يتمثّل النمو الاجتماعي لطفل الروضة بقدرته على أن يتصرَّف بشكل يتوافق مع توقعات المجتمع، حيث تتحدد سلوكيات طفل الروضة، من الناحية الاجتماعية بظروف بيئته، والتي تشتمل على العديد من العناصر، كعلاقة الطفل بعائلته، الجيران، والمعلم، وأصدقائه في روضته، بالإضافة إلى الظروف الاجتماعية المحيطة بالطفل.
دور الألعاب في تنمية مهارات طفل الروضة الاجتماعية
تُعتبر العائلة من الركائز بالغة الأهمية، فمن خلالها تتم عملية بناء سلوكيات طفل الروضة الاجتماعية، لذلك فهي تقوم بدور مهم؛ لأنَّها تُعتبر المجموعة الأولى التي يُصادفها الطفل، والمسؤولة عن مساعدته في عملية تطوير الاتجاهات نحو ذاته والأفراد المحيطين به.
تُعتبر الألعاب ليست مجرد نشاطات فردية، بل تُعتبر من النشاطات الاجتماعية، ولها تأثير واضح في شخصية طفل الروضة، بما تتضمّنه من فوائد عديدة، كما تُساعد الألعاب الحرة في زيادة مقدرة الطفل على حل المشاكل، بالإضافة إلى أنَّها تُساعد بإيقاف إزعاج الطفل وعدوانيته؛ وذلك لأنَّ عدوان الطفل في الملعب يُساهم في إيقاف عدوانه في حياته الواقعية، حيث يقوم الطفل بتفريغ طاقته الزائدة أثناء اللعب.
يتمكن طفل الروضة عن طريق المشاركة بالألعاب المتنوعة، من تعلم العديد من الاتجاهات والقيم والخبرات الاجتماعية، والتي يستفيد منها في تفاعله مع مجتمعه، وتكون بداية تفاعله عندما يُشارك أولاً بالألعاب البسيطة مع مجموعة صغيرة من الأفراد، وبعد ذلك يُشارك بالألعاب الجماعية التي تتضمن عدداً كبيراً من اللاعبين، وتتلخص فوائد الألعاب في تنمية مهارات طفل الروضة الاجتماعية بما يأتي:
- تُساهم الألعاب في أن يتعرف طفل الروضة على العادات والتقاليد والقوانين الخاصة بالمجتمع، بالإضافة إلى ذلك يتمكن الطفل من خلال ممارسته للألعاب من تعلّم القيم والأخلاق، كالعطاء، والتعاون.
- يتمكن الطفل من خلال ممارسة الألعاب المتنوعة، من أن يفهم ذاته، وأن يتقبّلها، ويعمل على تطويرها، بالإضافة أنه يتمكّن من معرفة الأفراد المحيطين، وأن يتقبّلهم، كما يتعلم طبيعة دوره بالحياة، وكذلك أدوار المحيطين.
- تُساعد الطفل بالانتقال التدريجي من مرحلة الاهتمام بنفسه، إلى مرحلة اهتمامه بالآخرين، وأن يشعر بهم، كما تُساعد الطفل على استيعاب وجهات نظر الآخرين.
- تُساعد الألعاب في أن يقوم الطفل بتحقيق مكانته الاجتماعية، وأن يُمارس المواقف المتنوعة في حياته، كما يتمكَّن طفل الروضة من اكتساب المهارات الخاصة بالتواصل الاجتماعي، وأن يتقبّل خسارته بكل روح رياضية.