عادة ما نتساءل هل هناك عقول كبيرة وعقول صغيرة؟ أم أنّ جميع العقول البشرية متساوية في الفهم والتحليل والذكاء وتقديم الحلول؟ فإذا كانت كذلك، لماذا تختلف القدرات بيننا فتجد منّا الأذكياء والأغبياء، والناجحون والفاشلون؟ فهي من حيث الشكل والهيئة متساوية، أمّا من حيث كيفية الاستخدام واكتساب المعلومات والمعارف والحلول مختلفة تماماً، وبنسب تتفاوت من درجة إلى أخرى.
ما نتيجة سوء استخدام العقل؟
إنّ العقول الصغيرة عادة ما تعجز عن تفسير المواقف بشكلها الصحيح، ولا يمكنها مناقشة الأفكار بموضوعية، فتلجأ عاد للحلول السهلة المتمثلة بتصنيف الآخرين ضمن أطر جاهزة، فيتم تكييفها حسب النظرة التي تناسب ذو العقل الصغير على غير حقيقتها، كونه يصعب عليها مجارات الحجج، أو تقديم أفكار بذات المستوى، وتفنيد الآراء التي تألف سماعها.
يجب أن نسأل أنفسنا دائماً؛ ماذا لو كانت آراء من نثق بهم الخاطئة، ورأي من لا نحبّهم هي الصحيحة؟ وماذا لو كانت آراء الذين نثق بعلمهم وفهمهم خاطئة، والذين نختلف معهم ونشك في صحّة آرائهم صحيحة؟ وللإجابة على هذه الأسئلة علينا أن نستخدم عقولنا بغض النظر عن مقدار حجمها، فهي عندما نستخدمها بطريقة سليمة إيجابية تعمل بشكل لا يمكن توقّعه، كما وأن عقولنا قابلة للتطوّر والتكيّف بشكل لا إرادي، فنحن المسؤولون عن حجم عقولنا من خلال طريقة تفكيرنا وتنفيذنا للمهام.