التسامي هو مفهوم رائع في علم النفس يشير إلى آلية دفاع يعيد الأفراد من خلالها توجيه دوافعهم أو رغباتهم غير المقبولة اجتماعيًا إلى منافذ بناءة ومقبولة اجتماعيًا. تم تقديمه لأول مرة من قبل سيغموند فرويد ، المحلل النفسي الشهير ، كإحدى آليات الدفاع التي تستخدمها الأنا للتعامل مع الدوافع الداخلية المتضاربة.
ما هو التسامي
في عملية التسامي ، يحول الأفراد رغباتهم اللاواعية والمحرمة في كثير من الأحيان إلى مساعي إبداعية أو منتجة. بدلاً من التعبير المباشر عن دوافعهم بطرق قد تعتبر غير مناسبة أو ضارة ، فإنهم يوجهون طاقتهم إلى أنشطة مقبولة اجتماعيًا ، مثل الفن أو الموسيقى أو الرياضة أو المساعي الفكرية.
يعتقد فرويد أن التسامي لعب دورًا حاسمًا في التنمية الفردية والحفاظ على المعايير المجتمعية. من خلال إعادة توجيه رغباتهم إلى منافذ إنتاجية ، يجد الأفراد طرقًا مقبولة اجتماعيًا لإشباع غرائزهم مع تجنب الشعور بالذنب أو الخزي. تساعد هذه الآلية في الحفاظ على التوازن بين هوية الفرد (الدوافع البدائية والغريزية) والأنا العليا (الأعراف والقيم المجتمعية الداخلية).
التسامي له فوائد مختلفة للأفراد والمجتمع ككل. أولاً ، يسمح للأفراد بالتعبير عن أنفسهم بشكل خلاق وإيجاد إشباع في الأنشطة التي تساهم بشكل إيجابي في نموهم الشخصي. على سبيل المثال ، قد يوجه الفرد ذو الميول العدوانية طاقته إلى الملاكمة أو فنون الدفاع عن النفس ، وبالتالي تحويل دوافعه إلى ممارسة ماهرة ومنضبطة.
ثانيًا ، يساعد التسامي على منع تشكيل آليات دفاع غير صحية ، مثل القمع أو النزوح ، مما قد يؤدي إلى ضائقة نفسية. من خلال توفير متنفس للرغبات اللاواعية ، يقلل التسامي من الصراعات الداخلية ويعزز الأداء النفسي الصحي.
علاوة على ذلك ، يساهم التسامي في المجتمع من خلال تعزيز التقدم الثقافي والفكري. يعتقد أن العديد من الإنجازات الهامة في الفن والأدب والعلوم والابتكار هي نتيجة لدوافع متصاعدة. على سبيل المثال ، غالبًا ما ينسب الفنانون والعلماء المشهورون اختراقاتهم الإبداعية إلى توجيه رغباتهم اللاواعية في عملهم.
في الختام ، يعتبر التسامي آلية دفاع قيمة في علم النفس تسمح للأفراد بإعادة توجيه دوافعهم غير المقبولة إلى أنشطة مقبولة اجتماعيًا. إنه بمثابة منفذ صحي وبناء للرغبات اللاواعية ، ويساهم في النمو الشخصي والرفاهية النفسية والتقدم المجتمعي. من خلال فهم وتبني التسامي ، يمكن للأفراد الاستفادة من دوافعهم الداخلية وتحويلها إلى مساهمات ذات مغزى لأنفسهم والعالم من حولهم.
