اقرأ في هذا المقال
هل للكراهية ثمن؟ وإذا كان الأمر كذلك فما هو الحل؟ لا يخفى على أحد أنّ الكراهية لا تزيدنا إلا تأخراً وتخلّفاً وتعصّباً وتطرّفاً فكرياً، وتحدّ من علاقتنا مع الغير، وتجعل من ثقافتنا محدودة تتناسب مع أحقادنا وثأرنا القديم، فالكراهية لها ثمن باهض لا يمكننا تقديره بالكمّ أو الكيف لكونه أمر لا يمكن قياسه.
ما نتيجة الكراهية والحقد؟
هل يمكن لنا أن ندسّ السم ﻷنفسنا متعمّدين؟ وهل يمكن لنا أن ندخل السجن طواعية مع أننا لم نرتكب أي جرم؟ وهل يمكننا أن نحمل حقيبتين باﻷحجار لنحملها طوال اليوم مع أنها تثقل كاهلنا دون نفع؟ وهل يمكننا أن نطلب ممن آذانا أن يزيد من إيذائه لنا؟
يبدو لنا أن طرح مثل هذه الأسئلة أمر لا منطقي، والعاقل يجيب عنها جميعاً بالنفي، فالقيام بهذه الأفعال ضرب من اللامنطقية والغباء، فمن هو الشخص الطبيعي الذي يختار أن يؤذي نفسه بهذا الشكل؟ ومع هذا فإنّ هذه هي تماماً الحال عندما نرفض الصفح أو لا نتعلم الغفران.
عندما نرفض الصلح أو الغفران، فإننا نضيف على أنفسنا المزيد من الأذى، فالكراهية تسمّم العقل وتأسره وتجعله رهيناً للحقد والتفكير في كيفية الثأر، وتأسرنا في قفص الإتهام والتشكيك وسوء الظن، وتثقل كاهلنا بعدم قدرتنا عن الخروج من دائرة الغضب، وتتيح للغير أن يصيبنا بالآلام كوننا مليئين بالحقد والمراهية ولا يوجد لدينا وقت للتفكرالإيجابي الصحيح.
الكراهية لا تزيدنا إلا فقدانا للهوية والذات؟
عندما نتصف بالحقد والكراهية، ونكران فضيلة التسامح والغفران، فإننا نطلب من غيرنا أن يؤذينا، ولا نشعر بيوم من الراحة في حياتنا التي نعيشها، فلا وقت لدينا نقضيه بنقاء، وهذا هو الثمن الحقيقي للكراهية، أن نختار المعاناة والألم، وسوء اختيار الطريق والفشل في جميع جوانب الحياة، “أعتقد أن الامتناع عن الغفران يعني أن نواصل لعب دور الضحية، وتذكر أن الخيار لك على الدوام” “لاري جيمس”.
ماذا يجب أن نفهم عن الكراهية؟
أهم ما يجب أن نفهمه عن الكراهية أو عدم القدرة على الصفح هو أنها تتيح الفرصة لاستمرار الألم، وبالتالي يصبح لمن آذانا الفرصة ليفرض سيطرته السلبية على مشاعرنا، ونحن لسنا مطالبين بذلك، فربما كان من أثار داخلنا كلّ هذه الكراهية ينعم بحياته في هذه اللحظة التي نحن ثائرين فيها، فلماذا يتوجب علينا أن نفكّر فيه؟ أليست هناك أمور أفضل لنشغل بها عقولنا.