مع تزايد الضغوط الحياتية والسرعة الهائلة في إيقاع الوقت العصري، يقع العديد من الأشخاص في فريسة التوتر والقلق والاضطرابات النفسية، وبات الاستقرار النفسي هو هدف الجميع.
ما هو الاستقرار النفسي؟
1- الراحة النفسية بشكل عام والشعور بالاستقرار النفسي حسب رأي كافة الأشخاص شيء نسبي ويتفاوت من شخص إلى آخر، ومن مجتمع وآخر، بل أنه يتفاوت عند الفرد ذاته حسب الظروف التي يمر بها ومراحل الحياة من الطفولة وحتى الشيخوخة.
2- ولهذا فالراحة النفسية والانسجام النفسي والسعادة من الأمور النسبية لكل شخص على حدة، فهي تختلف بين الذكور والإناث، وبين المتعلم وغير المتعلم، وبين الفقير والغني، وحتى في فترات الطفولة والشيخوخة للشخص نفسه.
3- فقد يلقى الشخص السعادة في فترة الطفولة والراحة النفسية في اللعب والحب والدفء العائلي، أما في فترة الشيخوخة فقد يجد الراحة النفسية في فعل الخير.
4- إن الراحة النفسية للشخص تؤثر فيها عوامل عديدة إما من الخارج أو الداخل، فإنه من الطبيعي أن تتداخل مع حال الاستقرار النفسي بشكل إيجابي أو سلبي، فقد تضع الشخص في وضع استقرار وكمال وراحة نفسية، أو على العكس تضعه في حاله من المعاناة وسوء الحظ وعدم استقرار وشقاء نفسي، وسلسلة من المؤثرات الخارجية الاجتماعية التي تؤثر على كافة الأشخاص في محيط البيئة أو المجتمع الصغير الذي يعيش فيه الإنسان.
5- ومن هذه المؤثرات التي تجعل الشخص في وضع من الاستقرار النفسي، أو تضعه في حال من الضغط النفسي، مثل: الحرية والمساواة والأمان والمرونة الاقتصادية وتواجد خدمات التعليم والصحة وكذلك التعاون الاجتماعي.
6- وأيضاً التكافل الاجتماعي والعائلي بين الأهل والأصدقاء والأقارب، إذ تنتشر أجواء المحبة والأخوة والتفاهم وجميع العواطف الإنسانية الاجتماعية، والتصرفات الطيبة التي تحيط بالفرد وتحسسه بالراحة والاستقرار النفسي، في حال كان الشخص في حالة من الراحة والاستقرار النفسي يتواجد عنده الشعور بالرضا والتوافق مع الذات ومع الآخر.
7- أي أن الشخص يشعر بالنقاء مع ذاته، بعيد عن العقد النفسية والصراع الداخلي النفسي التي تظهر على الحالة النفسية للشخص وما تتسبب فيه من اضطرابات نفسية وسلوكية، تبدو نتائجها على الشخص نفسه أو تنعكس على الآخرين.
8- ويوجد نماذج أخرى من الأشخاص تلقى الراحة والسعادة في النجاح العملي والعلمي، والوصول للمناصب العالية أو تحقيق النفس في المجتمع، وربما تحقيق أهداف سامية ونبيلة للآخرين أو لخدمة المجتمع أو الإنسانية، وهناك من يلقى الراحة والمتعة في عدم تحمل المسؤولية واللهو واللعب والرحلات والسهر وما إلى ذلك من هذه الأمور.
9- وقد يوجد نقيض هذا عند الشخصيات التجنبية، حيث الابتعاد عن الناس هي المتعة والراحة والسعادة يفضلون الدخول في عالم الوهم وأحلام اليقظة. وربما تلقى الشخصيات الوسواسية الراحة والسعادة في النظام والدقة.