل المعلم التربوي الطلاب عن المواد والأنشطة المفضلة لديهم في الفصل الدراسي، ومن ثم القيام على أنشاء ورقة غش سريعة يمكن للمعلم الاستفادة منها عند مراجعة تقدم الطلاب.
  • يقوم المعلم التربوي على تصنيف الطلاب حسب الطريقة التي يحبون التعلم بها وشجعهم على العمل بشكل تعاوني في مشروع ما، وسوف يساعد الطلاب الأكثر تقدمًا أولئك الذين يكافحون بطريقة تبدو طبيعية بالنسبة لهم والتي من المرجح أن تتماشى مع أسلوب التعلم المفضل لشريكهم أيضًا.
  • قيام المعلم على توفير كل من أدوات التدريس الكلاسيكية والأدوات القائمة على التكنولوجيا من أجل منح الطلاب طرقًا مختلفة للتفاعل والتجربة وتحدي أنفسهم عند تعلم مفاهيم جديدة.

تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم التفريدي في التدريس التربوي:

يمكن أن تساعد المعلم التربوي الأدوات عبر الإنترنت في توفير بيئة تعليمية أكثر تخصيصًا للطلاب مع توفير الوقت في الفصل الدراسي، وتوفر الحلول مجموعة متنوعة من الموارد بحيث يمكنك العثور بسرعة على خيارات متعددة لدعم مجموعة متنوعة من احتياجات الطلاب المختلفة.

إن التقدم المحرز من خلال التعليمات الفردية يتوافق مع نظرية البنائية التي تنص على أنّه يجب على الطالب بناء تعلمه ومعرفته.

أنّ العديد من المعلمين التربويين على دراية بالتعليم الجماعي ويقصد بذلك التعليمات حيث تكون المحتويات والمواد ووتيرة التعلم هي نفسها لجميع الطلاب في البيئة الصفية، وفي هذا النوع من التعليم  يحدث العكس تمامًا، وهنا يعتمد تنظيم المحتوى والتقنية التعليمية كالمواد ووتيرة التعلم على إمكانات ومصالح كل طالب بشكل فردي.

يرتكز التعليم التقليدي على مواد تعليمية مصممة بصورة جيدة أكانت المواد صوتية أو مرئية أو وسائط متعددة أو تعليمات بمساعدة جهاز الحاسوب أو عبارة عن مادة دراسية كالكتاب المدرسي، ومن ثم  سوف يكون الطلاب قادرين على التعلم بناء على السرعة التي تتلاءم مع قدراتهم وإمكاناتهم.

وعلى ذلك يكون هذا النوع من التعليم مثل التعليم المباشر والذي يقوم على وضع اعتمادًا بشكل أكبر على المواد التعليمية المجهزة بصورة دقيقة.

مزايا التعليم التفريدي في التدريس التربوي:

يتمتع التعليم التفريدي بمجموعة متعددة ومختلفة من المزايا التي جعلت منه مثال ونموذج يحتذى به  من قبل المعلمين التربويين واللجوء إلى استخدامه خلال العملية التعليمية، وتتمثل هذه  المزايا من خلال ما يلي:

  • يسمح هذا لكل طالب بالتحرك بوتيرته الخاصة من خلال مستوى من المادة باستخدام استراتيجية التدريس او التعلم التي تسمح بالتقدم الأمثل.
  • لا يتم معاقبة الطلاب لكونهم بطيئين أو سريعًا في تقدمهم لأن كل متعلم قادر على التحرك بما يتناسب مع ظروفه.
  • المتعلمون ليسوا في منافسة مع أقرانهم  فهم في الأساس يتنافسون مع أنفسهم.
  • هناك فرصة أفضل للاحتفاظ بالتعلم.
  • يتولى المعلم التربوي دور المرشد ويكون قادرًا على مساعدة المتعلمين في نقاط محددة من الصعوبة أو التحدي.
  • يتحمل المتعلمون المسؤولية الشخصية عن تعلمهم.
  • يمكن للطلاب مراقبة تقدمهم وبالتالي يكونون قادرين على إصدار أحكام شخصية حول مكان التركيز أكثر بالإضافة إلى توسيع فضولهم الفكري إلى ما بعد الدرس.

يبدو أنّ التجربة تشير إلى أن التعليم الفردي باستخدام الأدوات التكنولوجية قد لا يكون مناسبًا على مستوى المدرسة الابتدائية، قد يكون الطلاب الأكبر سنًا الذين لديهم درجة عالية من الانضباط أكثر ملاءمة للعمل بشكل مستقل.

من المحتمل جدًا أنّه حتى على مستوى المدرسة الثانوية قد لا يمتلك المتعلمون المعرفة والمهارات الأساسية لتوجيه معظم مناهجهم الخاصة، ويجب أن يتم توجيهها جزئيًا على الأقل من قبل المدارس والمعلمين، لا يُظهر جميع طلاب المدارس الثانوية السمات الضرورية للتعلم بنجاح بمفردهم، وتتمثل هذه من خلال ما يلي:

  • تحمل الطلاب بعض المسؤولية عن تعلمهم.
  • أن يصبح الطلاب متعلمين مستقلين.
  • العمل في وتيرة خاصة.
  • ممارسة الحكم على نطاق الموارد المتاحة.
  • جعل الخيارات متاحة.
  • تقييم عملهم.

لقد عرف المعلمون الجيدون قيمة معاملة طلابهم كأفراد متميزين، وأنّ الهدف النهائي لهؤلاء المعلمين هو أن المتعلمين الذين يختبرون التدريس الفردي يجب ويمكن أن يحققوا نفس مستويات الإنجازات مثل أولئك الذين يتلقون تعليمًا جماعيًا.


شارك المقالة: