عندما نسمع عن مسمى انطوائي، قد يتم تخيل شخص هادئ ومعزول، ويحب قضاء أغلب وقته بمفرده، مع الابتعاد عن المواقف الاجتماعية، لكن كون الشخص انطوائي لا يعني بعدم رغبته لقضاء الوقت مع الآخرين، في الحقيقة يمكن أن يكون لديه بعض أقوى الصداقات وأكثرها معنى، والفرق بين الانطواء والانفتاح هو في الحقيقة موضوع بيولوجي، ويرجع إلى كيفية الاسترخاء بعد المواقف الاجتماعية.
مدى صحة النظرة النمطية عن الانطوائيين التي تصفهم بالكسالى والمنعزلين
ومن ناحية كيمياء المخ، يكون لدى الشخص الانطوائي نسبة أقل بالتأثر من هرمون الدوبامين من الشخص المنفتح، والدوبامين هو هرمون مرتبط بالمكافأة لأنها تجعل الشخص يشعر بالرضا، بشكل أساسي، كلما انخفضت مستوى الدوبامين لدى الشخص، كان قابل للتحفيز بسهولة أكثر.
وكون الشخص أنطوائي فهو أكثر نشاط عند قضاء الوقت بمفرده، أو في مجموعات صغيرة للغاية مع الأشخاص المقربين منه، لهذا عندما يكون الشخص في بيئة اجتماعية مشجعة للغاية، ما يحصل هو أنه في اللحظة الذي يصبح فيه الشخص المنفتح أكثر لمعان وجاذبية، يبدأ الشخص الانطوائي في الانكماش والتقلص.
كيمياء المخ لدى الشخص الانطوائي مختلفة
الطريق الذي يسلكه دماغ الشخص الانطوائي أو المنفتح عندما يكونوا في بيئة اجتماعية مختلفة، ويقصد بهذا أن المثير لدى الشخص الانطوائي يمر خلال أجزاء مختلفة من المخ، كما ويلاحظ الشخص الانطوائي جميع أنواع التفاصيل، مما يجعله واعي للأخطاء التي يرتكبها، وهناك جزء آخر هو الفص الجبهي الذي يقيم النتائج.
هذا يعني أن الشخص الانطوائي لديه ذهن مشغول حقًا وقلق بشأن ما سوف يحدث، كما أنه ينحاز بقوة الى استعمال بنك الذاكرة طويل المدى عند التحدث.
لأن بالنسبة للشخص الانطوائي، الحدث ليس حدث وفقط، فهو لا يمكنه الاستجابة مباشرة والرد، ولا يمكنه القيام بذلك لأن الكثير يحدث في رأسه، وهذا هو سبب كونه أكثر استعداد للتوتر في سياق اجتماعي، أو ما قد يسميه الناس العصبية. ولكن ذلك يرجع فقط إلى أن الدماغ يتم توصيله بهذا الأسلوب.
ولهذا يحتاج الشخص الانطوائي إلى مضي الوقت لوحده، لإعادة الشحن، وهذا ينشط طريق مختلف في المخ ويحفز الجهاز العصبي المختص بوظائف الراحة.
يمكن للشخص أن يكون منفتح ولديه قلق اجتماعي، أو يكون خجول بصورة مؤلمة، أو محرج اجتماعيًا، والفرق هو أن الانطوائي ينحاز إلى إعادة الشحن لمفرده، والمنفتح يحتاج إلى بيئة مزدحمة لإعادة الشحن.
ينمّي الشخص الانطوائي التواصل الاجتماعي، مثل ما يعمل العديد، يقوموا بهذا بأسلوب مختلف عن الأشخاص الذين هم أكثر انفتاح على الخارج، ويأمل في تعزيز بدايات علاقة عميقة.
هذا هو السبب في أن العديد من الأشخاص الانطوائيين لا يحبون الحديث المختصر، ويعني هذا كذلك أنهم متعبين دائمًا ويحتاجون للاستراحة بعد ذلك، وأحيانًا النوم لمدة تصل إلى ثماني 18 ساعة في كل مرة.
