ما هي الصلابة النفسية

اقرأ في هذا المقال


هناك أوقات يشعر فيها الشخص أنه يمكنه التعامل مع أي شيء تفرضه الحياة عليه، ثم هناك أيام يشعر فيها الشخص حتى أصغر انتكاسة بأنها ساحقة، ما الذي يصنع الفارق، إنها ليست الظروف التي يواجهها الشخص حقًا، ويَمرّ الكثير من الأشخاص بشعور الانزعاج من شيء لا يزعجه في العادة، ويمكن للشخص غالبًا بعد ذلك الالتفاف والتخلص من النكسات الرئيسية باعتبارها مجرد جزء من الحياة.

ما هي الصلابة النفسية

إنها القوة النفسية تساعد الشخص على مقاومة انحراف الأفكار السلبية عن مسارها، كما إنها تساعد الشخص في العودة إلى تقلبات الحياة يومًا بعد يوم، وتمامًا مثل القوة البدنية، إنها نوع من العضلات العقلية التي يمكن تطويرها لتحسين رفاهية الشخص بشكل عام.

لا تعني الصلابة النفسية أن الشخص لا يبكي أو يشكو أو يعبر عن شك أبدًا، ولا يقتصر الأمر على المرض العقلي، في الواقع، نظرًا لأنه كان على الشخص العمل بجد لتطوير آليات التأقلم، فإن العديد من المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والاكتئاب وحالات الصحة العقلية الأخرى هم أشخاص أقوياء عقليًا بشكل لا يصدق.

بدلاً من امتلاك فكرة ثابتة واحدة عما يعنيه أن يكون الشخص لائقًا عقليًا، تنظر القوة النفسية إلى هذه الأسئلة، كيف يستجيب الشخص للمشاعر السلبية أو النكسات، هل يبدأ الشخص في التفكير في الحلول، أو يتذمر الشخص من سوء حظه.

القوة النفسية هي المهارة المعرفية والعاطفية لإعادة صياغة الأفكار السلبية والظروف المعاكسة، كون الشخص قوي نفسياً، أو قوي عقليًا، يساعد الشخص على مقاومة التأثيرات الداخلية والخارجية التي تضعف ثقة الشخص بنفسه ورفاهيته.

المرونة النفسية هي مجموعة كاملة من الممارسات التي تمكن الشخص من الحفاظ على حالته النفسية وتحسينها، وتساعد الصلابة النفسية على الاستمرار في التركيز في اللحظات الحاسمة، وعلى الرغم من أن الصلابة النفسية تساعد الشخص على الأداء تحت الضغط، إلا أنها غالبًا ما تكون غير مستدامة.

من ناحية أخرى توازن الصلابة النفسية بين المتطرفين، إنها قدرة الشخص على العمل بشكل فعال ومستدام في مواجهة التحديات والضغوط، دون تضحية الشخص بصحته وشعوره بالذات ورفاهيته النفسية، وإنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالمرونة.

أهمية أن يتسم الشخص بالصلابة النفسية

1- عندما يكون الشخص قوي نفسياً، فهو أقل توتراً بسبب الأشياء التي تحدث في الحياة، كبيرة كانت أم صغيرة، يرى الشخص الشدائد كفرصة للنمو، حتى عندما تحدث أشياء كبيرة، يمكن إعادة تأطيرها ويثق الشخص في أنه سينجح في تجاوزها، بعد كل شيء، لقد مرر الشخص بأشياء كبيرة من قبل.

تعد إدارة التوتر من أكثر الطرق فعالية لتحسين صحة الشخص العامة، وترتبط مستويات التوتر المنخفضة بانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق والعديد من الحالات الصحية الجسدية.

2- تستنزف القوة النفسية الضعيفة طاقة الشخص وتحفيزه، ويشعر أنه بغض النظر عما نحاول القيام به، تحدث أشياء سيئة ولا ينجح أي شيء على الإطلاق.

من ناحية أخرى، يتمتع الأشخاص الأقوياء نفسياً بمركز تحكم داخلي كبير، هذا يعني أنهم يعتقدون أن لديهم السيطرة على ظروفهم، هذا الشعور بالسيطرة يحفزهم على الاستمرار في المحاولة والنمو والبحث عن حلول، الأشخاص المرنون لا يستسلمون بسهولة.

الصلابة النفسية تجلب أيضًا الانضباط والدافع الجوهري اللازمين لمنع المماطلة، الشخص الصلب نفسياً يكون لديه وقت أسهل في البدء وإكمال المهام.

3- جزء من النجاح في الحياة هو معرفة ما يجب الاستماع إليه، وما لا يجب الاستماع إليه، من السهل التخلص من النقد الداخلي والخارجي، عندما يصاب الشخص بالصلابة النفسية، يصبح من الأسهل كثيرًا أن يبقى مركزًا، حتى عندما يختلف مع الناس أو يشعر بالخوف.

والتقدير من فوائد الصلابة النفسية هو أيضًا مفتاح لتطوير الوعي الذاتي، وبالتالي مهارات التنظيم العاطفي، بينما يتعلم الشخص أن يجلس مع مشاعره السلبية، وسيطور قدرًا أكبر من التسامح معها، بمرور الوقت سيتعرف الشخص على المشاعر التي يستحق الانخراط فيها وأيها يجب التخلي عنها.

4- الشجاعة من فوائد الصلابة النفسية عندما يشعر الشخص بها، يكون أقل خوفًا من الفشل، حتى لو كان الشخص قلق بشأن النتيجة المحتملة، فمن الأسهل بالنسبة للشخص التحول إلى وضع حل المشكلات، إيماناً بنفسه، لذلك يشعر الشخص بمزيد من الثقة بشأن قدرته على إيجاد الحلول، والأهم من ذلك الشخص على يقين من أنه يمكنه النجاة من السيناريو الأسوأ إذا حدث.

5- ومن فوائد الصلابة النفسية القدرة على التكيف فهي تطور قدرة الشخص على البحث عن حلول تجعله أكثر مرونة وقدرة على التكيف، ويقضي الشخص وقتًا أقل في التفكير في الأمور التي لا تسير على ما يرام ووقتًا أطول، ويركز الشخص على كيفية تحقيق النتيجة المرجوة، والشخص أيضًا منفتح على فكرة أنه قد يكون هناك أكثر من مسار أو حل أو نتيجة واحدة تشير إلى النجاح، والشخص لا يتعلق بأن كل شيء يسير في طريق الشخص بالضبط، لأنه لست خائف من التغيير.

في النهاية يمكن القول بأن المرونة والصلابة النفسية كلها مكونات للياقة العقلية، وتساعد الشخص على التخلص من المشتتات والتحدث السلبي عن الذات، والمرونة تساعد الشخص في التعافي من الانتكاسات، وتساعد القوة النفسية على المثابرة، واللياقة النفسية تبني كل هذه الممارسات.

المصدر: الطب النفسي المعاصر، احمد عكاشة، 2019الصلابة النفسية كمتغير وسيط بين ادراك احداث الحياة اليومية، عزة محمد صديق رفاعي، 2003.دور الصلابه النفسية، جيهان احمد حمزه محمد، 2002. أساليب مواجهة الضغوط لدى مرتفعى ومنخفض الصلابة النفسية، محمود محمد عبد العظيم محمد، 2003.


شارك المقالة: