مبادئ النمو في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


علم النفس النمو هو ذلك العلم الذي يهتم بدراسة التغيرات التي تطرأ على الفرد، جسديًا وعقليًا واجتماعيًا وعاطفيًا، من لحظة الإخصاب وحتى الشيخوخة. إنه بمثابة خريطة طريق تسعى لفهم كيف ننمو، وكيف نتطور، وما هي العوامل التي تؤثر على نمونا.

مبادئ النمو في علم النفس

مبادئ النمو هي القواعد الأساسية التي تحكم هذه العملية المعقدة. إنها بمثابة النجوم التي نسترشد بها لفهم أنفسنا والآخرين بشكل أفضل. هذه المبادئ ليست مجرد نظريات مجردة، بل هي نتاج أبحاث ودراسات مستفيضة، تسعى لفك شفرة لغز التطور البشري.

تعتبر مبادئ النمو في علم النفس من المبادئ الأساسية التي قام علماء النفس بالاهتمام بها بشكل رئيسي، بحيث تكون هذه المبادئ من الأمور الأساسية في علم النفس التنموي، ويمكن توضيح هذه المبادئ من خلال ما يلي:

1- النمو يتبع نمطًايتبع النمو نمطًا خاصًا بالنوع، بحيث يحدث النمو بطريقة منظمة ويتبع تسلسلًا معينًا، فمن الممكن للفرد أن يقوم بشيء معين أو يتطور به جزء معين قبل الآخر، وفي التطور البدني يمكن للمرء أن يرى التسلسل الرأسي في حياة ما قبل الولادة للطفل البشري.

2- ينطلق النمو من الاستجابات العامة إلى الاستجابات المحددةأي أن النمو ينتقل من السلوك المعمم إلى السلوك المحلي، ويمكن ملاحظة ذلك في سلوك الرضع والأطفال الصغار، وذلك من خلال الحركات العشوائية قبل أن يكون قادرًا على استجابة محددة مثل الوصول إلى كائن معين.

3- النمو عملية مستمرةمن الحقائق والمبادئ الرئيسية أن النمو يستمر من لحظات الحمل حتى يصل الأفراد إلى مرحلة النضج، ويحدث بوتيرة منتظمة بطيئة بدلاً من قفزات كبيرة، بحيث يستمر تطوير كل من السمات الجسدية والعقلية تدريجياً حتى تصل هذه السمات إلى أقصى نمو لها.

4- وتيرة النمو ليست متساويةهناك فترات من النمو المتسارع وفترات من النمو المتسارع، أثناء مرحلة الطفولة وسنوات ما قبل المدرسة المبكرة، يتحرك النمو بسرعة، وفي وقت لاحق، يتباطأ النمو من ثلاث إلى ست سنوات، ويكون سريعًا ولكنه ليس سريعًا مثل الولادة حتى ثلاث سنوات، وفي مرحلة المراهقة المبكرة، يكون سريعًا مرة أخرى مقارنة بالفترة التي تغطي ثماني إلى اثني عشر عامًا.

5- تتطور جوانب النمو المختلفة بمعدلات مختلفةلا تنمو جميع أجزاء الجسم بنفس المعدل، ولا تستمر جميع جوانب النمو العقلي بالتساوي، ويصلون إلى مرحلة النضج في أوقات مختلفة، على سبيل المثال، يبلغ الدماغ حجمه الناضج حول سن ست إلى ثماني سنوات، ويكسب الكثير في التنظيم بعد ذلك، وتصل القدمان واليدين والأنف إلى أقصى حد لها في وقت مبكر من المراهقة.

6- ترتبط معظم السمات في عملية النموبشكل عام، يُلاحظ أن الطفل الذي يكون نموه الفكري أعلى من المتوسط، في الحجم الصحي، والتواصل الاجتماعي والقدرات الخاصة، وتميل العيوب العقلية إلى أن تكون أصغر في القامة من الطفل العادي.

7- النمو معقد وترتبط جميع جوانبها ارتباطًا وثيقًامن المستحيل أن يتم فهم الطفل من جميع جوانبه في الوقت نفسه، بحيث يرتبط نموه العقلي ارتباطًا وثيقًا بنموه البدني واحتياجاته، وهناك علاقة وثيقة بين تكيفه التام مع المدرسة ومشاعره، وصحته الجسدية وكفاءته الفكرية، وقد يساهم الاضطراب العاطفي في صعوبات الأكل أو النوم، وقد يكون الخلل الجسدي مسؤولاً عن تطوير مواقف معينة وتعديلات اجتماعية.

8- النمو هو نتاج التفاعل بين الوراثة والبيئةلا الوراثة وحدها ولا البيئة وحدها هي العامل الفعال في نمو الفرد، ولكن ليس من الممكن الإشارة بالضبط إلى أي نسبة تساهم الوراثة والبيئة في تنمية الفرد، بحيث يعمل الاثنان جنبًا إلى جنب من المفاهيم ذاتها، البيئة تحمل على الكائن الحي الجديد من البداية، ومن بين العوامل البيئية، يمكن للمرء أن يذكر التغذية، والمناخ، والظروف في المنزل، ونوع التنظيم الاجتماعي الذي ينتقل ويعيش فيه الفرد، والأدوار التي يجب أن يلعبها، وغيرها.

9- ينمو كل طفل بطريقته الفريدة وهناك فرق فردي كبيرلم يتم حتى الآن اكتشاف مقدار ومدى اختلاف الأفراد من شخص لآخر بنفس القدر من التأكد من حقيقة اختلافهم، ويشار بالتأكيد في دراسات مختلفة إلى أن الاختلافات في البنية المادية أقل من الاختلافات في القدرات الفكرية، وبالمثل، فقد تم اكتشاف أن الاختلافات الشخصية أكثر وضوحًا من الاختلافات الجسدية أو الفكرية، ويبدو أن الاختلافات في القدرات الخاصة هي الأكثر وضوحًا على الإطلاق.

10- النمو كمّي ونوعيهذين الجانبين لا ينفصلان، بحيث لا ينمو الطفل في الحجم فقط، بل يكبر أو ينضج في الهيكل والوظيفة، بحيث أعطى بريكنريدج وفنسنت مثالًا رائعًا لتوضيح هذا المبدأ، ولا ينمو الجهاز الهضمي للطفل من حيث الحجم فحسب، بل يتغير أيضًا في البنية، مما يسمح لهضم الأطعمة الأكثر تعقيدًا وزيادة كفاءته في تحويل الأطعمة إلى أشكال أبسط يمكن للجسم استخدامها، وكلما كان الطفل أصغر سنًا، كانت عواطفه أبسط، ومع النمو، هناك زيادة في الخبرات وهذه تنتج ردود فعل عاطفية أكثر وأكثر تعقيدًا للمواقف الأكثر تعقيدًا.

11- التنمية يمكن التنبؤ بها: من الممكن بالنسبة لنا أن نتوقع في سن مبكرة النطاق الذي من المحتمل أن ينخفض ​​فيه النمو الناضج للطفل، ولكن تجدر الإشارة إلى أنه لا يمكن التنبؤ بجميع أنواع التطور، وخاصة التطور العقلي، بنفس الدرجة من الدقة، ومن السهل التنبؤ به للأطفال الذين يقع نموهم العقلي ضمن النطاق الطبيعي بدلاً من أولئك الذين يظهر نموهم العقلي انحرافًا ملحوظًا عن المتوسط.

12- مبدأ الترتيب الحلزوني مقابل الترتيب الخطيلا يسير الطفل بشكل مستقيم على طريق التطور بخطى ثابتة أو ثابتة، وفي الواقع، يقوم بالتقدم، وخلال فترة معينة لكنه يأخذ قسطًا من الراحة في الفترة التالية لتعزيز تطوره، وفي التقدم أكثر، لذلك، فإنه يستدير ثم يتقدم مرة أخرى مثل دوامة.

لاحظ علماء النفس التنموي أيضًا أن كل مرحلة من مراحل النمو لها سمات معينة مميزة إذا كانت كذلك، وأن لها بعض أشكال السلوك غير المرغوب فيها والتي توجد عادة في ذلك العمر والتي يتم تجاوزها مع مرور الفرد إلى المرحلة التالية، وأن كل فرد يمر بشكل طبيعي من خلال كل مرحلة من مراحل التطوير.

الآثار التربوية لمبادئ النمو في علم النفس

  • التعليم ليس مجرد عملية ونتاج للنمو، بل يعني النمو نفسه، ويهدف إلى تحقيق أقصى قدر ممكن من جميع إمكانات الأطفال، وهذا يعني أن المعلمين وأولياء الأمور يجب أن يعرفوا ما يمكن للأطفال القيام به وما هي الإمكانات التي يمتلكونها.
  • يجب تعديل البرامج والإجراءات والممارسات المدرسية لتتلاءم مع مستويات نمو ونضج الأطفال، مع مراعاة الفروق الفردية في معدلات النمو، نظرًا لأن جوانب النمو المختلفة مترابطة، يجب على الآباء والمعلمين الانتباه إلى جميع الجوانب.
  • أبرزت مبادئ التنمية أهمية الفروق الفردية من طفل إلى آخر ومن مرحلة إلى أخرى، وهذه الحقيقة تبرر توفير دورات متنوعة لتنمية مواهب وقدرات واهتمامات محددة وبرنامج غني ومتنوع من الأنشطة المشتركة للمناهج الدراسية.
  • كل مرحلة من مراحل النمو لها إمكانياتها وحدودها، وهذا يعني أن المعلمين وأولياء الأمور يجب ألا يطلبوا من التلاميذ أو الأطفال ما هو أبعد من مرحلة نموهم، إذا فعلوا ذلك، فلن يتسببوا إلا في الإحباط وزيادة التوتر والعصبية لدى الأطفال.
  • يتطلب الترابط بين النمو عرض المعرفة بطريقة مترابطة وتكاملها مع العمل، ونظرًا لأن كل طفل ينمو بطريقته الفريدة، فمن العكس تمامًا أن الآباء والمعلمين يجب أن يعاملوا كل طفل كفرد فريد وأن يوفروا هذه الاحتياجات والاهتمامات الخاصة.

شارك المقالة: