الوحدة: هي حالة من الضيق الصادر من إدراك الشخص بمقدار الفجوة الكبيرة بين حاجته في التواصل الاجتماعي وبين ما يعمله بشكل فعلي، ولهذا فإن الوحدة تختلف عن العزلة؛ بسبب أن الأشخاص الموجودين بالعديد من الناس وحتى المتزوجين يمكن أن يشتكوا من الإحساس بكمّ كبير من الوحدة. والوحدة عاطفة إنسانية كثيرة التعقيد؛ إذ ليس هناك سبب واحد لها عند كل الأشخاص.
ما هي أسباب الوحدة
الانتقال إلى موقع جديد
الإحساس بالوحدة لا يقصد به أن يكون الشخص وحيد وأنه لا يوجد أشخاص محيطين به، إذ يمكن للشخص أن ينتابه هذا الشعور إذا انتقل لموقع حديث بالرغم من وجود العديد من الناس حوله، على سبيل المثال التلميذ الحديث الذي ينتابه الشعور بالوحدة بالرغم وجوده مع زملاء السكن.
كما أن تبديل الطالب للمدرسة أو الشخص الذي يبدل مكان عمله، قد يكون سبب مهم يحفزهم للإحساس بالوحدة، لهذا عندما يتأقلم الشخص مع الوضع الجديد يمكن أن تتلاشى مشاعر الوحدة، إلا أنها يمكن أن تمتد في بعض الأوقات، خاصة إذا كان الشخص عنده صعوبة في التواصل مع من يحيط به.
فقدان شخص عزيز
يمكن أن تتسبب حالة الوفاة لشخص عزيز في الإحساس من حوله بالوحدة، كما أن الانفصال عن شريك الحياة يمكن أن يتسبب في شعور مؤلم بالوحدة، بالإضافة إلى ذلك فإن البعد عن الأصدقاء مثل خصامهم يتسبب في الإحساس بالوحدة.
الطفولة المهملة
يمكن للطفل الذي عانى خلال طفولته من الإهمال والتنمر والمعاملة السلبية، أن يعاني فيما بعد من قلق اجتماعي وخوف من التعرض للسخرية والاحتقار، الأمر الذي يجعل الشخص يعاني من إحساس كبير بالوحدة والعزلة، وأكدت الدراسات في علم النفس بأن التعرض لصدمة في السابق خاصة فترة المراهقة أو الطفولة يرفع من إمكانية الإحساس بالوحدة العاطفية؛ لأن الصدمة في الطفولة تؤثر على الطفل أثناء أكثر لحظات نموه وتطوره ضعفًا، فأنها لا تؤثر على إحساس الشخص بالأمان فقط، بل تؤثر على نظرة الشخص للعلاقات ومدى ثقته في لآخرين، ونسبة حبه لنفسه وإحساسه بالاستحقاق، بعدها عند مواجهة صدمات بشكل مكرر يكون من الصعب الثقة بالناس والاقتراب منهم فيما بعد.
وجود اضطراب نفسي
يمكن للاضطرابات النفسية أن تتسبب بشعور الشخص بالوحدة الداخلية، والأشخاص الذين يشتكون من هذا النوع من الوحدة يشتكون من مشاكل نفسية مثل نقص أو قلة تقدير الذات والإحساس بعدم القيمة، الحزن والاكتئاب، الإحساس بالذنب، عجز في القدرة على التأقلم مع المواقف وغيرها كما أن الاضطرابات العقلية قد تتسبب في زيادة الإحساس بالوحدة، نتيجة عجز الشخص عن شرح ما يحس به للآخرين، ولأن النشاطات الاجتماعية تحتاج إلى نسبة كبيرة من الطاقة الجسدية والوجدانية بنفس القدر، والتي الفرد غير قادر على توفيرها فأنه ينطوي على ذاته ويشعر بالوحدة.
توفر إعاقة جسدية
إن كل فرد يكون عنده حاجه فطرية في تحقيق توازن بين جانبين، وهي الحاجة إلى إنشاء علاقات بالآخرين والتي تطور الإحساس بالإنسانية، والحاجة إلى بعض العزلة لتنمية الذات، وإذا لم ينجح الفرد ما في إنجاز هذا فإنه يخسر هدف حياته، وهذا يتسبب في الشعور بالوحدة والفراغ، وهذا النوع من الوحدة يسمى الوحدة التنموية، والتي من أحد أبرز أسبابها معاناة الشخص من إعاقة جسدية أو ضعف في الشخصية أو الفقر وغيرهم، من ناحية أخرى فإن الأمراض والمشاكل الجسدية ترفع من الإحساس بالوحدة، لأنها تؤدي إلى الكثير من القلق والخوف للشخص، فإنه بسببها يحس بالوحدة والعزلة.
أعراض تدل على شعور الشخص بالوحدة
هو الإحساس بالفراغ أو أن يوجد أمور مهمة تكون غير كاملة وغير متوفرة عند قضاء الوقت وحيدًا، ويمكن أن تتضمن المظاهر الحادة ما يلي:
1- نقص الطاقة وفقدان الرغبة في القيام بشيء.
2- التشتت وعدم إمكانية الفرد على التركيز.
3- الأرق أو القلق خلال النوم، وغيرها من مشاكل النوم الأخرى.
4- انعدام الشهية.
5- الإحساس باليأس.
6- نقص تقدير الذات وانعدام القيمة.
7- آلام الجسد المتواصلة.
8- حاجة مفرطة في التسوق.
9- المبالغة في مشاهدة الأفلام.
وعلى هذا فإن الإحساس بالوحدة يمكن أن يستنفذ طاقة الفرد ويجعله يشعر أن هذا الإحساس سوف يستمر إلى لانهاية، وإنما الوحدة يمكن أن تختفي إذا سعى الفرد للتخلص منها فعلياً، وقام بفعل بعض الأمور الجديدة مثل التعرف على أشخاص جدد والتواصل مع الآخرين.