اقرأ في هذا المقال
كشخص كرّس حياته لدراسة الأطفال ومراقبتهم، ابتكرت ماريا منتسوري نظريتها الخاصة لتنمية الطفل والتي أبلغت بشكل كبير عن طريقة منهاج منتسوري في التدريس، وتسمى هذه النظرية نظرية المعرفة لماريا منتسوري.
ما هي نظرية المعرفة لماريا منتسوري
من خلال تحديد مراحل مختلفة من التطور المعرفي للطفل، كانت ماريا منتسوري قادرة على تحديد أفضل ما يجب أن تبدو عليه بيئة الفصل الدراسي الأمثل للفئات العمرية المختلفة.
والمبدآن الأساسيان اللذان تأسس عليهما مفهوم منتسوري لنظرية المعرفة هما:
1- يشارك الأطفال والبالغون في البناء الذاتي، أي تمثيل هوية الفرد من خلال التفاعل مع بيئتهم.
2- أن الأطفال لديهم مسار فطري للنمو النفسي.
وقد حفّز المبدأ الأول منتسوري على تقدير الطريقة التي تمّ بها تنظيم الفصل الدراسي، والمواد المحددة التي استخدمتها لمجموعات عمرية مختلفة.
وكانت تعتقد أن الانخراط في أنشطة ذاتية التوجيه في بيئة منظمة بعناية يمكن أن يُعزز بشكل كبير البناء الذاتي، ويساعد الطالب على الوصول إلى إمكاناته الكاملة.
وأبلغ المبدأ الثاني وجهة نظر منتسوري بأن جميع الأطفال سيتّبعون مسارات نمو متشابهة نسبيًا، مما يُبرر عالمية فلسفتها التربوية.
وجادلت منتسوري بأن جميع الأطفال يمرون بفترات حساسة للتعلم وأن كل مرحلة توفر فرصة للطفل لتنمية مجموعة معينة من المهارات، وحددت أربع مستويات متميزة للتطوير تتميز كل منها بخصائص وأنماط تعلم مختلفة:
مستويات منتسوري للتنمية
المستوى الأول: يشمل المستوى الأول أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين (من الولادة- 6 سنوات) ويتميز بتطور كبير، والطفل في هذه المرحلة من التطور هو مستكشف حسّي، يتنقل في البيئة الملموسة ويصقل الحواس الخمس.
وخلال فترة النمو هذه يكتسب الطفل اللغة أولاً ويكتسب اهتمامًا بالأشياء الصغيرة، وميزة رئيسية أخرى لهذه الطائرة هي ما أسماه منتسوري التطبيع، أي العملية التي ينشأ من خلالها التركيز والانضباط التلقائي وهما متطلبان رئيسيان لطريقة نهج منتسوري التعليمية.
المستوى الثاني: يشمل المستوى الثاني الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين (6 و12 عامًا) ويتميز بتكوين غريزة القطيع، حيث يميل الأطفال بشكل طبيعي للعمل في بيئة جماعية بدلاً من العمل الفردي، وهذه فترة مهمة لتعزيز التنشئة الاجتماعية.
بالإضافة إلى ذلك يمثل المستوى الثاني بداية الاستقلال الفكري، الذي يُعرَّف بأنه التفكير لنفسك والبحث بنشاط عن معرفة جديدة والاستمتاع بذلك، والمستوى الثاني من التطور هو أيضًا الفترة التي يبدأ فيها الأطفال في صياغة حسهم الأخلاقي والانتقال إلى طرق تفكير أكثر تجريدًا قليلاً.
المستوى الثالث: الطفل في المستوى الثالث من النمو يتراوح عمره بين 12 و18 سنة، ومن حيث التطور البدني هذه المرحلة تعادل سن البلوغ، وعلى الرغم من أن الكثير من طريقة منتسوري تركز على تقوية قدرة الطفل على التركيز، تدرك منتسوري أن الصعوبات في التركيز تنشأ خلال فترة المراهقة.
وتتميز هذه المرحلة أيضًا بالبناء الأولي للذات البالغة، وهناك ميزة رئيسية أخرى وهي التثمين أي الحاجة إلى الاعتراف الخارجي بالعمل، وسيرغب الفرد في سنوات المراهقة في الثناء على عمله، سواء من خلال شكل الثناء أو الدرجات الجيدة أو المكافآت الملموسة.
المستوى الرابع: المستوى الرابع والأخير للتنمية يشمل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا، وهنا يحتضن الفرد دراسته تمامًا ويتعلم قيادة المجتمع، ويُعَد الاستقلال الاقتصادي أيضًا سمة مهمة في هذه المرحلة، حيث يصبح الشخص البالغ الآن يدعم نفسه ماليًا ويبدأ في عيش حياة استقلال حقيقية.
ومعًا لا توضح هذه المستويات الأربعة المسارات التنموية لمعظم الأفراد فحسب، بل إنها ألهمت إلى حد كبير طريقة منتسوري التعليمية.
فصول منتسوري حسب العمر
نظرًا لدرجة الخصوصية التي صممت بها ماريا منتسوري فصولها الدراسية ومستوياتها الأربعة المختلفة للتطوير، فمن المنطقي أن تبدو الفصول الدراسية مختلفة حسب العمر، وسيتعمق هذا القسم في الممارسات التعليمية المختلفة لكل فئة عمرية.
برامج الأطفال الصغار في منتسوري
سيتعلم أولئك الذين تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات في فصل دراسي يوفر فرصًا لتطوير الحركة والاستقلالية بما في ذلك التدريب على استخدام الحمام، والتي تؤكد على المواد والأنشطة التي يتم قياسها وفقًا لحجم هذا الطفل ومستوى مهارته.
وضمن برامج الأطفال الصغار تقسم منتسوري هذه الفئة العمرية إلى مجموعتين أصغر، ويخدم مجتمع العش أو مجتمع نيدو أولئك الذين تقل أعمارهم عن أربعة عشر شهرًا، ومجتمع الأطفال الصغار مخصص لأولئك الذين تبلغ أعمارهم بين 1-3 سنوات تقريبًا.
وفي بعض هذه المدارس يتواجد أولياء الأمور ويشاركون بنشاط مع أطفالهم، وهذا أمر شائع جدًا نظرًا لصغر سن الطفل وتعلقه بوالديه، وقد يكون من الصعب على الأطفال الانفصال عن والدتهم أو آبائهم، خاصة في البيئات غير المعروفة.
الحضانة ورياض الأطفال في منتسوري
يذهب الأطفال الذين تكون أعمارهم من 3 إلى 6 سنوات إلى المدرسة في ما يسمى ببيت الأطفال، ويضم كل فصل حوالي 20-30 طالبًا من مختلف الأعمار وفريق كامل من المعلمين كقائد ومساعدون.
وتحتوي الفصول الدراسية على كراسي صغيرة منظمة بشكل فردي وفي مجموعات؛ للسماح بالتعلم المستقل وكذلك فرص التفاعل الاجتماعي.
ويتم وضع المواد التعليمية على الرفوف في جميع أنحاء الفصل الدراسي، وسيقوم المعلم عادةً بتقديم الأنشطة أولاً ومن ثم يمكن للأطفال اختيار ما يجب القيام به وإلى متى.
وبالنسبة لهذه الفئة العمرية تشمل الأنشطة العملية عملية صبّ السوائل وطاولات الغسيل والكنس، والأنشطة الأكاديمية للرياضيات واللغة والموسيقى والفن والثقافة، وهي أيضًا عملية للغاية وتؤكد على تطوير الحواس من خلال مطالبة الطالب بالاعتماد على حواس متعددة، على سبيل المثال البصر واللمس أثناء نشاط واحد، وتتضمن بعض الأمثلة أحرف ورق الصنفرة لتعلم الكتابة وخيوط الخرز لتعلم الحساب الأساسي.
الفصول الابتدائية في منتسوري
تتكون الفصول الدراسية في المرحلة الابتدائية في منتسوري عادةً من أطفال تكون أعمارهم بين 6 و9 سنوات، أو أطفال تبلغ أعمارهم بين 9 و12عامًا، أو أطفال تبلغ أعمارهم بين 6 و12 عامًا.
وفيما يتعلق بالهيكل يقدم المعلمون أولاً دروسًا لمجموعات من الأطفال، ولكن يتم منحهم بعد ذلك الفرصة للاستكشاف بحرية والمزيد من التعلم.
وفي بداية العام الدراسي يُقدّم المعلمون عادةً دروسًا رائعة، تُعرّف الطلاب على طبيعة التعلم متعددة التخصصات والتي تُعرّض الطلاب لمجالات استكشاف جديدة.
وميزة رئيسية أخرى للتعلم في هذه المرحلة التنموية هي اكتساب المعرفة والتحقيق خارج الفصل الدراسي، نظرًا لأن منتسوري تؤمن إيمانًا راسخًا باهتمام الناس الفطري بالتعلم، فهي تشجع الأطفال من جميع الأعمار على مواصلة استكشافهم الفكري خارج جدران الفصل الدراسي.
المدرسة المتوسطة والثانوية في منتسوري
في السنة الأولى التي تمّ فيها إنشاء مدارس منتسوري، تمّ إنشاء أكثر من 100 مؤسسة منفصلة، واليوم توجد الآلاف من مدارس منتسوري في جميع أنحاء العالم، وحتى في الولايات المتحدة حيث كانت هذه الطريقة وما زالت تتعرض لانتقادات شديدة.
فمنذ إنشاء مدرسة سكاربورو في عام 1913، هناك العديد من المؤسسات المماثلة التي تُظهر الإرث طويل الأمد لمنتسوري.
