متى تم توثيق لغة الجسد كعلم بحد ذاته؟

اقرأ في هذا المقال


متى تم توثيق لغة الجسد كعلم بحد ذاته في العصر الحديث؟

على الرغم من أنّ أول اتصال للإنسان بالعالم كان غير لفظي عن طريق لغة الجسد، وبالرغم مما للعوامل اللفظية من دور في عملية التواصل، فإنّ الاهتمام بهذه العلم كعلم بحدّ ذاته كان حديث النشأة، حيث اتجه المختصون في أواسط القرن العشرين على تحليل ودراسة الشيفرة غير اللفظية، وتم التوصل إلى خلاصة أجمع عليها جميع المتخصّصون، مفادها أنّ الاتصال غير اللفظي مركزي وأساسي في علاقتنا مع الآخرين.

من أول من كتب في لغة الجسد؟

أول كتاب أكاديمي في مجال الاتصال غير اللفظي عن طريق لغة الجسد، هو الكتاب الذي قام على تأليفه “تشارلز دارون” والذي يحمل العنوان (التعبير عن المشاعر لدى الإنسان والحيوان، عام 1872)، وقد فتح هذا الكتاب المجال أمام الدراسات الحديثة التي تلت هذا الموضوع، ونجد أيضاً أنّ عالم النفس “فرويد” قد اعتمد بشكل كبير على المغزى التواصلي لأفعال الناس على شكل لغة جسد أكثر من الكلمات المنطوقة خلال عمله ونظرياته التي افترضها، وقد كان الكثير من تفكيره معتمداً على الافتراض لأنّ الكلمات تخفي أكثر بكثير مما كانت تظهر، واعتمد على الاتصال في نطاق أوسع، في رموز الأحلام، وتفسيره لمعنى الأحداث غير الهامة التي كانت تحدث وتستمر دون ملاحظتها.

متى تم الاهتمام بلغة الجسد كعلم بحد ذاته؟

لنجد بعد ذلك أنه بدأ الاهتمام بدراسة التواصل غير اللفظي في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية بشكل فعّال، ففي خمسينيات القرن العشرين بدأت تظهر بعض الكتب العلمية التي تتحدّ عن لغة الجسد، حيث قدّر الباحثون أن الإنسان العادي يتحدّث ما يقارب من عشرة إلى إحدى عشرة دقيقة في اليوم الواحد.

كما يمكننا التعرّف على ما يزيد على (250000) تعبير وجه، وأنّ المكوّن اللفظي لمحادثة وجهاً لوجه تشكّل أقلّ من (35%) من الرسائل المنطوقة، بينما تشكّل الرسائل غير اللفظية على شكل لغة جسد أكثر من (65%) وتم إثبات هذه الإحصائيات ويتم دراستها حتّى وقتنا الحاضر كدليل يوضّح تفوّق لغة الجسد على نمط الاتصال المنطوق، وتوالت بعد ذلك الدراسات حتّى أصبحت لغة الجسد علماً بحدّ ذاته في وقتنا الحاضر.


شارك المقالة: