اقرأ في هذا المقال
يتميز البشر بأن لكل شخص خصائص وسمات معينة سواء في الجسد أو في سمات الشخصية لكل منهم، حيث يتميز كل شخص عن غيره بطريقة الكلام وحضوره بين الجماعات، ويتميز كل فرد عن غيره في السلوكيات التي يقوم بها فتتباين من سلوك قيادي لسلوك تفاعلي لسلوك جمعي وغيرها، وتعتبر دراسة الخط من السمات والخصائص التي تفرق بين الأفراد من الناحية الجسدية والحركية والشخصية.
ما هي دراسة الخط في علم النفس
تستخدم دراسة الخط أو تحليل خط اليد في علم النفس أحيانًا لتقييم الشخصية أو تقديم استنتاجات حول سمات معينة مثل النزاهة، حيث تعتبر النظرية الأساسية لهذه العملية هي أن هناك عددًا من الخصائص الهيكلية للكتابة اليدوية للشخص والتي توفر مؤشرات موثوقة للشخصية، بما في ذلك سمات الشخصية مثل الصدق أو الولاء، يتم تصنيف علم الخط أحيانًا على أنه ممارسة شبه غامضة، يمكن مقارنتها بعلم التنجيم وقراءة الكف وعلم الأعداد وطرق أخرى مماثلة.
على الرغم من المخاوف المبررة حول صحة التقييمات الخطية في علم النفس، فإن هذه الطريقة مستخدمة على نطاق واسع من المجتمعات، حيث يُعتقد أن عدة آلاف من أرباب العمل يستخدمون دراسة الخط في فحص ما قبل التوظيف.
من المهم التمييز بين علم الخط وممارسة تحليل الرسوم البيانية، حيث أن تحليل الرسوم البيانية هو طريقة لتوثيق المستندات مثل الرسائل والتوقيعات ويستخدم على نطاق واسع في التحقيقات الجنائية وفي الإجراءات المدنية بما في ذلك الوصايا المتنازع عليها، لا يحاول محللو الرسم البياني استخلاص استنتاجات حول الشخص بناءً على خط اليد، يدعي علماء الخطوط أنهم قادرون على عمل مثل هذه الاستدلالات.
طريقة دراسة الخط في علم النفس
تتضمن دراسة الخط فحصًا لعدد من الخصائص الهيكلية المحددة لعينة من الكتابة اليدوية مثل أشكال الحروف وأحجامها، والتي تُستخدم في عمل استنتاجات حول الكاتب، على سبيل المثال في بعض أنظمة التحليل الخطي، يُعتقد أن درجة الانحدار في أحرف الشخص تشير إلى المدى الذي يكون فيه الشخص انطوائيًا مقابل منفتح، حيث توجد أنظمة محوسبة لتحليل خط اليد، ولكن لا يزال يتم إجراء معظم التحليلات الخطية بواسطة أخصائي الخطوط الفرديين.
يصر علماء الرسم البياني عادةً على أن عينة الكتابة اليدوية للتحليل يجب أن تكون تلقائية وأن عينات الكتابة اليدوية التي تتضمن نسخ نص من كتاب أو كتابة مقطع من الذاكرة لا تسفر عن قراءة صحيحة، فغالبًا ما تكون عينة الكتابة التي يطلبها عالم الرسم البياني عبارة عن رسم موجز للسيرة الذاتية أو نوع آخر من الوصف الذاتي.
يدعي علماء النفس المهتمين في دراسة الخطوط أنه لا المحتوى ولا جودة عينة الكتابة مثل الطلاقة ووضوح التعبير تؤثر على تقييماتهم وأن تقييماتهم هي نتيجة الفحص الدقيق لخصائص الحروف والكلمات والأسطر في العينة، وهناك عدة أسباب للاعتقاد بأن هذا الادعاء خاطئ وأنه حتى إذا حاول علماء الخطوط تجاهل محتوى عينة الكتابة، فإن تقييماتهم مع ذلك تتأثر بشدة بهذا المحتوى.
أظهرت العديد من الدراسات في البحوث النفسية التجريبية أنه عندما يتم فحص مقاطع السيرة الذاتية من قبل علماء الخطوط وعلماء الرسم البياني، فإن تقييماتهم للممتحنين الفرديين تميل إلى الاتفاق، وعلماء الخطوط ليسوا أكثر صحة في تقييماتهم من غيرهم؛ نظرًا لأنه يُفترض أن علماء الرسم البياني لا يحضرون بطريقة منهجية السمات الخطية للكتابة، ولكن بالأحرى إلى محتوى القصص، فإن قدرتهم على إجراء تقييمات مماثلة وجيدة تمامًا كتلك التي أجراها علماء الخط المحترفون تشير بقوة إلى أن كلتا المجموعتين تحضر نفس المادة على وجه التحديد محتوى عينات الكتابة.
في الواقع أظهرت الدراسات التي أجراها جيرسون بن شخار وزملاؤه أن التنبؤات التي تستند فقط إلى محتوى عينة الكتابة هي أكثر صحة من تلك التي حصل عليها علماء الخطوط المحترفين، حيث عندما لا يكون محتوى الفقرات بطبيعته سيرة ذاتية على سبيل المثال نص لا معنى له أو نص منسوخ من مصدر معياري معين، نادرًا ما يقوم علماء الخطوط بعمل تنبؤات صحيحة، خاصة إذا كانت تنبؤاتهم تعتمد فقط على السمات الهيكلية للحروف.
صحة تحليل دراسة الخط في علم النفس
في تقييم دراسة الخط في علم النفس هناك سؤالان منفصلان يمكن طرحهما في ما مدى صحة وموثوقية التنبؤات العامة الناتجة عن التحليل الخطي؟ على سبيل المثال إذا تم استخدام علم الخطوط في اختيار الموظفين، فقد نطلب من عالم الرسم البياني أن يتنبأ بمن هو أكثر أو أقل عرضة لأداء جيد في الوظيفة، وما مدى دقة التقييمات المحددة لسمات شخصية معينة؟ إذا تم استخدام علم الخط لقياس سمات معينة مثل النزاهة، فقد نسأل عما إذا كانت هذه الطريقة توفر مقاييس صالحة لتلك السمة.
هناك دليل على أن علماء النفس المهتمين بدراسة الخطوط يمكن أن يقدموا تنبؤات صحيحة إلى حد ما للأداء العام لمقدم طلب الوظيفة، ولكن من الواضح أيضًا أن علماء الرسم البياني الذين يفحصون نفس المادة يقدمون تنبؤات صحيحة بنفس القدر، حيث يشير هذا البحث إلى أنه لا يمكن اكتساب الكثير من الاهتمام بالجوانب المنطقية البحتة لعينة الكتابة.
يلقي الدليل المتوفر أيضًا بظلال من الشك على قدرة علماء النفس المهتمين في دراسة الخطوط على إجراء التقييمات الأكثر عمومية للأفراد، أو على الأقل القيام بعمل أفضل من عمل علماء الرسم البياني الذين يعطون نفس المواد، ومن الجدير بالذكر أن علماء النفس المهتمين بدراسة الخطوط يرفضون التنبؤ ببعض الخصائص التي يمكن التحقق منها بسهولة للكتاب، مثل جنسهم، وهو أمر يمكن للأفراد غير المدربين القيام به بدقة كبيرة، ولا يوجد سبب للاعتقاد بأن التقييمات الخطية لخصائص معينة مثل الصدق والنزاهة دقيقة أو صحيحة.
تظهر العديد من الدراسات في علم الخط أن تقييمات الشخصية التي يتم إجراؤها على أساس فحص الخصائص الهيكلية لعينات خط اليد ليست صالحة ولا قيمة، والنظرية الأساسية أن خصائص شخصية معينة تُترجم بشكل موثوق إلى خصائص محددة للكتابة اليدوية لشخص ما مثل حجم الحروف، أو درجة الميل، أو غيرها من العلامات الخطية الشائعة، وهي ببساطة خاطئة؛ نظرًا لوضعها المشكوك فيه فكيف يمكن لشخص ما أن يفسر استمرار شعبية علم الخطوط؟
هناك العديد من التفسيرات المحتملة لاستمرار شعبية دراسة الخط في علم النفس، حيث أن فكرة أن الكتابة اليدوية تكشف عن الشخصية هي فكرة قديمة ويمكن تتبعها على الأقل منذ عهد الإمبراطورية الرومانية، والافتراض القائل بأن علم الخطوط يجب أن يعمل، كان شائعًا منذ فترة طويلة في الحضارة الغربية، ويدّعي مؤيدو هذه الطريقة أن دراسة الخطوط تقدم ما يريده كل مدير تقريبًا نافذة على أذهان الموظفين.