مبررات استخدام الوسائل التعليمية التدريس التربوي

اقرأ في هذا المقال


تمرّ الكرة الأرضية والعالم المحيط بالعديد من التغيرات المتنوعة والمتعددة بشكل كبير، والتي يكون لهذه المتغيرات دور مؤثر وفعال على التعلم بشكل عام من حيث المناهج التعليمية والأهداف التربوية، والوسائل والطرق المستخدمة أيضاً في عملية التعلم، وصار من الضروري والمهم وبشكل إلزامي على التربويون العمل على مواجهة والتصدي لمجموعة من التحديات والصعوبات العصر المتعددة والمتنوعة من خلال اللجوء إلى استخدام الوسائل المعاصرة.

ما هي مبررات استخدام الوسائل التعليميّة في التدريس التربوي؟

مع تقدم ونمو النظريات المتعددة والمتنوعة التي ظهرت في عمليتي التعليم والتعلم، وظهور الطرق والأساليب المتعددة والمتنوعة والمختلفة التي يستعملها المدرس من أجل الوصول إلى المعلومة والمعرفة والأفكار بأقل جهد مبذول من جهة المعلم وبأقل مدة زمنية.
والحاجة الضرورية من أجل العمل على تثبيت المعارف والمعلومات والأفكار التي اكتسبها الشخص المتعلم ظهرت الحاجة إلى استخدام وسائل تعليمية، ومن أجل التغلب والقضاء على المشاكل، وجد مجموعة من المبررات الواجب استخدامها في وسائل التعلم من أجل أن تدفع عملية التعلم للقيام بمهامها في تقدم ونمو المجتمع، وتتمثل هذه المبررات من خلال ما يلي:
1. الانفجار المعرفي: تعتبر المعرفة العلميّة بأنها عملية نسبيّةً وليس لها القابلية على التبديل أو التعديل، ويؤدي ذلك وبشكل مستمر على إضافة ما هو جديد، وتعمل هذه الإضافات على تراكم الهكيل المعرفي، وإلى رفع سرعة التطور في الحضارة، وقد أدى مقدار المعلومات المتراكمة وزيادتها إلى الوصول إلى الانفجار المعرفي، وذلك بمساعدة مجموعة من العوامل:

  • وذلك من خلال تقدم ونمو طرق وأساليب المتبعة في البحث العلميّ.
  • وذلك من خلال تقدم ونمو وسائل الإعلام وأدوات اللإتصال.
  • وذلك من خلال سهولة عملية الاتصال والتواصل بين الباحثين وبين العلماء التربويون.

2. التطور التكنولوجي: عاشت نهايات القرن العشرين حالات لظهور وسائل الإعلام ونموها؛ وذلك من خلال التقنية والتكنولوجيا التي هي من أهم صفات ومميزات هذا العصر، وقد انعكس التطور التكنولوجي على الحياة الفكرية، وظهر أثر التتقنية التكنولوجية في أسلوب الحياة، وفي جوانب التعليم.

حيث تقوم وسائل الإعلام بعرض وتقديم المعلومات والمعارف ويكون لها الأثر الواضح في حياة الشخص في جميع مراحل الحياة له، وذلك أدى إلى وجود تحدي ومواجهة للمؤسسة التعليمية ومن وجهة نظر فلسفتها، فقد ينشأ الطفل وفي مراحلة العمرية المبتدئة محاط بمجموعة متعددة من وسائل الإعلام وبجميع أنواعها، ومن خلالها يكسب الطفل الصغير مجموعة من الألفاظ والمصطلحات اللغوية والصور، تتعدى مستوى الأطفال في هذه المرحلة العمرية.
لذا استلزم ذلك الأمر على زيادة مستوى المناهج الدراسية من أجل التصدي ومواجهة تللك التحديات، وأدى ذلك ليؤثر في طرق وأساليب واستراتيجيات المتبعة في التدريس التربوي التي تهدف إلى اكتساب الشخص المتعلم على المعرفة والمعلومة التي تكون بخط موازي للبرامج المعروضة على شاشة التلفاز أو من خلال وسائل الإعلام الأخرى التي ظهرت بسبب خبرة وتجربة العلماء في هذا المجال وبشكل كبير، لذا تتطلب الأمر العمل على زيادة مقدار ومستوى الطرق والأساليب المتبعة في عملية التدريس واللجوء إلى استعمال الوسائل التعليمية المعاصرة.

3. تطور فلسفة التعليم: تبين أن الهدف والغاية المطلوبة من عملية التعليم هي العمل على إعطاء الشخص الخبرة والتجربة الضرورية من أجل مواجهة والتصدي للمشكلات والعقبات التي تظهر في زمن المستقبل، ومن أجل النجاح والتمييز في الحياة الواقعية.

ومن أجل حدوث ذلك الأمر يجب أن تتوفر الخبرة والتجربة المناسبة، وذلك من أجل الحصول على الخبرات والتجارب الجديدة التي تكون بمثابة اليد التي تقدم العون والمساعدة على مواجهة والتصدي للتغيرات التي تحدث بشكل مستمر ودائم.
لذلك صار من اللازم والضروري وبشكل كبير العمل على توفر وإيجاد الوسائل التعليمية التي تقدم العون والمساعدة في تنويع وتعدد مجالات ونواحي الخبرة والتجربة، واستمرارية فرص ومجال التعلم طول الحياة.
ومن أجل ذلك خرجت مهمة ودور المدرس من مرحلة التلقين التقليدي، وصار هناك مهام وأدوار جديدة تتطلب لوجود مجموعة من الخبرات الجديدة والمتنوعة في عملية الإعداد، وذلك من أجل مجاراة التقدم والتطور التقني والتكنولوجي.
وأصبح نجاح مهمة ودور المدرس تقاس بقدرته وتمكنه على إعداد مجالات التعليم من خلال اللجوء والاستعانة بوسائل التعليم والتكنولوجيا، التي تقدم العون والمساعدة على الحصول على التجارب والخبرات، وتعمل تدريب وتأهيل الشخص المتعلم من أجل مواجهة والتصدي لمتطلبات وحاجات هذا العصر.


شارك المقالة: