ما هو التعليم التجريبي في التدريس التربوي؟

اقرأ في هذا المقال


ما هو التعليم التجريبي في التدريس التربوي؟

يقصد بالتعليم التجريبي: هو نهج غامر يركز على الطالب ويشرك الطلاب من جميع الأعمار والخلفيات ومستويات الخبرة، حيث يتم اللجوء الى استخدامه بشكل فعال في المدارس والتعليم العالي والعلاج وتدريب الشركات وغيرها من مجالات التعلم التربوي والتنمية الشخصية وبناء المهارات.

أنّ التعليم التجريبي يحدث فقط في الهواء الطلق أو من خلال البرمجة الخارجية، حيث يحب الطالب هذا الجانب الكبير من التعليم التجريبي، ولكن من المهم أن يدرك أنّه بموجب تعريف التحدي والخبرة متبوعين بالتفكير والتطبيق المؤدي إلى التعلم والنمو، يمكن أن يحدث في أي مكان حتى في الداخل.

التعليم التجريبي هو فلسفة تُعلم العديد من المنهجيات التي يشارك فيها المعلمون بشكل هادف مع المتعلمين في تجربة مباشرة وتفكير مركّز من أجل زيادة المعرفة وتطوير المهارات وتوضيح القيم وتطوير قدرة الطلاب على المساهمة في مجتمعاتهم.

ويعد التعليم التجريبي نموذجًا تعليميًا مثاليًا يسمح بالمشاركة المباشرة والعملية مع المواد الأكاديمية ومحتوى الفصل الدراسي، ويشجع هذا النموذج من التعلم التلاميذ على التفكير باستمرار في تجاربهم أثناء تطويرهم للمهارات العملية وفهم أنفسهم بشكل أفضل فيما يتعلق بمجتمعاتهم المحلية والعالمية، باستخدام هذا النموذج يتم منح الطلاب الفرصة لتطبيق المهارات التي يتعلمونها في الفصل بشكل عملي من خلال التواصل مع العالم الخارجي.

يستطيع الطلاب التواصل مع مجتمعاتهم وإدراك شغفهم بطريقة ملموسة أكثر من التعليم التقليدي، وفي مثل هذا العالم سريع التغير، تعد الخبرة العملية في حل المشكلات وبناء المشاريع والتعلم التعاوني مهارات مهمّة سيحتاجها الطلاب للنجاح.

في السنوات الأخيرة بدأت العديد من المناهج الأكاديمية في التحول بعيدًا عن التدريس في الفصول الدراسية التقليدية واحتضان الأسلوب التعاوني والجذاب للتعليم التجريبي، وُلد التعليم التقليدي كما نعرفه اليوم خلال الثورة الصناعية ويقلد خط التجميع يتعلم الطلاب المواد الدراسية بمعزل عن بعضهم البعض، مع إبقاء المحتوى محصورًا في الفصل الدراسي، ومع هذا النموذج التقليدي لا يحصل الطلاب دائمًا على فرصة لرؤية التطبيق العملي لدراساتهم.

ويمكن تلخيص التعلم التجريبي في عبارة التحدي والخبرة متبوعًا بالتفكير والتطبيق الذي يؤدّي إلى التعلم والنمو.

مبادئ التعليم التجريبي:

يمكن أن يتخذ التعلم التجريبي أشكالًا عديدة، من خلال الفصول الدراسية إلى برامج المعسكرات، ومن بناء فريق الشركات إلى برامج الحياة البرية والمغامرة والتركيز على ربط الخبرات النشطة والتشاركية مع التفكير يعمق التعلم ويسمح للطلاب باكتساب مهارات ومعارف جديدة.

حيث يتضمن نهج التعليم التجريبي مجموعة من المبادئ المتعددة والمتنوعة، وتتمثل هذه المبادئ من خلال ما يلي:

  • تجربة التعلم تركز على الطالب، ولا تتمحور حول المعلم التربوي، حيث أنّ المتعلم هو مشارك نشط في توليد المعرفة.
  • يتم استكمال التجارب المصمّمة بعناية من خلال التفكير والتحليل النقدي.
  • تمّ تصميم التجارب من أجل استحضار عملية صنع القرار والمبادرة وبناء العلاقات والمساءلة في المشاركين.
  • يتم تشجيع المتعلمين المتمرسين ويتوقع منهم أن يكونوا فضوليين ويطرحون الأسئلة ويجربون ويطبقون الإبداع ويستخدمون مهارات حل المشكلات ويتحملون المسؤولية.
  • يمكن أن يتوقع المشاركون المشاركة على المستوى العاطفي والفكري والجسدي والاجتماعي والروحي.
  • تشكل مجموعة المهارات والخبرات المكتسبة من خلال برامج التعليم التجريبي أساسًا يمكن تطبيقه وتكييفه مع سيناريوهات ومشاكل العالم الحقيقي في المستقبل.
  • مع كل تجربة يتم منح المشاركين والمتعلمين الفرصة من أجل استكشاف قيمهم الخاصة والتوصل إلى منظور معزز وموسع ومجموعة من الأدوات.

فوائد التعلم التجريبي وبرامج التعليم التجريبي:

يلعب التعلم التجريبي والتجارب الميدانية دورًا حيويًا في المساعدة على دمج النظرية والممارسة من خلال التجارب الطبيعية العملية، وإن إكساب الطلاب القدرة على تطبيق ما تعلموه بنجاح في الفصل الدراسي في بيئات عملية هو هدف أساسي للتعليم، وتوفر البرامج التجريبية وسيلة للمشاركين من أجل التفاعل مع دروسهم بشكل مباشر بطريقة لا تكون ذات مغزى بمجرد قراءة المواد أو سماع محاضرة.

وهناك مجموعة متعددة ومتنوعة من الفوائد للتعلم التجريبي، وتتمثل هذه الفوائد من خلال ما يلي:

  • يوفر الخبرة العملية وتطبيقات المعرفة من أجل فهم أفضل.
  • يعزز الاهتمام والاتصال بالتعلم مدى الحياة.
  • يطور مهارات التفكير النقدي والتجريدي من أجل تحسين حل المشكلات وبناء العلاقات.
  • يوفر فرصة للتفكير العميق وهو مكون أساسي في التعلم التجريبي وردود الفعل، فضلاً عن القدرة على معالجة النقد البناء والتعلم والاستفادة منه.
  • يساعد المشاركين على تعلم كيفية مواجهة التحديات الجديدة والتفكير على أقدامهم من خلال التنقل في مواقف غير مألوفة وغير متوقعة على المستوى البدني والفكري والعاطفي.

أمثلة على برامج التعليم التجريبي:

يمكن أن يتخذ التعلم التجريبي أشكالًا وأشكالًا عديدة حيث أنّه هناك مجموعة متعددة ومتنوعة من أنواع البرامج المختلفة التي تستخدم نهج التعليم التجريبي، وتتمثل هذه من خلال ما يلي:

تعليم المغامرة:

تمّ تصميم برامج المغامرات من أجل تعزيز كل شيء من مهارات القيادة وبناء الفريق إلى النمو الشخصي والتطور من خلال المشاركة النشطة مع الطبيعة والهواء الطلق، حيث تختلف برامج تعليم المغامرات في كل شيء من المناخ والموقع الجغرافي، وتخدم مجموعة من الأشخاص من البالغين إلى المتعلمين.

ويمكن تقديم هذه البرامج من خلال منهج مدرسي أو منهج تعليمي، باعتباره عنصر من عناصر الاستشارة الشخصية أو العلاج، ومن أجل الإثراء الشخصي وغيرها.

العلاج بالمغامرة:

تأسّس العلاج بالمغامرة على مبدأ دمج الهواء الطلق كجزء من عملية الشفاء والتعافي والتعلم، ومن ورش عمل وألعاب بناء الفريق إلى التحديات الجسدية والفكرية، تغطي برامج العلاج بالمغامرة أيضًا مجموعة واسعة من الخبرات للمشاركين من جميع الأعمار والخلفيات، وتتمثل أهداف هذه البرامج في نقل مهارات التأقلم الصحي وتعزيز المجتمع بين المشاركين في البرنامج وبعد عودتهم إلى منازلهم ومدارسهم ومنظماتهم.

تدريب وتطوير المدارس:

يمكن أن يساعد الميسر التجريبي الماهر عمله بعدة طرق، حيث أنَّ بناء الفريق والتواصل الأقوى وتطوير القيادة، والتخطيط الاستراتيجي ليست سوى بعض التأثيرات التي يمكن أن يساهم بها نهج التعليم التجريبي في نجاح المؤسسة التعليمية.

تعليم الفصل الدراسي:

يستخدم التعليم التجريبي بشكل متزايد في المدارس الابتدائية والثانوية، في هذه الفصول الدراسية يهتم النهج على التلاميذ ولا يركز على المعلم التربوي، وتدعم الأنشطة الجماعية والتعلم المعتمد على المشروعات والخبرات والنزهات الخارجية مشاركة الطلاب وتعلمهم، ويبني النهج التجريبي مهارات العلاقة والتفكير النقدي والثقة بالنفس بالإضافة إلى المعرفة القائمة على المناهج ونمو المهارات.

المؤسسات التعليمية:

تتبنى المؤسسات التعليمية التعليم التجريبي بسرعة من أجل تعزيز محتوى الدورة التدريبية واستكماله بغض النظر عن الدرجة أو المادة التي يرغب الطالب في دراستها، والسؤال عن فرص التعلم إلى جانب المحاضرة والمناقشة، حيث تعد المشاريع العملية وتعلم الخدمة والبرامج الخارجية أمثلة على فرص التعلم التجريبي المتوفرة في المؤسّسة التعليمية.


شارك المقالة: