ما هو العلاج النفسي الواقعي

اقرأ في هذا المقال


ترفُض نظرية العلاج بالواقع مصطلح المرض النفسي، إذ تقوم باستخدام مصطلح اختيار سلوكي غير سليم، فإنّها ترى أنَّه من الممكن التعرُّف على المشكلة أو المرض عند الفرد، ذلك من خلال النَّظر إلى الواقع. يُعتبر الخوف تشويه للواقع، أيضاً الاكتئاب هروب من الواقع، الفصام إنكار للواقع، ذُهان الشَّيخوخة عُزلة عن الواقع، الانحراف الجنسي محاولة غير واقعية؛ من أجل إشباع حاجات الجنس، يكون الفرد قد انفصل عن الواقع واختار عدم المسؤولية.

ما هو العلاج الواقعي

هي العمليَّة التي يقدِّم فيها المرشد النفسي المساعدة للمسترشد، بحيث يستطيع المسترشد القيام بالمواجهات الصحيحة والإيجابية للواقع، القدرة على التكيُّف مع الواقع، إشباع الحاجات المحيط الذي يعيش فيه، إذ يعتمد ذلك على مفاهيم المسؤولية، الواقعية، الصواب.

يتضمن الإرشاد بالواقع المواجهات المباشرة لمشكله الفرد، مع القدرة على التركيز على السلوك، يقوم المرشد بتوظيف خبراته وعلمه، أيضاً يقوم بمساعدة المسترشد لأن يكون شخص مدرك لسلوكه غير السوي، يقوم بإصدار أحكام تقويمية على السلوكيات ويحاول تعلُّم سلوك أفضل لإشباع حاجاته.

إنّ الغاية الأساسية من الإرشاد الواقعي، تكون بمساعدة الفرد على إشباع حاجاته والوصل إلى التوافق الذاتي والاجتماعي.

يسعى العلاج الواقعي إلى تغيير السلوك غير السوي لدى العملاء، مساعدتهم في التعرُّف على طرق أفضل للحياة، تعليمهم المهارات الأدائية والمعرفيّة، يكونون ناجحين في سلوكياتهم الهادفة إلى إشباع حاجاتهم.

هل نستطيع استخدام العلاج الواقعي مع كل الحالات

استخدمت هذه النظرية في البداية مع الأشخاص الموجودين في المستشفيات العقلية، المعاهد الإصلاحية. إنّ هؤلاء الأشخاص لديهم مجموعات من الصور والأجهزة السلوكية، تختلف عن الجميع، فهم من المُنحرفين، المجرمين، الفصاميين، الذهانيين. بعد ذلك يستخدم العلاج الواقعي مع الأشخاص المدمنين وكبار السن. تعتبر نظرية العلاج بالواقع سهلة الفهم والاستيعاب، تم إنشاء برامج تدريبية تقوم باستهداف الأشخاص الذين يتعاملون مع القطاعات كبيرة، مثل المعلمين، رجال الصحة والاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، يمكن تطبيق نظرية العلاج الواقعي على الأفراد ذوي المشاكل.

أثبتت نظرية العلاج الواقعي أنّ لها قابلية للتعميم، أيضاً إمكانية تطبيقها مع جميع الحالات، يعتمد نجاحها بشكل كبير على المهارات التي تستخدمها، هذه الرؤية تعبِّر عن تجربة جلاسر مؤسس النظرية، إذ أكدتها تجارب وممارسات عملية الارشاد النفسي، أيضاً نورث وستيفين.

المبادئ الأساسية للعلاج النفسي الواقعي

أ. التركيز على الحاضر

يتركز العلاج النفسي الواقعي على الحاضر بدلاً من الغوص في الماضي. يؤمن العلاج أن التركيز على المشكلات الحالية وكيفية التعامل معها هو أكثر فائدة من التركيز على أسباب المشكلات القديمة. الهدف هو معالجة القضايا الحاضرة وتحسين الوضع الحالي للفرد.

ب. المسؤولية الشخصية

تشجع هذه الطريقة الأفراد على تحمل المسؤولية عن أفعالهم واختياراتهم. يعتقد العلاج النفسي الواقعي أن الأفراد لديهم القدرة على تغيير سلوكياتهم واختيار كيفية التفاعل مع المواقف الحالية. المسؤولية الشخصية تعني أن الأفراد يجب أن يتحملوا مسؤولية تحسين حياتهم واتخاذ خطوات ملموسة نحو ذلك.

ج. تحديد الأهداف

يشجع العلاج النفسي الواقعي الأفراد على تحديد أهداف واضحة وقابلة للتحقيق. يركز العلاج على كيفية تحقيق هذه الأهداف من خلال اتخاذ خطوات عملية. يُشجع الأفراد على تحديد ما يريدون تحقيقه في حياتهم، ثم وضع خطة عمل لتحقيق هذه الأهداف.

د. تغيير السلوك

العلاج الواقعي يعتمد على فكرة أن تغيير السلوك يمكن أن يؤدي إلى تحسين الحالة النفسية العامة. يتضمن ذلك تعليم الأفراد كيفية استخدام استراتيجيات جديدة للتعامل مع المشكلات وتغيير السلوكيات غير الفعالة.

عملية العلاج النفسي الواقعي

أ. التقييم

في بداية العلاج، يقوم المعالج بتقييم الوضع الحالي للفرد وفهم مشكلاته واحتياجاته. يتضمن هذا التقييم الحديث عن مشكلات الحياة الحالية والبحث عن الأهداف التي يرغب الفرد في تحقيقها.

ب. وضع الأهداف

يعمل المعالج مع الفرد على تحديد أهداف واضحة وقابلة للتحقيق. يتم تحديد هذه الأهداف بناءً على احتياجات الفرد وأولوياته. قد تشمل الأهداف تحسين العلاقات الشخصية، أو تطوير مهارات جديدة، أو التغلب على صعوبات معينة.

ج. تطوير استراتيجيات

بعد تحديد الأهداف، يساعد المعالج الفرد على تطوير استراتيجيات لتحقيق هذه الأهداف. تشمل هذه الاستراتيجيات تغيير السلوكيات، وتعلم مهارات جديدة، واستخدام تقنيات التكيف الفعالة.

د. تقييم التقدم

يتم تقييم التقدم بانتظام لمراقبة مدى تحقيق الأهداف والتأكد من أن الاستراتيجيات فعالة. يمكن تعديل الخطط بناءً على التقدم والتحديات التي يواجهها الفرد.

التطبيقات والتحديات للعلاج النفسي الواقعي

أ. التطبيقات للعلاج النفسي الواقعي

يستخدم العلاج النفسي الواقعي في علاج مجموعة متنوعة من المشكلات النفسية والسلوكية، بما في ذلك:

  • مشكلات العلاقات: يساعد الأفراد على تحسين العلاقات الشخصية من خلال تغيير السلوكيات والتواصل بشكل أكثر فعالية.
  • القلق والاكتئاب: يساعد في التعامل مع مشاعر القلقوالاكتئاب من خلال تحديد الأهداف العملية وتحسين التكيف مع الحياة اليومية.
  • إدارة التوتر: يوفر استراتيجيات لتقليل التوتر وزيادة القدرة على التعامل مع الضغوطات الحياتية.

ب. التحديات للعلاج النفسي الواقعي

بعض التحديات التي قد تواجه العلاج النفسي الواقعي تشمل:

  • التركيز على السلوكيات: قد يكون من الصعب أحيانًا تغيير السلوكيات دون معالجة الأسباب العميقة للمشكلات.
  • التحفيز الشخصي: يتطلب العلاج الواقعي من الأفراد أن يكونوا متحفزين وقادرين على العمل نحو أهدافهم، وهو ما قد يكون صعبًا لبعض الأشخاص.

العلاج النفسي الواقعي هو نهج يركز على التعامل مع القضايا الحالية وتحسين حياة الأفراد من خلال تحديد الأهداف، وتحمل المسؤولية الشخصية، وتغيير السلوكيات غير الفعالة. بتركيزه على الحاضر، يساعد العلاج الواقعي الأفراد على تحسين نوعية حياتهم من خلال اتخاذ خطوات عملية وواقعية. بينما يواجه العلاج بعض التحديات، فإنه يوفر أداة قوية للتعامل مع مجموعة واسعة من المشكلات النفسية والسلوكية.


شارك المقالة: