ما هو الفرق بين المنهج الاستقرائي والاستنتاجي في التدريس التربوي؟

اقرأ في هذا المقال


ما هو الفرق بين المنهج الاستقرائي والاستنتاجي في التدريس التربوي؟

هما نهجان تعليميان متميزان ومتعارضان للغاية، ويمكن لكلا الأسلوبين تقديم مزايا معينة، لكنّ الاختلاف الأكبر هو دور المعلم.

أثناء العملية العلمية يتم الاعتماد على التفكير الاستنتاجي من أجل إدراك إلى نتيجة منطقية وصحيحة، ونوع آخر من الاستدلال الاستقرائي يعتمدوا علية أيضًا، غالبًا ما يخلط بين التفكير الاستنتاجي والاستدلال الاستقرائي والعكس صحيح، حيث أنّه من المهم معرفة معنى كل نوع من أنواع التفكير حتى يمكن تحديد المنطق.

في الفصل الدراسي الاستنتاجي يقوم المعلم بإجراء الدروس عن طريق تقديم وشرح المفاهيم للطلاب، ثم توقع إكمال الطلاب للمهام من أجل العمل على ممارسة المفاهيم، ويتمحور هذا النهج بشكل كبير على المعلم التربوي، وعلى العكس من ذلك فإنّ التدريس الاستقرائي هو نهج يركز على الطالب بدرجة أكبر ويستخدم استراتيجية تُعرف باسم الملاحظة.

أنّ المنهج الاستنتاجي هو التوصل إلى نتيجة من خلال تطبيق قواعد المنطق إلى أماكن معينة في حين أنّ المنهج الاستقرائي هو أن نستنتج من خلال توسيع المعلومات المعروفة.

ما هو النهج الاستنتاجي في التدريس التربوي؟

يقصد بمفهوم النهج الاستنتاجي للتدريس: على أنّه عبارة عن نهج تركيزًا على المعلم التربوي كثيراً، وحيث يعني أن المعلم التربوي يقوم على إعطاء الطلاب مفهومًا جديدًا ويشرحها ثم يقوم الطلاب بالتدرب على استخدام هذا المفهوم، وعلى سبيل المثال عند تدريس مفهوم جديد لقواعد اللغة، سيقدم المعلم المفهوم ويشرح القواعد المتعلقة باستخدامه، وفي النهاية سيتدرب الطلاب على استخدام المفهوم بعدة طرق مختلفة.

الانتقادات الموجهة إلى النهج الاستنتاجي في التدريس التربوي:

وفقًا لبوب آدمسون غالبًا ما يتم انتقاد الطريقة الاستنتاجية لمجموعة متنوعة من الأسباب، وتتمثل هذه الانتقادات من خلال ما يلي:

  • أنّه يعلم القواعد بطريقة منعزلة.
  • القليل من الاهتمام بالمعنى.
  • الممارسة غالبًا ما تكون ميكانيكية.
  • يمكن أن يكون هذا المنهج خيارًا قابلاً للتطبيق في مواقف معينة، على سبيل المثال عند التعامل مع الطلاب المتحمسين للغاية أو تدريس مفهوم صعب بشكل خاص أو من أجل القيام على إعداد الطلاب لكتابة الاختبارات.

ما هو المنهج الاستقرائي في التدريس التربوي؟

على عكس الطريقة الاستنتاجية يستخدم التعليم الاستقرائي ملاحظة الطالب، بدلاً من شرح مفهوم معين واتباع هذا الشرح بأمثلة ويقدم المعلم للطلاب العديد من الأمثلة التي توضح كيفية استخدام المفهوم، والقصد هو أن يلاحظ الطلاب عن طريق الأمثلة كيف يعمل المفهوم.

باستخدام الموقف السابق سوف يقوم المعلم التربوي على تقديم مجموعة متنوعة للطلاب من الأمثلة لمفهوم معين دون إعطاء أي مقدمة حول كيفية استخدام المفهوم، وعندما يرى الطلاب كيفية استخدام المفهوم من المأمول أن يلاحظوا كيفية استخدام المفهوم وتحديد قاعدة القواعد، في الختام للنشاط يمكن للمدرس أن يطلب من الطلاب شرح قاعدة القواعد كاختبار نهائي لفهمهم المفهوم.

يمكن أن تكون طرق التدريس إما استقرائيًا أو استنتاجيًا أو مزيجًا من الاثنين، وتنتقل طريقة أو عملية التدريس الاستقرائي من الخاص إلى العام وقد تستند إلى تجارب محددة أو تمارين تعليمية تجريبية، وتتقدم طريقة التدريس الاستنتاجي من المفهوم العام إلى الاستخدام أو التطبيق المحدد.

تستخدم هذه الأساليب بشكل خاص في التفكير أي المنطق وحل المشكلات، والعقل هو استخلاص الاستنتاجات المناسبة للموقف، ويتم تصنيف الاستدلالات إما على أنها استنتاجية أو استقرائية.

على سبيل المثال يجب أن يكون الطالب إما في الغرفة الصفية أو في الساحة المدرسية، هو ليس في الساحة المدرسية لذلك يجب أن يكون في الغرفة الصفية، وهذا هو المنطق الاستنتاجي، وكمثال على الاستدلال الاستقرائي لدينا الحوادث السابقة من هذا النوع كانت ناجمة عن عطل في الجهاز، وبالتالي كان هذا الحادث ناتجًا عن فشل الجهاز.

يعتبر الاستدلال الاستقرائي شائع الاستخدام في مادة العلوم حيث يتم القيام على جمع البيانات ويتم تطوير نماذج مؤقتة من أجل العمل على وصف السلوك المستقبلي والتنبؤ به حتى يجبر ظهور البيانات الشاذة للنموذج على المراجعة.

يستخدم الاستدلال الاستنتاجي بشكل شائع  في مواد العلوم والمنطق والرياضيات، حيث يتم القيام على بناء الهياكل المعقدة للنظريات التيمن غير الممكن دحضها من مجموعة صغيرة من البديهيات والقواعد الرئيسية، ويوج مجموعة من الأمثلة حيث كانت عملية التدريس التي تتم بالطريقة الاستقرائية تؤتي ثمارها.

مجال استخدام المنهج الاستقرائي والاستنتاجي في التدريس التربوي:

حل المشكلات من إحدى المجالات التي من الممكن اللجوء فيها إلى استخدام المنهج الاستقرائي والاستنتاجي، في التفكير الاستقرائي يأخذ المرء في الاعتبار عددًا من عناصر معينة أو محددة من المعلومات من أجل تطوير مفاهيم أكثر شمولاً أو عامة.

الاستنتاج هو الاستدلال من الافتراضات العامة أو الفرضيات إلى حالات أو عبارات أكثر تحديدًا، وعلى الرغم من أن الشخص قد يختار عمدًا استخدام الاستقراء أو الاستنتاج، فإن أطراف العملية التعليمية عادةً ما يتحولون من واحد إلى آخر اعتمادًا على مقتضيات عملية التفكير.

التعلم الاستنتاجي هو نهج أكثر تركيزًا على المدرس في التعليم، يتم تقديم المفاهيم والتعميمات أولاً إلى المتعلمين، تليها أمثلة وأنشطة محددة لدعم التعلم، ويتم إجراء الدروس بشكل عام في شكل محاضرة مع الحد الأدنى من الحوار بين المعلمين والمتعلمين.

يشير التعلم الاستنتاجي إلى طريقة التدريس التي قد تكون أكثر ملاءمة في دورات المستوى التمهيدي الذين يحتاجون إلى أساس واضح يمكن من خلاله البدء بعنصر لغة جديد، وقد يعاني المتعلمون الذين اعتادوا على نهج أكثر تقليدية للتعلم وبالتالي يفتقرون إلى التدريب لإيجاد القواعد بأنفسهم مع هذه الطريقة.

عملية التفكير الاستنتاجي في التدريس التربوي:

تتكون عملية التفكير الاستنتاجي من استخدام المعلومات التي يُفترض عمومًا أنها دقيقة للوصول إلى نتيجة، وتستند المعلومات التي تستخدمها فقط إلى الحقائق وخالية من العواطف والمشاعر وأي معلومات أخرى غير قابلة للتحقق.

من خلال فهم كيفية عمل عملية التفكير الاستنتاجي، قد تتمكن من تطبيقها بنجاح لحل المشكلات التي يواجهها الطالب في العملية التعليمية، وتتضمن الطريقة الاستنتاجية الخطوات، وتتمثل هذه الخطوات من خلال ما يلي:

  • وضع افتراضات أولية، تبدأ بوضع افتراض مبدئي مقبول بشكل عام على أنّه صحيح.
  • شكل مقدمة ثانية، ثم تفكر في فرضية ثانية مرتبطة بها، لذلك إذا كان الافتراض الأولي صحيحًا فإن الفرضية الثانية تكون كذلك.
  • إجراء الاختبار، يمكن بعد ذلك اختبار الافتراض في سيناريوهات مختلفة وتدوين النتائج.
  • التوصل إلى استنتاج، اعتمادًا على النتائج التي يحصل عليها، يمكن تحديد ما إذا كانت المعلومات صحيحة أم غير صالحة.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر.نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور.تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة.طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: