متى يعتبر علم النفس الاجتماعي علم طبيعي ومتى يعتبر علم إنساني؟

اقرأ في هذا المقال


متى يعتبر علم النفس الاجتماعي علم طبيعي ومتى يعتبر علم إنساني؟

العلوم الاجتماعية تعتبر ذات علاقة وطيدة مع العلوم الطبيعية فكل منهما يقوم على العديد من المهام والإنجازات تحت مسمى علم النفس الاجتماعي الذي يقع تحت فئة العلوم الطبيعية، فهما يعبران عن الدراسة العلمية للمجتمع البشري والعلاقات الاجتماعية، في حيث تتعامل العلوم الطبيعية مع العالم المادي الخاص بهذه العلاقات الاجتماعية.

تعود البدايات الرسمية لعلم النفس الاجتماعي كنظام عام إلى المعاملات التي ترتبط في الغالب بالعلوم الطبيعية مثل الفيزياء أو علم الأحياء، بحيث يدرس علم النفس الاجتماعي العمليات الذهنية والخبرات والسلوك البشري بالطريقة العلمية من خلال التجريب واختبار الفرضيات والملاحظة.

يشمل علم النفس بشكل عام مجالات علمية مثل الذاكرة والعمليات المعرفية والانتباه والإدراك واكتساب اللغة واللغويات والتنمية البشرية والتوحد والأمراض العقلية التي تتعامل مع العالم المادي، وعلم النفس الاجتماعي ليس بمعزل عنها في وقت التطرق للمواقف والظروف التي تتطلب الارتباط بمثل هذه العمليات العلمية.

يستخدم علماء النفس الاجتماعي في البحث النفسي الاجتماعي الأساليب العلمية مباشرة من جمع المعلومات إلى التفسير ويستخدمون الموضوعية في أبحاثهم بدلاً من التفسير الذاتي للبيانات أو صياغة النظريات، وهي الخصائص الرئيسية للعلوم الطبيعية.

ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن قدرًا مناسبًا من البحث النفسي الاجتماعي أنه يتضمن أيضًا تأثيرات على الأوضاع الاجتماعية والثقافية والمادية حيث يوجد قدر من الذاتية فيها؛ لأنها تعبر عن أوضاع الناس وظروفهم والعوامل المؤثرة بهم، أي أنها تمتد لتكون قريبة من العلوم الإنسانية بشكل كبير وتابع للمجالات العلمية ومكملة لها.

إن دراسة علم النفس الاجتماعي متعدد الأبعاد، حيث أن بعض أجزاء منها، تندرج ضمن فئة العلوم الطبيعية، خاصة عند دراسة الدماغ، ومع ذلك نظرًا لأن العمليات الإدراكية البشرية لا يمكن ملاحظتها بشكل مباشر، يمكننا فقط دراستها بشكل غير مباشر، وهذه الطبقة من التجريد تحفز الذاتية خاصة عندما يعتمد البحث بشكل كبير على المعلومات المبلغ عنها ذاتيًا.

والطريقة التجريبية ليست سوى واحدة من الطرق التي يدرس بها علم النفس الاجتماعي، وتُستمد المعلومات المهمة والثاقبة من الأساليب النوعية بدلاً من الأساليب الكمية في علم النفس الاجتماعي، لذلك لا يمكن وصف علم النفس تمامًا بأنه علم طبيعي لأنه يفتقر إلى الدقة الموضوعية التي تتمتع بها العلوم الإنسانية الأخرى ويستحق الاهتمام الإنساني.

يتعلق علم النفس الاجتماعي بالعلوم الإنسانية من الناحية السلوكية، أي عندما لا يحاول تقليد منهجية العلوم الطبيعية، بحيث تدرس العلوم الإنسانية ظواهر ذات مغزى تختلف طبيعتها بشكل حاسم عن مجرد الظواهر الفيزيائية التي تدرسها العلوم الطبيعية، والتي تتطلب دراستها بالتالي طرقًا مختلفة.

ومن الواضح أن الظواهر ذات المغزى في علم النفس الاجتماعي لا تخضع للقوانين الطبيعية فقط بينما تخضع الظواهر المادية فقط، وهذا لا يعني أن العلوم الإنسانية لا تدرس حقيقة موضوعية لا يمكننا أن نمتلك معرفة حقيقية عنها، بحيث تتم مناقشة فكرة الواقع الموضوعي، واقتراح أنه يمكن فهم الإنشاءات الاجتماعية على أنها كيانات حقيقية موضوعية.

العلوم الإنسانية في علم النفس الاجتماعي:

تحتوي العلوم الإنسانية على العديد من التخصصات التي يركز البحث النفسي في العمل الاجتماعي عليها في التفاعل بين السلطات الفردية والعامة، وغالبًا ما يستخدم أساليب البحث النوعي، بحيث قد يرغبون في معرفة كيفية تنظيم برامج التوعية المختلفة لتحقيق أفضل تأثير.

تتمثل العلوم الإنسانية في علم النفس الاجتماعي في الاقتصاد الذي يدرس النظم الاقتصادية، التي تؤثر عل المجتمع والأفراد والعمل الجماعي والإنتاجية، ويتمثل في علم الآثار، بحيث يدرس علم الآثار الماضي بتوجيه من القطع الأثرية الموجودة في الأرض، باستخدام التاريخ القديم والحاضر أحيانًا.

وتتمثل العلوم الإنسانية في علم النفس الاجتماعي في الأدب، بحيث يدرس الأدب جوانب مختلفة من المعنى الذي يتم التوسط فيه من خلال الأدب وكيف يؤثر على الأفراد والمجتمع، وعادة ما يستخدم بعض أشكال التحليل اللغوي أو السردي، وأحياناً التركيز على الأفكار المعاصرة حول سيطرة السلطة والإدارة.

وتضم الفلسفة التي تدرس بدورها ما لا يمكن دراسته تجريبياً مثل الموضوعية والعقلانية والمعنى والعقلانية وأهم الطرق لتحليلها وتوظيفها في السلوك والتصرفات الفردية والجماعية، وتتمثل في التحليل المفاهيمي؛ لأن صحة الأساليب المستخدمة في علم النفس الاجتماعي مرتبطة بالموضوع وأحياناً بالمصحة الاجتماعية.

العلوم الطبيعية في علم النفس الاجتماعي:

تعتبر العلوم الطبيعية الخاصة في علم النفس الاجتماعي هي دراسةالمادة الفيزيائية، بحيث تتمثل وتشتمل على المادة الفيزيائية اللاواعية بجميع أشكالها، وتعتبر بعض التخصصات العلمية المصنفة تقليدياً كعلوم طبيعية، مثل الطب وعلم الأحياء، تقوم بدراسة الكائنات الواعية، مثل البشر.

تقوم العلوم الطبيعية بمثابة الإنجازات والوظائف المهمة في علم النفس الاجتماعي فهي تدرس فيزيولوجيا البشر، ومن الممكن دراسة معظم وظائف الجسم بشكل مستقل تمامًا عما يدور في وعي الشخص الذي يسكن ذلك الجسم، ومع ذلك، عندما يحول الطب انتباهه إلى التحقيق في رغبات المريض ورغباته وتفضيلاته مثل الاضطرابات النفسية الجسدية.

عادة ما تعاني دراسة الاضطرابات النفسية الجسدية في العلوم الطبيعية من نفس النقد الذي تتعرض له العلوم الإنسانية الخاصة بعلم النفس الاجتماعي، وهو نقص الأدلة الحاسمة والقوانين والقواعد الصارمة التي يمكن أن تعطي تنبؤات أو علاجات دقيقة وواضحة بشكل كبير.

ومن المهم التمييز بين الأساليب التي تفترض أن إصلاح العقل هو إصلاح الجسد، بحيث يفترض أن إصلاح العقل قد يتطلب على الأقل مجموعة من المواد والعوامل والمثيرات الاجتماعية، وشكل من أشكال النهج المعرفي، بحيث يبدو أن هذا النهج متعدد التخصصات، ويتمثل في التطبيق المتزامن لنوعين متميزين من العلاج الذي نأمل أن يتفاعلان بطرق لم نفهمها بالكامل بعد، والتي تتمثل في الاستكشاف والاتصال الاجتماعي الإيجابي المستمر.

الافتراضات الأساسية في العلوم النفسية الاجتماعية الطبيعية:

هناك العديد من الجوانب الدراسية التي تهتم في دراسة العلوم الطبيعية في علم النفس الاجتماعي، والتي تكون بمثابة قوانين وافتراضات أساسية وخاصة في المجالات الدراسية المادية، بحيث تتمثل الافتراضات الأساسية في العلوم النفسية الاجتماعية الطبيعية من خلال ما يلي:

1- تحكم العلوم النفسية الاجتماعية الطبيعية بالكامل القوانين الطبيعية التي تعتبر ذات تأثيرات داخلية وموضوعية.

2- تعتبر القوانين الطبيعية الخاصة بالعلوم النفسية الاجتماعية الطبيعية مستقلة عن العقل، أي أن لها طبيعة معينة بغض النظر عما نعتقده بشأن طبيعتها.

3- الثبوتية في القوانين الطبيعية للعلوم النفسية الاجتماعية الطبيعية، فكل قاعدة طبيعية لها خصائص ثابتة لا تغيير مع الزمن والظروف، مثل الملح قابل للذوبان في الماء، وكان وسيظل كذلك، بحيث كانت قابلة للذوبان في الماء قبل أن يأتي أي شخص لتكوين أي أفكار حول الملح أو الماء.

4- يهدف العلم النفسي الاجتماعي الطبيعي إلى اكتشاف طبيعة المادة الفيزيائية اللاواعية بجميع أشكالها.


شارك المقالة: