متلازمة حساسية الصوت الانتقائية- الميزوفونيا

اقرأ في هذا المقال


التعرض لسماع أصوات محددة والتي تعتبر غير مريحة يُعتبر أمر غير محبب لدى العديد من الأشخاص مثل: صوت مضغ الأكل، وصوت الملعقة في الطبق وصوت صفير الأنف، لكن يوجد فئة من الناس سماعهم لهذه الأصوات يتسبب في حالة من الانزعاج القوي والعصبية، إذ يظهر عليهم استجابة سلبية في حالة سماعهم هذه الأصوات.

حقائق حول متلازمة حساسية الصوت الانتقائية- الميزوفونيا:

1- في أوائل سنة 2001 تم ظهور مسمى الميزوفونيا عليها، وهي ظهور استجابة وجدانية أو عضوية مفرطة مثل الحزن القوي والعصبية عند سماع أصوات محددة. وما يتم الإقرار بها بأنها اضطراب أو حالة طبية مرضية إلا حديثاً بعد الكثير من النظريات ثم الدراسات والأبحاث حتى وقتنا هذا.

2- هي اضطراب نفسي المقصود فيه النفور من الصوت، فهذا الاضطراب يدل على النفور من نوعية معينة من الأصوات، فمن يشتكي من هذا الاضطراب يبرز عليه الانزعاج والضيق القوي، وأيضاً استجابة وجدانية سلبية عند مواجهة سماع جزء من الأصوات، التي قد لا يلاحظها العديد ولا تشكل أي مشكلة لديهم، مثل التنفس بصوت عالي، وصوت رشف السوائل، بالإضافة إلى الكثير من الأصوات الأخرى.

3- يبرز هذا النوع من الاضطراب في فترة الطفولة المتأخرة وفترة ما قبل المراهقة، إذ يعد سن 12 هو العمر الأكثر مثالية لبروز هذا الاضطراب. ورغم أن الإقرار بهذا الاضطراب كحالة متواجدة تم منذ أوائل سنة 2001 فإن الدراسات المرتبطة بشيوع الحالة كانت قليلة جداً، إذ لا توجد معايير رسمية لهذا الاضطراب في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، وهو ما يعد سبب جوهري في أن يتم الاستهانة بمن يشتكون منه منها وألا يؤخذ كلامهم على محمل الجد.

4- يتفاوت هذا النوع من الاضطراب من المتوسط إلى الشديد، وتوجد بعض المظاهر المرافقة، وتتضمن القلق، الشعور بفقدان الراحة، الرغبة في التهرب والتقزز. وفي الحالات المزمنة قد تتضمن المظاهر العصبية والكراهية والهلع. كما يسبب هذا الاضطراب الإصابة في شد عضلي وضيق في الأوعية الدموية، واتساع بؤبؤ العين، ويصبح الشخص أكثر انتباه ووعي بما حوله.

5- تكون ردة الفعل للأصوات لاإرادية، ويتعامل جسم المريض مع تلك الأصوات على أنها حالة مهددة. ونتيجة لذلك يبدأ الجسم في إفراز هرمونات الأدرينالين والنورادرينالين التي ترفع من معدل نبضات القلب ومعدلات التنفس.

6- للآن لم يعرف الباحثون أسباب هذا النوع من الاضطراب، ولكن يبدو أن هناك أعلى نسبة للاضطراب بين الأشخاص الذين يشتكون كذلك من بعض الاضطرابات الأخرى، مثل اضطراب الوسواس القهري، أو اضطرابات القلق، أو متلازمة توريت.

7- اعتقد العلماء في عام 2010 أن هذا النوع من الاضطراب يعد حالة ترتبط باضطراب في الجهاز العصبي، وهذا لأن الأصوات التي ينزعجون منها قد تبدو عادية وغير مزعجة للآخرين. فالتفسيرات تدل على وجود خلل معين في وحدة المعالجة المركزية التي يعمل بها الدماغ للصوت، إذ تعد الذكريات والعواطف والإدراك هي الأساس في هذا.

8- أحياناً، يكون السبب هو توفر حركة متكررة صغيرة، مثل أن يقوم شخص ما بهز قدمه، أو بخبط يده على المقعد، أو بلفّ شعره، أو فرك أنفه. فالأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الاضطراب يتفاعلون مع المنبهات البصرية التي ترافق الأصوات، وقد يستجيبون للحركات المتكررة أيضاً.

9- كما يبدو أنه أكثر انتشاراً عند الأشخاص الذين يشتكون من طنين الأذن، وهو اضطراب مختلف تسمع فيه الأصوات، مثل الرنين في الأذن، ولا يمكن لأحد أن يسمعها.

10- في دراسة حديثة، أظهرت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي اختلاف ملحوظ في بنية الدماغ لدى هؤلاء الذين يشتكون من هذا الاضطراب وفي طريقة تفاعل أدمغتهم عند سماع الأصوات.

11- كما أن هذا النوع من الاضطراب يظهر على النساء أكثر من الرجال.

12- عادة ما يكون المثير الأول لهذا الاضطراب ناشئ من أحد افراد العائلة، وتنشأ مثيرات جديدة مع مرور الوقت.

13- من الممكن كذلك أن تكون حالة وراثية؛ لأنها غالباً ما تحدث في العائلات.

14- يلجأ المصابين بهذا النوع من الاضطراب إلى أبعد الحدود للابتعاد عن التعرض الضجيج، قد ينعزلون اجتماعياً، أو يخلقون آليات مواجهة، فقد يرتدي البعض سماعات رأس، أو يخلق أصوات أخرى لإغراق الأصوات التي تسبب هذه الحالة.

15- على الرغم من عدم توفر علاج لهذا الاضطراب حتى الآن، إلا أن يوجد الكثير من الخيارات التي أثبتت فعاليتها في إدارة الحالة، وتتضمن إحدى تقنيات العلاج المعروفة باسم العلاج بإعادة تدريب طنين الأذن، يتم تعليم الأشخاص على تحمل الضجيج بصورة أفضل. والعلاج السلوكي المعرفي هو نوع آخر من العلاج الذي قد يعمل على استبدال الارتباطات السلبية التي تحدث مع إثارة الضجيج.


شارك المقالة: