تعتبر الذاكرة من المفاهيم التي تجعلنا نهتم بها وبجميع القضايا التي تتعلق بها من حيث عملياتها وأشكالها وكيفية تحسينها؛ وذلك لأنها من المفاهيم الأساسية للتعرف على القدرات المعرفية خاصتنا والتعرف على الأمور التي تتناسب معنا.
ما هي عمليات الذاكرة في علم النفس
تتمثل عمليات الذاكرة في علم النفس من خلال ما يلي:
1- الترميز
يعبر ترميز الذاكرة عن التعلم الأولي للمعلومات حيث أنها الطريقة التي يتم بها تغيير المعلومات القادمة من المدخلات الحسية إلى شكل بحيث يمكن تخزينها في الدماغ، والترميز هو تحويل الأفكار الداخلية والأحداث الخارجية إلى ذاكرة قصيرة المدى وطويلة المدى، وهي العملية التي تتم فيها معالجة المعلومات وتصنيفها للعمليات التالية.
2- التوحيد
التوحيد هو العملية التي تقوم بتقييم وتقويم الذكريات هذا عندما يكون لدينا بعض التجارب في الذاكرة قصيرة المدى ولا يتم دمج الذاكرة بحيث لا تتحول أبدًا إلى ذاكرة طويلة المدى، بمعنى آخر هذه عملية دمج يتم فيها دمج كل من الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة طويلة المدى.
هناك عمليتان رئيسيتان تؤديان إلى الدمج والتوحيد النهائي تتمثل في الدمج المتشابك الذي يحدث في غضون ساعات مباشرة من التعلم والتشفير بينما يكون الآخر هو دمج النظام حيث تكون ذكريات الحصين مستقلة عن تخزين الحُصين بعد فترة زمنية معينة.
3- التخزين
الذاكرة هي قدرة الدماغ على التمسك بالأحداث الماضية أو التي تحدث حاليًا وأجزاء مختلفة من المعلومات، بحيث يمكن استخدامها في المستقبل في وقت الحاجة، حيث يعد تخزين الذاكرة البشرية أحد أعظم روائع الطبيعة، في حين يعتبر التعلم والتكيف هما شيئان مهمان مطلوبان للبقاء في أي بيئة، فهما مرتبطان بقوة بالذاكرة.
لا تتعلق قوة الذاكرة بالحفاظ على الأشياء كما هي فحسب، بل إنها أيضًا عملية معقدة للغاية لها مراحل مختلفة يتم من خلالها تمرير المعلومات ومعالجتها، لذلك يمكن استخدامها لتسهيل عمليات التكيف والتعلم، ويمكن فهم هذه الظاهرة الخاصة بمثال بسيط عندما نمشي أو نقود أو نتنقل على الهاتف أو نجلس في مكان ما فنحن على اتصال ببيئتنا، وفي بعض الأحيان يكون هذا الاتصال سلبيًا لدرجة أننا لا ندركه.
كل فكرة تبدأ بقطعة من المعلومات الحسية تدخل المعلومات دائمًا إلى الدماغ، وتحفزه وتخلق فكرة قد تستمر بضع ثوانٍ أو أحيانًا يكون التحفيز أو المعلومات قويًا لدرجة أنه يمكن أن يخلق نوعًا من الأنماط أو يتم نقشها في أذهاننا والتي تستمر لفترة أطول، في مثل هذا يمكن للفرد حتى تذكر ذلك الوقت المحدد حتى بعد سنوات، ويمكن أن تكون المعلومات الحسية مرئية إذا تم إدراكها من قبل العينين، أو السمعية إذا دخلت العقل من خلال الأذنين.
فقد تكون رائحة معينة باقية في عقل الشخص لفترة طويلة أو يمكن أن تكون نوعًا معينًا من اللمس تتوقعه الخلايا العصبية الحسية تشكيل مستقبلات الضغط على بشرته، حيث تلعب حواس الفرد الدور الأكثر أهمية في تكوين الذكريات التي تجعلنا بشكل مباشر وغير مباشر نتعلم ونتكيف وفقًا للبيئة.
4- الاستدعاء
استدعاء الذاكرة أو استعادتها هو تذكر المعلومات أو الأحداث التي تم تشفيرها وتخزينها مسبقًا في الدماغ، الاسترجاع هو الخطوة الثالثة في معالجة الذاكرة حيث يتم أولاً ترميز الذاكرة وثانيًا تخزين الذاكرة ويعد استرجاع الذاكرة المشفرة والمخزنة أمرًا مهمًا للغاية لأنه بخلاف ذلك لا فائدة من تخزين المعلومات.
اختبارات الذاكرة في علم النفس
يواصل علماء النفس مناقشة تصنيف أشكال الذاكرة في علم النفس وكذلك الأنواع التي تعتمد على الآخرين، ولكن تم التركيز بشكل أكبر على الذاكرة العرضية، حيث أن الذاكرة العرضية هي عادة ما يفكر فيه الناس عندما يسمعون كلمة ذاكرة، على سبيل المثال عندما يقول الناس إن أحد الأقارب الأكبر سنًا يفقد ذاكرته بسبب مرض الزهايمر، فإن نوع فقدان الذاكرة الذي يشيرون إليه هو عدم القدرة على تذكر الأحداث أو الذاكرة العرضية.
في حين يتم الاحتفاظ بالذاكرة الدلالية في الواقع في المراحل المبكرة من مرض الزهايمر، فإنه على الرغم من أن تذكر الأحداث المحددة التي حدثت على مدار حياته بأكملها على سبيل المثال تجارب الشخص في الصف السادس يمكن الإشارة إليها على أنها ذاكرة ذاتية.
يقيس علماء النفس أداء الذاكرة باستخدام اختبارات الإنتاج بما في ذلك الاسترجاع أو اختبارات التعرف بما في ذلك اختيار المعلومات الصحيحة من المعلومات غير الصحيحة، على سبيل المثال اختبار الاختيار من متعدد.
على سبيل المثال مع قائمات علماء النفس المكونة من 100 كلمة، قد يُطلب من مجموعة واحدة من الأشخاص أن تتذكر القائمة بأي ترتيب أي من خلال اختبار استدعاء مجاني، بينما قد يُطلب من مجموعة مختلفة وضع دائرة على 100 كلمة مدروسة من مزيج مع آخر 100، كلمات غير مدروسة أي من خلال اختبار التعرف، وفي هذه الحالة من المرجح أن ينتج عن اختبار التعرف أداءً أفضل من المشاركين مقارنةً باختبار الاستدعاء.
عادة ما نفكر في اختبارات التعرف على أنها سهلة للغاية؛ لأن دليل الاسترجاع هو نسخة من الحدث الفعلي الذي تم تقديمه للدراسة، بعد كل شيء ما الذي يمكن أن يكون إشارة أفضل من الهدف الدقيق في الذاكرة الذي يحاول الشخص الوصول إليه؟ في معظم الحالات يكون هذا المنطق صحيحًا، ومع ذلك لا توفر اختبارات التعرف فهارس كاملة لما يتم تخزينه في الذاكرة.
وهذا يعني أن الفرد قد يفشل في التعرف على هدف يحدق في وجهه مباشرةً، ولكن يمكنه تذكره لاحقًا بمجموعة مختلفة من الإشارات، على سبيل المثال افتراض الفرد أن لديه مهمة التعرف على ألقاب المؤلفين المشهورين، في البداية قد يعتقد أن إعطاء اسم العائلة الفعلي سيكون دائمًا أفضل إشارة، ومع ذلك فقد أظهرت الأبحاث أن هذا ليس بالضرورة صحيحًا، وعند إعطاء أسماء مثل تولستوي، شو، شكسبير، ولي، قد يقول الأشخاص أن تولستوي وشكسبير مؤلفان مشهوران، في حين أن شو ولي ليسوا كذلك.
ولكن عند إجراء اختبار استدعاء مُلهم باستخدام الأسماء الأولى غالبًا ما يتذكر الأشخاص العناصر في إنتاجها التي فشلوا في التعرف عليها من قبل، حيث تسمى هذه الظاهرة بفشل التعرف على الكلمات التي يمكن استرجاعها، والتي تسلط الضوء على أن الإشارة ستكون أكثر فاعلية اعتمادًا على كيفية تشفير المعلومات.
النقطة المهمة هي أن الإشارات التي تعمل بشكل أفضل لاستحضار الاسترجاع هي تلك التي تعيد إنشاء الحدث أو الاسم المراد تذكره، بينما في بعض الأحيان حتى الهدف نفسه، عندما نفكر في ماضينا ننخرط في فعل الاسترجاع، ونعتقد عادة أن الاسترجاع هو فعل موضوعي لأننا نميل إلى تخيل أن استرجاع الذاكرة يشبه سحب كتاب من الرف، وبعد أن ننتهي منه نعيد الكتاب إلى الرف كما كان.