ما هو مرض الأعصاب النفسي

غالباً ما تستخدم مفاهيم مرض الأعصاب النفسي والعِصاب، من أجل وصف مختلف الحالات العقلية والنفسية، لكن مع التقدُّم الطِّبي ظهرت الأمراض والمشكلات بشكل دقيق وتمَّ تفصيلها بشكل واضح.

مرض الأعصاب النفسي

هو مرض الأعصاب النفسي أو ما يُعرف بالعصاب، هو صنف من الاضطرابات النفسية الوظيفية التي تنطوي على مرض عصبي ونفسي مزمن، لكن بدون الأعراض التي ترافق الأمراض النفسية عادةً مثل الهلوسات والتخيلات، لم يعد هذا المصطلح يستخدم من قبل المجتمع النفسي المهني في الولايات المتحدة، ذلك بعد أن تمّ استبعاده من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية في عام 1980.

يجب الابتعاد عن الخلط بين العصاب والذهان، هو أن يفقد الفرد تواصله مع الواقع، كما لا ينبغي أن نخلط بين العصاب واللاعصابية، فاللاعصابية سمة أساسية مقترحة في نظرية السمات الشخصية.

مرض الأعصاب النفسي عند فرويد

يعرّف العصاب بأنّه اضطراب نفسي مزعج يقوم بتحويل التواصل مع الواقع إلى معاناة حقيقية، فقد لعب هذا المصطلح دور مركزي في التحليل النفسي الفرويدي، حيث أنّ فرويد عرّف العصاب بأنّها سلوكيات شخصية أو اضطرابات عقلية لا يرجع إلى أي خلل عصبي أو عضوي معروف، فقد استخدمه فرويد كتصنيف مرجعي لمجموعة من الأعراض ذات الصلة بالمشاكل النفسية المؤلمة على عكس الذهان، فهي الاضطرابات النفسية التي تشوه الواقع بشدة.

إنَّ العصاب يترك الواقع البدني والنفسي والاجتماعي سليم بشكل تام، حسب فرويد فإنّ العصاب يعكس صراعات عاطفية غير إدراكية سيئة الحل، ممّا يؤدي إلى تفعيل آليات الدفاع النفسي التي تحاول حماية الشخص من تجربة هذه الصراعات بإدراك، لكنّها بالمقابل تؤدي إلى ظهور الأعراض السلوكية والنفسية المرصودة.

أنواع مرض الأعصاب النفسي

• اضطرابات القلق: هو أن يصاب الفرد بالخوف والذعر الشديد ليس لها مبرر، حيث أنّه يحدث للمريض بسبب حدث طبيعي.

• الرهاب: هو مجموعة اضطرابات تولّد لدى المريض مخاوف مفرطة بشكل غير طبيعي.

• الاضطرابات الوسواسية القهرية: هي مجموعة من الاضطرابات السلوكية التي يقوم المريض بها بتنفيذ الأعمال بشكل متكرر وغير مبرر، مثل التأكد بشكل متكرر إذا كانت الأبواب مقفلة، كذلك أنّ الفرن قد تمّ إيقافه، غسل اليدين بشكل متكرر بسبب القلق الشديد من الجراثيم.

• الاضطرابات الهستيرية: ليس المقصود بها استجابات مفرطة يظهرها الفرد بسبب حدث معين، بل هي عبارة عن مجموعة اضطرابات شخصية، تتضمن اضطراب التحويل والتفكك.

أسباب مرض الأعصاب النفسي

• الوراثة: يمكن أن تلعب العوامل الجينية دورًا في تطور المرض، حيث يمكن أن يرث الأفراد القابلية للإصابة به من أفراد العائلة.

• العوامل البيولوجية: تشمل الاختلالات في الناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، والتي يمكن أن تؤثر على الحالة المزاجية والسلوك.

• الصدمات النفسية: التعرض لصدمات نفسية شديدة أو مستمرة يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في الدماغ تسهم في ظهور الأعراض.

• الأمراض العصبية: بعض الأمراض العصبية مثل الصرع أو التصلب المتعدد يمكن أن تسبب أعراضًا نفسية.

• المواد الكيميائية والمخدرات: تعاطي المخدرات أو التعرض للسموم يمكن أن يؤثر على وظائف الدماغ ويؤدي إلى أعراض نفسية.

أعراض مرض الأعصاب النفسي

• القلق والاكتئاب: شعور دائم بالقلق أو الاكتئاب دون سبب واضح.

• التغيرات المزاجية: تغيرات حادة ومفاجئة في المزاج، قد تتضمن نوبات من الفرح الشديد تليها فترات من الحزن العميق.

• صعوبة التركيز: صعوبة في التركيز أو تذكر المعلومات الأساسية.

• اضطرابات النوم: الأرق أو النوم لفترات طويلة بشكل غير طبيعي.

• الأفكار الوسواسية: أفكار متكررة وغير مرغوب فيها تؤثر على الحياة اليومية.

• الأعراض الجسدية: مثل الصداع، الدوخة، أو الآلام الجسدية بدون سبب طبي واضح.

علاج مرض الأعصاب النفسي

• العلاج الدوائي:

  • الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق: تساعد في تعديل مستويات الناقلات العصبية في الدماغ.
  • المهدئات: تُستخدم في بعض الحالات للحد من القلق والتوتر.

• العلاج النفسي:

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد الأفراد في تغيير الأنماط السلبية من التفكير والسلوك.
  • العلاج النفسي الديناميكي: يركز على فهم الصراعات الداخلية والعوامل النفسية التي تؤثر على السلوك.

• التأهيل العصبي:

  • العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي: لتحسين الوظائف الجسدية والعقلية.

• العلاجات التكميلية:

  • اليوغا والتأمل: يمكن أن تساعد في تقليل التوتر وتحسين الصحة النفسية.
  • العلاج بالموسيقى والفن: يُستخدم كوسيلة للتعبير عن المشاعر وتحسين الحالة النفسية.

• الدعم الاجتماعي:

  • مجموعات الدعم: توفر بيئة داعمة حيث يمكن للأفراد مشاركة تجاربهم والتعلم من الآخرين.
  • الدعم العائلي: يعتبر الدعم من الأهل والأصدقاء جزءًا مهمًا من عملية الشفاء.

مرض الأعصاب النفسي هو حالة معقدة تتطلب فهمًا شاملاً للظروف العصبية والنفسية التي تؤثر على الفرد، من خلال العلاج المناسب والدعم، يمكن للأفراد تحقيق تحسين كبير في حياتهم اليومية وتقليل الأعراض المؤثرة على صحتهم النفسية. من المهم العمل مع أخصائيين مؤهلين للحصول على التشخيص الصحيح ووضع خطة علاجية فعالة.