ما هي مخاوف المراهقين

اقرأ في هذا المقال


تحديات مرحلة المراهقة

هناك أسئلة كثيرة تنتهي بإجابات ضائعة وتائهة في أنفاق مخاوف وقلق المراهقين، هذه التحديات تواجهها تلك الفئة الشبابية وتتعلق بأمور مختلفة، مثل التفوّق الدراسي، الانتماء الاجتماعي، الواجبات العائلية. مصير مجهول يواجه المراهقين، إذ ينعكس ذلك بشكل سلبي على ثقته بنفسه واستقراره المعنوي وشعوره بالطمأنينة. مع وجود التغيّرات والتحدّيات التي يواجهها المراهقون، تظهر تساؤُلات عديدة عما يحدث لهُم من تحوُّلات جسدية، أُخرى في مشاعرهم، غيرها في مواقفهم الاجتماعية أو السياسية أو الثقافية أو الدينية.
 

الخوف عند المراهقين

يعدّ شُعور الخوف من أقوى المشاعر التي يشعر بها الإنسان، فهو يُؤثر بشكل كبير على عقل وجسد الشّخص، يمكن أن يستمر الشّخص بالإحساس بالخوف والقلق لمُدة قصيرة، من الممكن أن تطول هذه المُدة لدرجة أن يصل الشخص للمشاعر السلبيّة بشكل يُؤثّر على حياته وصحته.

مخاوف المراهقين خلال مرحلة المراهقة

الخوف من التغيّرات الجسدية والفسيولوجية عند المراهقين

من الطبيعي أن تتمحور مُعظم أفكار المراهقين على صُورته الجسدية وكيفيّة التكيُّف مع كلّ التغيّرات الجسديّة التي يمر بها، خاصةً عندما تبدأ مرحلة المراهقة؛ بحيث تتميّز هذه المرحلة بحدّّة التقييم الذاتي، أيضاً وجود كل ما يُثير أحاسيسه وتساؤُلاته ومخاوفه .

  • الخوف من عدم تقبّل الآخرين لمظهره الخارجي الجديد وعدم الجاذبية سواء عند الفتيان أوعند الفتيات، حيث تكتسب المعايير الشكليّة الظّاهرة أهمية كُبرى في عملية التقييم الذاتي وتقييم الآخرين مثل مشاكل البشرة الدهنية، ظهور البثور، النمش، تركيب جسور الأسنان المعدنية.
  • الخوف من أنّه شخص غير طبيعي مُقارنةً بالآخرين، إنّ هذه المُقارنة تتمحور في معظم الأحيان، على ظُهور أو تأخُّر ظُهور معالم البُلوغ الجنسيّ عند المراهق.

دور الأسرة في تخفيف المخاوف على المراهق

  • مراعاة مشاعرأبنائهم المرهفة.
  • تجنُّب السُّخرية أو الاستغراب.
  • عدم استهجان حالة المراهق من حيث حجمه وشكله.
  • عدم وصفه بالصغر والطُّفولة والقُصور.
  • من المُهم إشعار المراهق أنّ ما يحدث له من تغير هو أمر عادي، مُتوقع ومقبول وأنّ هذه التغيُّرات تحدُث لكل المراهقين دون استثناء.

الخوف من تحمل أو عدم تحمل المسؤولية عند المراهقين

خلال مرحلة المراهقة يبدأ الاستعداد النفسيّ لتحمُّل المسؤوليات بالظُّهور، فالمراهق يعرف تماماً أنّه سيغادر مرحلة الطفولة قريباً ثم سيدخل الى عالم الشباب، مع أنّه لا يزال قريب من والديه ويحظى بعنايتهما، لكنَّه في نفس الوقت يشعر بأنّ الأُمور أصبحت مختلفة الآن.
إنّ تحمُّل المسؤوليات يحمل الكثير من الايجابيات للمراهقين، فالمسؤولية معرفة، إثراء لأبعاد الشخصيّة، تجربة غنيَّة يحتاج إليها كل مُراهق في مشروعه الحياتي الشخصيّ، لكي ينضُج ويطوِّر قُدراته العقليّة ويكتسب القُدرة على التحمُّل والتدرُّج نحو تحقيق الذات.

دور الاسرة في مساعدة المراهق على تحمل المسؤوليات

  • تأمين بيئة سليمة للنّمو تُحافظ وتحترم حُقوقه الأساسيّة في العيش الآمن.
  • توفير الظُّروف المُلائمة للانجاز وتحقيق الذات.

دور المدرسة في مساعدة المراهق على تحمل المسؤوليات

  • تعلّم قيمة العمل مع زملائة من أجل هدف مشترك. 
  • تعلُّم القيادة دون الاستبداد.
  • اكتساب الهويّة الجنسية الاجتماعيّة المناسبة.
     
  • استثمار جسده بطرق فعّالة لبناء علاقة سليمة ومُرضية مع صُورته الذاتية.
  • الاهتمام بحماية جسده وصحّته وتطوير قدراته الجسديّة والاستمتاع بها عن طريق الأنشطة المختلفة.
  • إنجاز الاستقلاليّة العاطفية اللازمة.
     
  • بناء تفكير عن الاكتفاء المادّي الذاتي، لكي يتمكّن من اقتناء مهنة لائقة له في المستقبل تمكّنه من العيش الكريم دون الاستعانة بالآخرين.
  • مساعدته على التفكير بمجال مهني للمستقبل لكي يكرِّس قدراته وطاقته لاكتساب المهارات اللازمة المتلائمة مع مهنة من اختياره.
  • تطوير القُدرات الذّهنية والمفاهيم الضروريّة، مثل المشاركة الفعالة في المجتمع.
  • تطوير سُلوك اجتماعي ايجابي مسؤول، للتكيُّف والتّعامل مع تحدِّيات ومُتطلبات الحياة العصريّة.
  • بناء الصّلابة الداخليّة اللازمة، للتكيّف مع الأوضاع الصعبة، خاصةً المراهقين الذين يعيشون في ظُروف الحرب، النِّزاعات، الكوارث الطبيعية، الفقر، الحرمان الاجتماعي.
  • اكتساب المهارات اللازمة، من ثقافة عامّة أو تعاطف اجتماعي، التي تقوم بمساعدته على تطوير علاقته مع نفسه ومع الآخرين.

الخوف من عدم القدرة على بناء صداقات للمراهقين

إنّ قُدرة المُراهق على بناء الصّداقات والانخراط في مجموعة ما، هي مُؤشّر مُهم لتكيّفه النفسي والاجتماعي، أمّا العُزلة الاجتماعيّة وعدم القُدرة على الاندماج والاختلاط بالآخرين، تكون سبباً رئيسياً للمشكلات النفسية.

أهمية الانخراط ضمن المجموعة للمراهقين

  • تعد مجموعة الرّفاق وسيلة يحقِّق المُراهق من خلالها الرغبات والحاجات الذاتيّة والاجتماعيّة.
  • من خلال انخراط المراهق في مجموعة ما، يتخطَّى الكثير من المشاكل، مثل الخجل والانطواء، الشعور بالفراغ؛ بحيث يجد المراهق في المجموعة الحريّة والاستقلال الفكريّ بعيداً عن رقابة الأهل.
  • يتعلّم المراهق الاعتماد على الذّات بعيداً عن حماية الأهل.
  • يجد المراهق مجالاً للخبرة المشتركة، العمل الجماعي، الفرصة للتّعبير عن الذات.

خوف المراهقين من مواقف الحوار والمواقف الاجتماعية

هنالك الكثير من المواقف الاجتماعية في الحياة اليوميّة التي تُثير مخاوف المُراهقين، مثل تسميع الدّرس في الصف، عرض مشرُوع على بقيَّة الطلاب، الإجابة على أسئلة مُحرجة للأقارب في المُناسبات العائليّة، مُواجهة مدير المدرسة للدفاع عن رأي ما.

إنّ هذا النّوع من المخاوف طبيعي جداً خلال المُراهقة وهو ناتج عن قلة التّجربة والخبرة، لكن التعرُّض لمثل هذه المواقف ضروري لتطوير المهارات الاجتماعيّة والثقة بالنفس.

خوف المراهقين من المستقبل ومن المجهول

تتميّز حياة المراهقين بمجموعة من الأسئلة في صيغة المجهول مثل من أنا؟ هل أنا طبيعي؟ هل يتقبّلني الآخرون؟ هل سأنجح في دراستي؟ لماذا لا يتفهّمني أهلي؟ ماذا يفكّر بي أصدقائي؟، هذا جزء صغير من العدد الهائل للأسئلة الوجوديّة التي يطرحها المُراهق على نفسه.

إنّ توفّر مرجع مُساند في حياة المُراهق لطرح هذه الأسئلة ومُناقشتها وتُحليلها، يخفِّف من قلقه تجاه المجهول، قد يكون هذا المرجِع أحد الوالدين، كلاهما، أحد الأخوة الأكبر سنّاً، أحد الأقارب، صديق وفيّ، أستاذ في المدرسة، مرجع ديني، تجارب اجتماعية هادفة، أو حتى كتاب مُلهم ومؤثِّر يقدِّم له الأجوبة المناسبة والمطلوبة على تساؤلاته.

علاج الخوف عند المراهقين

  • خلق جوٍّ من الدّفء الأُسري لدى المراهق؛ مما يقوي ثقته بنفسه وبعائلته، ويكون التأثير الأكبر في الحب والاحترام المُتبادل بين أفراد العائلة الذي يُنمّي شعوره بالأمان ومن ثمّ قدرته على مواجهة المخاوف المختلفة.
  • التدرُّج مع المراهق في التغلّب على المخاوف، فلا ينبغي على الأهل إجبار المراهق على القيام بأمر ما، للتغلُّب على الخوف، لأن ذلك سيؤدّي إلى نتيجةٍ عكسيّةٍ،
  • تحصين المراهق بالأدعية والآيات القرآنية، تَحفيظها له وشَرحها.

شارك المقالة: