اقرأ في هذا المقال
مراحل التكيف التي يمر بها الوالدان مع طفلهم ذو الاحتياجات الخاصة:
1- المرحلة الأولى:
في المرحلة الأولى تكون وعي الوالدين وإدراكهما أن طفلهما الجديد مختلف عن غيره من الأطفال العاديين، ويرافق هذا الوعي شعورهما بالصدمة والارتباك والحيرة.
حيث يحاول الوالدين معها الانسحاب من الموقف وإنكار كل الدلائل، التي يمكن أن تشير إلى التخلف العقلي عند الطفل، ويعاني الوالدان في هذه المرحلة كثيراً.
ومن الأمثلة على معاناة الأهل، معاناة والدي الطفل المعاق عقلياً، ولا يستطيعان أن يتمثلا الوضع المقبل الذي ستكون عليه الأسرة بعد الآن.
ومشاعر الحزن والأسى والارتباك والذنب والتوبيخ والخجل، هي أكثر ما يميز هذه المرحلة التي يمر بها آباء الطفل ذو الاحتياجات الخاصة لدى إدراكهما حقيقة الأمر، بالإضافة إلى لوم الذات.
2- المرحلة الثانية:
وتتمثل المرحلة الثانية في مواجهة مشكلة الطفل ذو الاحتياجات الخاصة، واعتراف الوالدين أن هناك مشكلة حقيقية توجههما، وأنه لا مجال لإنكارها؛ لأن ذلك لن ينجح وأنه من الضروري التعامل المثمر مع هذه المشكلة.
3- المرحلة الثالثة:
تأتي هذه المرحلة الثالثة، كنتيجة حتمية للمرحلة السابقة التي يعترف فيها الوالدان بحقيقة إعاقة طفلهما، فتجدهما يسعيان للبحث المستمر عن سبب المشكلة.
يندفع الوالدان هنا إلى البحث مع الأطباء والأخصائيين النفسيين والتربويين، عن سبب المشكلة تدفعهما في ذلك الرغبة في عدم إنجاب طفل آخر يعاني من مشكلات أو لديه مشكلات، أو رغبتهما في إيجاد طرق للتخلص من معاناة الشعور؛ بأنهما مسؤولين بشكل شخصي عن إعاقة طفلهما.
إن أبرز مظاهر السلوك التي يظهرها الوالدين في هذه المرحلة، هي ما يصفه البعض بسلوك التسوق، ذلك أنهما يواصلون في سعيهما للبحث عن تشخيص جديد للحالة والتعرف على الأسباب الحقيقة لهما.
وذلك على الرغم من كل ما يستطيعون الوصول إليه من الأطباء والأخصائيين، الذين يمكن أن يقدموا لهم تفسير الحالة.
4- المرحلة الرابعة:
تتمثل المرحلة الرابعة في البحث عن العلاج والوسائل والطرق الكفيلة بشفاء الطفل الذي لديه مشاكل من ذو الاحتياجات الخاصة، وذلك يبعد أن يكون الوالدان قد أدركا حقيقة الإعاقة وأسباب ذلك.
ويكونان قد أدركا أنه قد لا يكون هنالك سبب واحد لتلك الحالة، بل قد يكون لها العديد من الأسباب، ومما يميز سلوك الوالدين في هذه المرحلة ميلهما للتمسك بالاعتقاد، أن الطب وعلم النفس لا بد أن يسجدا العلاج الشافي لتلك الحالة.
فيسعيان دائماً إلى البحث، عن علاج بدلاً من محاولتهما وضع الطفل في صفوف أو مراکز خاصة قد تناسب حالة الطفل أكثر من المدارس العادية.
وهذا البحث عن علاج، وحتى لو كانت هناك بعض المشاعر الداخلية المبطنة من أنه بحث قد لا يكون مجدياً، إلا أنه يستمر لفترة طويلة من الزمن بدافع الرغبة في التخلص من تلك المشكلة التي تكون لدى الفرد ذو الاحتياجات الخاصة.
إنه شكل آخر من أشكال التسوق السلوكي، حيث يظهر فيه الوالدان مصممين على البحث عن علاج وإبقاء الطفل في المدرسة كغيره من الأطفال العاديين.
5- المرحلة الخامسة:
وأخيراً تتمثل في هذه المرحلة الخامسة في قبول الحقيقة وإدراك الوالدين لحدود قدرات الطفل ذو الاحتياجات الخاصة وإمكاناته الحقيقية، وذلك بعد أن يصلا على كل مجهودهما في البحث عن علاج لم ولن يكون لها نتيجة إيجابية في شفاء هذه الحالة.
وهنا ينتقل الوالدان من مرحلة البحث عن علاج إلى مرحلة تتميز على نحو خاص، بالبحث عن الوسائل الواقعية الكفيلة بمساعدة طفلهما ذو الاحتياجات الخاصة، على النمو الصحيح والمناسب في حدود إمكانيات وقدرات واستعدادات الطفل ذو الاحتياجات الخاصة التي قد تكون محدودة جداً.
وفي هذه المرحلة هذه، وربما لأول مرة تتبين لدى الأهل ردود فعل إيجابية نحو الطفل ذو الاحتياجات الخاصة، يدرك معها الأهل حاجة الطفل ذو الاحتياجات الخاصة الحقيقية على الاهتمام والرعاية أكثر من أخوته العاديين.
كما أنهم يدركون أن هذا الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يمكن أن ينمو بطريقة أو أسلوب أفضل مما هو عليه الآن، إذا ما أتيحت له فرص التعلم والتدريب في جو يسوده التقبل والعطف.
وتبدو مظاهر التقبل عند الوالدين في تساؤلاتهما حول مستقبل الطفل ذو الاحتياجات الخاصة، والطرق الكفيلة بمواجهة احتياجاته ورغباته والوسائل المتوفرة في البيئة التي ينتمي إليها الفرد ذو الاحتياجات الخاصة.