مبادئ العلاج المعرفي السلوكي

اقرأ في هذا المقال


يرتكز العلاج المعرفي السلوكي على أنّ الأحداث بحد ذاتها لا تسبِّب سلبية في المشاعر ‎للفرد، بل إنَّ السبب يكون في الأحداث وما تعطيه من معاني مختلفة؛ فإذا تغيرت المعاني، ستتغير المشاعر بشكل تلقائي، هناك أساليب علاجية متعددة في العلاج المعرفي السلوكي، كُل هذه الأساليب تحمل هدف واحد هو حل المشكلات. تركز الأساليب العلاجية في هذا النوع من العلاج على الأفكار والمفاهيم والصور الذُّهنية واعتقادات واتجاهات الفرد؛ يسمّى ذلك (العملية المعرفية)، ويتميز العلاج المعرفي عن العلاج النفسي ضمن إيجابياته في أنَّه أقصر في المدَّة، بحيث يستمر من ثلاث إلى ست شهور لحل غالبية المشاكل النفسية.

العلاج المعرفي السلوكي

يعرف بأنَّه علاج نفسي تعليمي، يركز على مشكلة محددة، يكون موجه نحو هدف واضح ومعين يرتبط بالسلوك المستقبلي، إنَّ هذا النوع من العلاج النفسي يرى أنَّ إصابة الفرد بالمرض النفسي واستمراره يكون ارتكازهما على عمليات معرفية وانفعالية، بمعنى أنّ هدف هذا الأسلوب العلاجي علاج اضطرابات نفسية واضحة، عن طريق تعليم المريض اكتساب مهارات تكيفية تساعده على تعديل عمليات سوء التكيُّف المعرفي والسلوكي لديه.

‏عرفت المنظمة البريطانية العلاج المعرفي السلوكي بأنَّه علاج عن طريق الكلام، الهدف منه تعليم الفرد طرق حل مشكلاته بأسلوب عملي؛ يتم ذلك عن طريق تغيير النمط الفكري والسُّلوكي الذي يواجهه الشخص من مشاكل وصعوبات، بعد ذلك يتم تغيير المشاعر السلبية التي لديه تجاه تلك المشاكل والصعوبات.

مبادئ العلاج المعرفي السلوكي

  • يهتم العلاج المعرفي السلوكي على قدرة فهم لمشكلة المريض، قدرة تعديلها بشكل مستمر، بشرط أن تكون ضمن الإطار المعرفي، يرتكز المعالج النفسي في الصياغة لمشكلة المريض على عوامل مختلفة، مثل وضوح أفكار المريض الحالية، تحديد الأفكار التي تساعد في استمرار الوضع الانفعالي للمريض، التعرُّف على السلوك غير المرغوب فيه، محاولة وجود العوامل التي أثرت على أفكار المريض عند ظهور المرض. بعد أن يتعرُّف المعالج على الأسلوب المعرفي، الذي يستطيع المريض من خلاله تفسير الحوادث التي تحدث له، مثل عزو النجاح للحظ، لوم الذات عند الفشل. يصوغ المعالج المشكلة في أول الجلسات، لكنّه يستمر في قيم التعديلات عليها كلما حصل على معلومات جديدة.
  • إنّ العلاج المعرفي السلوكي يتطلَّب أن تكون هناك علاقة علاجية قوية بين المعالج النفسي والمريض، يصل فيها المريض إلى الثقة بالمعالج، أيضاً أن يتحلا المعالج بصفات التعاطف والاهتمام والحب للمريض، كذلك وجود الاحترام وحسن الإصغاء.
  • يركِّز العلاج المعرفي السلوكي على التعاون والمشاركة الفعالة. بذل الجهد كفريق يشترك في تعيين وتحديد جداول عمل للجلسات، تحضير الواجبات المنزلية التي تُعطى للمريض بين كل جلسة من الجلسات.
  • يسعى المعالج إلى حصر الأهداف، يسعى أيضاً لتحقيقها وحل مشكلات محددة واضحة.
  • يكون اهتمام العلاج المعرفي السلوكي بالحاضر، بحيث يركز على المشكلات التي تحدث في الوقت الحالي وعلى مواقف معينة تثير القلق لدى المريض. من الممكن الرجوع إلى الماضي في حالات مختلفة، مثل أن يرغب المريض في القيام بذلك، في حال عدم حدوث تغيير في الجوانب السلوكية والمعرفية والانفعالية، في حال أن يشغر المعالج بوجود حاجة لفهم الطرق التي تطورت بها الأفكار غير الفعالة لدى المريض.
  • يعد العلاج المعرفي السلوكي علاج تعلُّمي، يكون هدفه جعل المريض معالج لنفسه، كما أنه يهتم بشكل كبير بإعطاء وتعليم المريض مهارات متعددة؛ حتى يمنع عودة المرض بعد حالة (الانتكاس).
  • يكون العلاج المعرفي السلوكي قصير المدى وبشكل كثيف، يكون علاج أغلب الحالات في مدة محددة تكون بين (4 إلى 12) جلسة، من الممكن أن يستمر إلى فترة أطول من ذلك.
  • تتم الجلسات الإرشادية في العلاج المعرفي السلوكي حسب جدول عمل محدد، يقوم المعالج النفسي بتنفيذه؛ من أجل معرفة درجة الانفعالات للمريض، يطلب من المريض تقديم تغذية راجعة لكل الأحداث خلال الأيام الماضية، تحضير جدول أعمال الجلسة بالتعاون مع المريض، معرفة ردود أفعال المريض حول الجلسات السابقة، القيام بتقييم الواجبات المنزلية؛ إعطاء المريض ملخصات كل جلسة بين فترات متراوحة، سماع رأي المريض بأي شيء يتعلق بنهاية الجلسة.
  • يساعد العلاج المعرفي السلوكي المريض في التعرُّف على الأفكار والمعتقدات غير الفاعلة، أيضاً كيف يقوّمها ويستجيب لها.
  • يرتكز العلاج المعرفي السلوكي على فنيات مختلفة؛ ذلك لإحداث تغيُّرات في التفكير والمزاج والسلوكيات. يرتكز العلاج المعرفي السلوكي إلى الفنيات المعرفية الرئيسية، مثل الأسئلة الجدلية، الفنيات السلوكية.
  • من واجب المعالج النفسي في العلاج المعرفي السلوكي أن يكون كتاب مفتوح مع المريض، يتحاور معه بوجهات النظر المختلفة حول الصعوبات، يعترف المعالج بأخطائه ويعطي المجال للمريض بمعارضته.

شارك المقالة: