ما هو رهاب الانفراد؟

اقرأ في هذا المقال


رهاب الانفراد هو القلق المبالغ بشأن العزلة عن الآخرين، الشخص الذي يشتكي من هذا النوع من الرهاب لا يحتاج بالضرورة لأن يكون وحيدًا من أجل بروز المظاهر، فإن فكرة وتجربة قضاء الوقت بصورة منفرده للشخص يمكن أن يسبب له القلق. لغاية الآن، ليست هناك تعريف رسمي لهذا النوع من الرهاب، وهو رهاب معقد، وفي بعض الأحيان يكون من غير الممكن التمييز بينه وبين اضطراب قلق الانفصال، والخوف من الهجر، واضطراب ما بعد الصدمة.

الفرق بين رهاب الانفراد والوحدة:

هذا النوع من الرهاب لا يماثل الشعور بالوحدة. الشعور بالوحدة يدل على الإحساس بمشاعر سلبية تنبع من شعور الشخص بنقص علاقاته الاجتماعية، الأشخاص يمكن أن يشعروا بالوحدة حتى في حال تواجدهم مع الآخرين.

الإحساس برهاب الانفراد يتضمن القلق المبالغ الذي ينجم عن فكرة قضاء الشخص الوقت بمفرده. الأشخاص قد يشعرون بالقلق عندما يكونون وحيدين.

أعراض رهاب الانفراد:

هذا النوع من الرهاب يحتوي على المظاهر العامة المشابهة لأنواع الفوبيا الأخرى، يتضمن الشعور بقلق كبير حول قضاء الوقت بشكل مفرد.

أعراض هذا النوع من الرهاب تتضمن ما يلي:

1- الخوف المفاجئ أو القلق عند قضاء الوقت بصورة منفرده أو التفكير بالأمر.

2- الابتعاد عن البقاء منفردًا أو المواقف التي قد تتطلب ذلك.

3- وجود نوبات الهلع.

4- الاكتئاب أو القلق العام.

5- الإدراك والوعي بأن القلق غير مناسب لهذا الاضطراب.

مضاعفات رهاب الانفراد:

1- القيام بأمور شديدة، من أجل تجنب أن يكون الشخص بمفرده.

2- السعي للبحث عن رفقة بأقرب وقت ممكن.

3- عدم الرغبة في أن يغادر الأشخاص ويتركونه، حتى لو كان ذلك أمر صعب التحقيق.

4- عدم وجود الاستقلال في العلاقات.

5- الاكتئاب والقلق، وتعد هذه من المضاعفات الممكنة عند أغلب المصابين.

أسباب رهاب الانفراد:

كما هو الحال في أي رهاب، فإن أسباب هذا النوع من الرهاب غير واضحة دائمًا. قد يرتبط حدث ذلك بخبرات سيئة سابقة أو إصابات أو حادث ما عندما كان الشخص بمفرده. قد يبرز الرهاب في فترة الطفولة، والكثير من الأشخاص لا يدركون المصدر المحدد للخوف. هذا النوع من الرهاب قد يرتبط بخبرات سابقة في الطفولة تؤدي للخوف من الهجر، مثل طلاق الوالدين أو موت أحد أفراد العائلة. لدى بعض الأشخاص، قد يرتبط الرهاب باضطراب آخر.

الاضطرابات المشابهة لرهاب الانفراد:

هذا النوع من الرهاب يمكن ان يكون ناتج عن اضطرابات القلق الأخرى. مثلاً، الشخص الذي يشتكي من نوبات الهلع يمكن أن يعاني من الخوف وهيمنة الأفكار السلبية بأن لا أحد يحبه.

يمكن أن يكون هذا النوع من الرهاب عرض لمرض آخر، مثلاً، قد يكون خوف الشخص من البقاء وحيدًا هو أحد مظاهر رهاب الخلاء، وهو الخوف من التواجد بأماكن أو مواقف لا يمكن الهروب منها.

قد يتسبب رهاب الخلاء في الحد من ثقة الشخص بقدرته على إكمال الواجبات بمفرده، وهذا قد يتطور إلى الخوف من قضاء الشخص الوقت بمفرده. في بعض الحالات، قد يرتبط رهاب الخلاء باضطراب القلق المعمم، أو اضطراب ما بعد الصدمة.

تشخيص رهاب الانفراد:

حتى يقوم الطبيب بتشخيص نوع معين من الرهاب، فإنه يجب على الشخص المصاب بأن يعاني من المظاهر لمدة لا تقل عن 6 أشهر، ويجب أن تسبب المظاهر إجهاد واضح يؤثر على أمور متنوعة في حياة الشخص، مثل حياة الشخص الاجتماعية أو العملية. لدى الأطفال، يمكن أن يسبب الرهاب البكاء، نوبات الغضب، والتشبث بمقدم الرعاية الصحية، والتجمد في المكان.

سوف يقوم الطبيب بتشخيص الرهاب في حال كان الخوف والمشاعر السلبية قد امتدت لأكثر من 6 أشهر وتداخلت في عدة جوانب من حياة الشخص، بالتحديد الحياة الاجتماعية أو العمل.

علاج رهاب الانفراد:

الأشخاص المصابين بالرهاب غالباً ما يتم علاجهم من خلال العلاج النفسي، والعلاج السلوكي المعرفي والعلاج بالتعرض، من الأساليب المنتشرة.

العلاج بالتعرض:

هذا النوع من العلاج، يعالج سلوك التجنب الذي اكتسبه وطوره الشخص مع الوقت. هدف العلاج هو تحسين جودة الحياة حتى لا يقلل الرهاب من قدرة الشخص على الاستمرار بحياته اليومية.

قد يقوم الطبيب بتعريض المصاب إلى مصدر الرهاب بشكل مكرر. يقوم بهذا في البداية في بيئة يشعر فيها الشخص بالأمان، ثم يقوم بعدها بالانتقال إلى بيئة واقعية.

العلاج السلوكي المعرفي:

في هذا النوع من العلاج، يعمل الطبيب على تعريض المصاب للشيء الذي يخاف منه، إذ يقوم باستخدام التقنيات الأخرى التي تساعد الشخص على تعلم أساليب المواجهة، والتعامل مع البقاء وحيدًا بأسلوب عقلاني، يساعد الطبيب المصاب لمعرفة كيفية تفكيره حول الرهاب الذي يعاني منه.


شارك المقالة: