ما مكونات فضيلة الغفران؟

اقرأ في هذا المقال


من المفيد لنا أن نفهم ما يعنيه الغفران، فله مكوّنات عدّة، وعندما نضع يدنا عليها نقترب من إيجاد القوّة الداخلية التي تمكّننا من الصفح، “لا يمكن للضعيف أن يعفو، فالعفو صفة القوي” “مهاتما غاندي”.

الغفران توجه وطريق حياة:

الغفران طريق وأسلوب حياة وهو صفة لازمة لدى البعض يعرفون بها، ليس بسبب ضعفهم بل لقوّتهم وثقتهم بأنفسهم، ويعرّف قاموس ويبستر بأنه “موقف عقلي” فهو أسلوب تفكير يحدّد موقفنا مما نعانيه، فإما أن يدوم الألم وإما العلاج سيبدأ، فالغفران فضيلة لا يستطيع الكثير منا أن يتصف بها إذا لم يكن يملك الإرادة والقوة.

الغفران خيار نختاره بأنفسنا:

إنّ كلّ توجهات حياتنا عبارة عن خيارات، نستطيع أن ختارها بأنفسنا، ويعتبر الغفران فضيلة نستطيع أن نختارها بأنفسنا وبمحض إرادتنا، فإننا أحرار دوماً في أن نختار أنسب أساليب التعامل مع ألمنا، فإما أن نصفح ونغفر أو نأخذ بحقوقنا كاملة غير منقوصة بالطريقة التي تتناسب مع طبيعة شخصيتنا.

الغفران عملية دائمة:

الغفران ليس لحظي أو مكاني نقوم به مرّة وبعد ذلك ينسحب من حياتنا، فهو ليس شيئاً يتمّ بأسلوب سهل سريع، فهو يتطلّب وقتاً ومجهوداً كبيراً ليصبح عادة وأسلوب حياة نستطيع أن نعرف من خلاله.

الغفران نسيان للماضي:

نحن عندما نتصف بفضيلة الغفران فإننا ننسى حدثاً وأمراً مؤلماً قد حصل في الزمن الماضي، وهذا أصعب جزء في العملية ولكنه كذلك أهمها، فلن نستمتع بالحاضر طالما بقينا قابعين في أحضان الماضي البائس.

الغفران نوع من العلاج:

الغفران علاج روحاني قبل أن يكون جسدي أو نفسي، فهو أمر يتعلّق بالإنسانية، فهو الشيء الوحيد الذي يتيح لنا أن نتقدّم متجاوزين الإساءة، فهو التيقّن من أن لدينا أساليب أفضل لبذل ما لدينا من طاقة.

الغفران علامة على القوّة:

عندما نغفر ﻷحد ما فإننا بذلك أقوياء، وأظهرنا قوّتنا للطرف المقابل بشكل يحافظ على هيبتنا ومكانتنا، بشكل يظهر أننا نصفح ونحن في ذروة قوّتنا، وأن صفحنا هو دلالة على ضعف من يقابلنا، فالبعض منا يعلنها صراحة أنه لن يغفر أبداً، كما لو أنّ هذه صفة حميدة، إلا أنها ليست كذلك بل هي علامة ضعف، فالغفران الحقيقي يتطلّب الشخصية القوية والشجاعة.


شارك المقالة: