لا يحب الأشخاص المصابون بمرض الخرف وعائلاتهم الذهاب إلى الطبيب للمشورة الطبية، كما أنّهم يقاومون ذلك بسبب المخاوف التي ترتبط بذاكرتهم أو أي مخاوف أخرى ترتبط بالاختلال العقلي، بالرّغم من ذلك يوجد الكثير من الفوائد التي تكمن وراء الحصول على المشورة الطبية، إذا كان المريض يشعر بالقلق حيال ذلك، فالتشخيص المبكر للمرض مهم لأسباب عدّة، فهو يساعد في الحصول على المعالجة المناسبة ولإيجاد أفضل مصدر للدعم.
ما هي فوائد التشخيص المبكر للخرف؟
غالباً ما يساعد التشخيص المبكر في التخلص من حالة الشك، فقد لا يكون من الواضح لماذا لدى بعض الأشخاص مشاكل مع الذاكرة أو لماذا يعانون من تغير في السلوك، فقد ترجع هذه المشاكل إلى الخرف أو قد ترجع إلى أسباب أخرى مثل قلة النوم أو الحالة النفسية المضطربة أو العلاج أو الحالات الطبية الأخرى، قد تشكل هذه الحالة من الشك لكل من الشخص المريض وعائلته وأصدقائه.
إنّ خبر التشخيص بالخرف قد يكون خبر صادم، فإنّ شرح ماهية المشكلة وبيان ما الذي يمكن فعله حيالها؛ من شأنه أن يساعد الناس على الشعور بأنّهم مؤهلين، كما من شأنه أن يقلل أسباب القلق التي تسببها حالة الشك، يجد البعض التشخيص مفيد للمناقشة مع الطبيب والممرضين حول كيفية تأثير الخرف عليهم أو على من يحبونهم في المستقبل، إضافة إلى توفير المشورة حول كيفية البقاء مستقل والعيش بشكل جيد مع الخرف.
بعض أسباب الخرف تكون قابلة للعلاج أو قابلة لأن تعود إما بشكل كلّي أو جزئي؛ ذلك بالاستناد على طبيعة المشكلة، فحالات القلق والاكتئاب تؤدي إلى تجني مستوى بعض الفيتامينات والآثار الجانبية للأدوية وأورام المخ، ممّا تجدر الإشارة إليه أنّ مرض الزهايمر مع أجسام ليوي من الحالات العصبية التنكسية، ممّا يعني التلف التدريجي للمخ، قد تبين أنّ مثبط الكولينيستراز مفيد في علاج مرض الزهايمر والخرف مع أجسام ليوي.
تحسّن العديد من الأدوية مثل دونيبزيل، ريفاستجمين وجالانتامين الأعراض، من خلال جعل الخلايا التي تبقى في المخ تعمل بصورة أقل صعوبة، كما أنّ الميمانتين من الأدوية التي تساهم في حالة الزهايمر، بالرّغم من أنّ هذه الأدوية لا تشفي من المرض تماماً، إلّا أنّها تظهر تغيّر ملحوظ في الحياة والوظائف اليوميّة.