تتمثّل نقطة الانطلاق نحو الإنجاز الكبير، في تحررنا من القيود العقلية، التي تعيقنا عن التقدم إلى الأمام، فتحديد الأهداف، والأحلام الكبرى، يُشكّلان نقطة الانطلاق للتفكير، والرؤية والشعور بأنفسنا، كأشخاص قادرين على تحقيق ما هو أكبر كثيراً ممَّا حققناه قبل ذلك.
طريقة التفكير تحدد الهوية الشخصية
تتحدّد طريقة تفكيرنا بأنفسنا وشعورنا بشأنها، حسب مدى فعالية ما نشعر به، حيال ما نقوم به من أمور مهمة، وعلى وجه الخصوص فيما يتعلّق بعملنا ومسارنا المهني، فمن غير الممكن بالنسبة لنا، أن نشعر بالسعادة والثقة بالنفس كأشخاص، إذا كنّا غير أكفّاء وغير فعّالين، في مناحي حياتنا التي تعتبر ذات أهمية حيوية بالنسبة لهويتنا الشخصية.
ما فائدة الالتزام بالتفوق
إحدى أقوى الطرق لتغيير تفكيرنا بشأن أنفسنا، هي أن نلتزم بالتفوّق، أي أن نتخذ القرار بشكل فوري، بأن نكون أفضل، وأن ننضم إلى نسبة العشرة بالمئة، الذين يشغلون القمة في نفس مجال عملنا، بصرف النظر عمّا يقتضيه ذلك من وقت.
إنَّ التفكير في حدّ ذاته في إمكانية أن نتفوّق في الأمور التي نفعلها، من شأنها أن تغيّر حالتنا العقلية، وأن تحسّن من شخصيتنا، وأن تجعل منّا أشخاصاً أكثر سعادة، وأن تزيد من تقديرنا لذاتنا، إنَّنا بذلك نحبّ ذاتنا ونحترمها بدرجة أكبر، فقط باتخاذ قرار بأن نكون الأفضل.
مثلاً أفضل العوائد المالية تكون ﻷصحاب الأداء الأفضل، والعوائد المتوسطة ﻷصحاب الأداء المتوسّط، وما دون المتوسط عادة ما يكونوا عرضة للإفلاس، واليوم هناك سباق في كل منحى من مناحي الحياة.
لقد أصبح منافسونا أكثر وضوحاً وتحديداً، وأعلى مقدرة من أي وقت سابق، وسوف يتزايدون مع الأعوام المقبلة، وسيصبحون أكثر تنافسية، فالعالم متاح للجميع ولكن طريقة التفكير والنتائج، هي الفيصل الذي يحكم بين نجاحنا ونجاح غيرنا، وأيّهما الأفضل والأكثر رواجاً وأكثر عوائد مادية.
على مدار بقيّة حياتنا، علينا أن نجري بأقصى سرعة ممكنة، فقط لنبقى في نفس المستوى الذي نطمح إليه، فعجلة الحياة مستمرة وتتطوّر يوماً بعد آخر، ولا مجال للتقاعس في عالمنا اليوم، كون مجالات النجاح وإن كثرت، إلا أنَّها تحتاج إلى العقول الإيجابية التي تستطيع أن تتماشى معها، وأن تتجاوز جميع الظروف الاستثنائية.