ما المقصود ببناء الشخصية

اقرأ في هذا المقال


كيفية تكوين الشخصية

عند الحديث عن التفاعل بين العامل الوراثي الذي نأتي به إلى الحياة، وبين المؤثرات البيئية، فنحن نتحدّث عن كيفية تكوين الشخصية، أمّا بناء الشخصية فنحن في موقف، مَن يأخذ قطاعاً واسعاً من الكائن الحي ويضعه تحت المجهر ليرى تفاصيله ومكوناته وما بينهما من علاقات أو تقسيمات.

التعريف الأساسي في مفهوم بناء الشخصية هو السٍمة، التي تعتبر صفة أو خاصّية للسلوك، يتّصف بقدر من الاستمرار ويمكن ملاحظتها أو قياسها، فالخوف من الحشرات سِمة والعدوانية سِمة والأمانة سِمة والشجاعة سِمة، إلى غير ذلك من السِمات وخصائص السلوك وصفاته الأخرى.

تحتوي كل لغة على عدد هائل من المصطلحات التي تشير إلى معنى السِمات، إلا أنّها مشتركة ومتشابهة في كثير من المعاني، كالإقدام وقوّة القلب والشجاعة، كلّها مصطلحات تدلّ على نفس معنى الشجاعة.

أنواع سمات الشخصية

  • بناء الجسم: وهي ما يتصل ببناء أجسامنا من سِمات أو ملامح، كاللون أو الطول أو الوزن.
  • وظائف الجسم: وهي ما يتعلّق بأداء وظائفنا العضوية من سِمات، كسرعة النبض ودرجة حرارة الجسم.
  • الحاجات: وهي الرغبات الملحّة وصولاً إلى ظروف معينة، كحاجتنا أن نكون موضع اهتمام الآخرين، أو الحاجة إلى الراحة.
  • الميول: وهي حاجات طويلة الأمد، تقتصر على أنواع محدّدة من النشاط، كالنقاش مع الآخرين، أو التفكير.
  • الاتجاهات: وهي ما يتعلّق باتجاهاتنا نحو المسائل الاجتماعية والموضوعات.
  • الاستعدادات: وهي ما يتعلّق بقدراتنا، حيث أنّ هناك قدرات عقلية وجسمية كثيرة.
  • المزاج: وهي ما يتّصل بثقتنا بأنفسنا أو المرح أو الاندفاع أو القلق من سِمات.

مفهوم بناء الشخصية

بناء الشخصية يعني تطوير الفرد من خلال سلسلة من التجارب والتفاعلات التي تساعده على تكوين صفاته الفردية. يتأثر هذا البناء بعوامل مختلفة تشمل العوامل الوراثية، والتربية، والتعليم، والتجارب الشخصية، والعلاقات الاجتماعية. يتميز بناء الشخصية بأنه عملية ديناميكية تبدأ من الطفولة وتستمر طوال الحياة، حيث يتعلم الفرد من خلال التفاعل مع بيئته ومواجهة التحديات.

الشخصية ليست مجرد مظهر خارجي أو سلوكيات يمكن ملاحظتها، بل هي مجموعة معقدة من العواطف، والأفكار، والمواقف، التي تحدد كيفية تفاعل الفرد مع العالم من حوله.

أهمية بناء الشخصية

يعد بناء الشخصية أمرًا بالغ الأهمية لعدة أسباب:

  • تحقيق التوازن النفسي والعاطفي: يساعد بناء الشخصية في تطوير القدرة على التحكم في العواطف والمشاعر، مما يسهم في تعزيز الصحة النفسية والعاطفية للفرد.

  • تعزيز الثقة بالنفس: من خلال تطوير المهارات والقدرات الشخصية، يزداد الإحساس بالثقة بالنفس والقدرة على تحقيق الأهداف والنجاح في مختلف جوانب الحياة.

  • تحسين العلاقات الاجتماعية: يساعد بناء الشخصية في تطوير مهارات التواصل الفعّال، والتعاطف، والقدرة على العمل الجماعي، مما يؤدي إلى تحسين العلاقات الاجتماعية.

  • التكيف مع التغيرات: يتيح بناء الشخصية للفرد القدرة على التكيف مع التغيرات والتحديات التي تواجهه في الحياة.

مراحل بناء الشخصية

يمكن تقسيم عملية بناء الشخصية إلى عدة مراحل رئيسية، تشمل:

  • مرحلة الطفولة المبكرة: تعتبر هذه المرحلة هي الأساس في تكوين الشخصية. يتأثر الأطفال بشكل كبير بالبيئة المحيطة بهم، بما في ذلك الأسرة والمدرسة والأقران. يتعلم الطفل في هذه المرحلة قيمه الأولى، ومعايير السلوك، والطرق الأساسية للتفاعل مع الآخرين.

  • مرحلة المراهقة: في هذه المرحلة، يبدأ الأفراد في تطوير هويتهم الشخصية. يُظهر المراهقون استقلالية أكبر ويبدؤون في تشكيل قيمهم الخاصة ومعتقداتهم. يتميز بناء الشخصية في هذه المرحلة بتطوير مهارات التفكير النقدي والتحليل، وتحديد الأهداف الشخصية.

  • مرحلة النضج: تستمر عملية بناء الشخصية خلال مرحلة النضج حيث يتعامل الفرد مع تجارب الحياة المختلفة، مثل العمل، والزواج، وتكوين الأسرة. تتطلب هذه المرحلة التكيف مع مسؤوليات جديدة واتخاذ قرارات مستنيرة. تساهم هذه التجارب في تعزيز الحكمة والقدرة على حل المشكلات.

  • مرحلة الشيخوخة: حتى في مراحل الحياة المتقدمة، يستمر بناء الشخصية مع اكتساب المزيد من الخبرات، والتأمل في الحياة السابقة، ومشاركة الحكمة مع الأجيال القادمة.

العوامل المؤثرة في بناء الشخصية

تتأثر عملية بناء الشخصية بعدة عوامل، منها:

  • العوامل الوراثية: تلعب الجينات دورًا في تحديد بعض السمات الشخصية الأساسية مثل المزاج والطاقة والميل إلى الانطواء أو الانبساط.

  • العوامل البيئية: تشمل العوامل البيئية الأسرة، والمدرسة، والمجتمع، والثقافة، وكل ما يؤثر على تعلم القيم والسلوكيات.

  • التعليم: يلعب التعليم دورًا حيويًا في بناء الشخصية من خلال تعزيز التفكير النقدي، وتنمية المهارات الاجتماعية، وتعليم القيم والمبادئ.

  • التجارب الشخصية: تساعد التجارب الشخصية، بما في ذلك النجاحات والإخفاقات، في تشكيل الشخصيات وتطوير الحكمة والقدرة على التعامل مع الحياة.

  • الخبرات الاجتماعية: التفاعلات مع الآخرين، سواء في الأصدقاء أو الزملاء أو المجتمع بشكل عام، تساهم في بناء الشخصية من خلال تعزيز المهارات الاجتماعية والتفاهم.

استراتيجيات فعالة لبناء الشخصية

هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن للفرد اتباعها لبناء شخصيته بشكل فعّال:

  • التعليم المستمر: تعزيز المعرفة والمهارات من خلال التعلم المستمر والتدريب يسهم في تطوير الشخصية بشكل كبير.

  • التفكير النقدي والتأمل: يساعد التأمل الذاتي والتفكير النقدي في فهم نقاط القوة والضعف والعمل على تحسين الذات.

  • ممارسة الفضائل: مثل الصدق، والتواضع، والشجاعة، والتعاطف، مما يعزز الشخصية ويقوي الروح.

  • التعامل مع التحديات: مواجهة التحديات وتجاوزها تساعد في بناء الصلابة والقدرة على التحمل.

  • التواصل الفعّال: تطوير مهارات التواصل يعزز القدرة على التعبير عن الذات وبناء علاقات صحية ومثمرة.

بناء الشخصية هو عملية مستمرة تبدأ منذ الطفولة وتستمر طوال حياة الإنسان. يتطلب بناء الشخصية الفعّال تفاعلاً إيجابيًا مع البيئة، والتعلم المستمر، والقدرة على التكيف مع التغيرات. من خلال فهم أهمية بناء الشخصية والعمل على تطويرها، يمكن للفرد تحقيق التوازن النفسي والعاطفي، وتعزيز الثقة بالنفس، وتحسين العلاقات الاجتماعية، مما يؤدي في النهاية إلى حياة أكثر نجاحًا وسعادة.


شارك المقالة: