اقرأ في هذا المقال
- ما علاقة الإرشاد النفسي بالصحة النفسية والتكيف؟
- مفهوم الصحة النفسية
- مفهوم التكيف
- العلاقة ما بين الإرشاد النفسي والتكيف
ما علاقة الإرشاد النفسي بالصحة النفسية والتكيف؟
إنّ المرشد الذي يقوم بعملية الإرشاد النفسي لا بدّ وأن يكون ملمّاً بجميع العلوم المتعلقة بالإرشاد النفسي، وان يكون قادراً على التفريق فيما بينها وبين غيرها من العلوم، وهذا الأمر يفتح المجال أمام الاطلاع على المزيد من العلوم الخاصة بعلم النفس، كتلك المتعلّقة بالصحة النفسية، فما هو تعريف الصحة النفسية والتكيف، وما هو الفرق فيما بينها وبين الإرشاد النفسي؟
مفهوم الصحة النفسية:
هي حالة من التوافق وتجاوز المعيقات التي يعيشها الشخص في مأمن حقيقي مع نفسه وبيئته والعالم من حوله بصورة عامة، ويشعر خلال هذه الحالة أنه راضٍ عن نفسه ومتصالح مع ذاته، ومع الواقع ومسيطر على كافة انفعالاته، كما وأنّ الحالة النفسية تتعلق بعملية استشعار الواقع وأنّ الشخص لا يعاني من أية اضطرابات نفسية، وهنا يكون الشخص قادراً على مواجهة كافة المعوّقات التي من الممكن ان تواجهه بصورة عامة.
الصحّة النفسية معنية بقدرة الفرد على تجاوز متطلبات الحياة، دون الشعور بتغيرات هامة على نمط الشخصية، والقدرة في التعامل مع كافة المواقف بإيجابية، والتفكير بصورة جيّدة وتكون العلاقات الاجتماعية شفّافة ومسيطر عليها بصورة منتظمة واضحة، وبالتالي الوصول إلى حالة من الاطمئنان والهدوء التام والعيش بأمان.
مفهوم التكيف:
المفهوم الطبي للتكيف:
هو ما يجدّ على الاتجاهات والعواطف التي لدى الفرد من تعديل في حدود القدرة الموجودة لدى الشخص بهدف التوافق مع ضروريات الوقت.
متلازمة التكيف:
ويشير هذا المفهوم إلى مجموعة من المتغيرات التي تطرأ على الجسم نتيجة الضغوط والتي تعمل كوسيلة دفاعية ضدها، وتقسّم هذه المتلازمة إلى ثلاث مراحل هي:
المرحلة الأولى لمتلازمة التكيف:
تكون عملية الاستجابة بالإنذار، ولا يحدث أي تكيّف خلال فترات هذه المرحلة.
المرحلة الثانية لمتلازمة التكيف:
وتتضمن المقاومة ويأخذ التكيّف طريقه ويفعل مفعوله بالفرد بصورة مباشرة.
المرحلة الثالثة لمتلازمة التكيف:
ويفشل الفرد خلال هذه المرحلة بتحقيق التكيّف ويستنفذ جميع طاقاته ويموت أو يضطرب بصورة كبيرة سلبية.
المفهوم التحليلي للتكيف:
ويتضمن هذا التعريف الملائمة ما بين الحاجات الغريزية وظروف متطلبات العالم الخارجي، وهو استعداد وراثي يزوّد به الفرد قبل ميلاده، ويكتسب الفرد آلية التكيّف بفعل الصراع من أجل البقاء على قيد هذه الحياة بصورة فاعلة محسوسة.
المفهوم النفسي للتكيف:
هو عملية تتوافق مع واحد من المستويات التالية:
المستوى البيولوجي:
حيث يوافق الفرد بين حاجاته وظروف البيئة التي تحيط به، ويقوم على تعديل سلوكه بغية الحفاظ على حياته.
المستوى الفسيولوجي:
حيث يطرأ خلال ها المستوى تعديل أو تغيير في كيميائية الجسم، والتي بدورها تعمل على تغيير في السلوك بصورة عامة يلاحظها جميع من هم حول الفرد.
المستوى العصبي الحسي:
وخلال هذا المستوى يتغيّر الشعور بالمنبهات الخارجية حتّى يستطيع العصب الخاص بهذا الأمر أن يتحمّل المنبّه الذي يتعرّض له طويلاً، وهذه المرحلة تسمى مرحلة النضوج والقدرة على التحمل.
المستوى النفسي:
وخلال هذا المستوى يقوم الفرد باستنفار جميع آلياته النفسية ليدافع بها عن الجهاز النفسي، ويستمر شعوره خلال هذا المستوى بالتكامل.
المستوى الاجتماعي:
وخلال هذا المستوى يلائم الفرد بين حاجاته الرئيسية ومطالب المجتمع، وقد يقوم الفرد بالتكيّف عن قصد أو بممارسة المجتمع على أفراده ثقافة التكيّف من خلال التنشئة الاجتماعية.
العلاقة ما بين الإرشاد النفسي والتكيف:
إنّ العلاقة ما بين الإرشاد النفسي والصحة النفسية علاقة معروفة لدى الباحثين بصورة عامة وبسيطة لمن أراد أن يفهمها بوضوح وروية، ويمكن توضيح هذه العلاقة من خلال الاعتراف في أنّ الإرشاد النفسي هو الوسيلة الأساسية التي تعمل على تحقيق التكيّف والصحّة النفسية التي هي الأساس والغاية، وفي حالة سوء التكيّف النفسي تضطرب علاقة الفرد مع الآخرين ويعجز عن التكيّف مع الظروف البيئية المحيطة؛ مما يسبّب له المشكلات ويؤدي إلى التوتر في المجال التربوي والمهني والأسري والجوانب الحياتية الأخرى.
ويتبيّن لنا مما سبق أن عملية التكيف هي عملية ذات تأثير فعّال يساعد الأفراد في التغلب على المعيقات البيئية المحيطة بالفرد، وعلى اختلاف أحجامها وطبيعة تأثيرها، وأن عملية الإرشاد النفسي أصبحت ضرورة ملحّة في كافة الأماكن وعلى جميع الأصعدة، وأنّه لا بدّ لكل مؤسسة وخاصة التعليمية منها من وجود مرشد نفسي قادر على حلّ المشكلات، وأن يميّز ما بين الإرشاد النفسي والعلوم المتعلّقة الأخرى.