مراحل الفكر وصولا إلى العادات

اقرأ في هذا المقال


إن العادات والتقاليد التي وصلتنا عبر الأزمنة المتعددة لم تكن وليدة اللحظة، وإنما تشكّلت بناءً على حادثة أو موقف حدث بوقتها، أو لربما كانت فكرة مجردة لموقف معيّن، لاقى قبولاً لا محدود لها من قبل الناس آنذاك، وصولاً إلى الإجماع عليها، واعتبار كل من يخرج على تلك العادات شاذاً اجتماعياً وخارجاً على تقاليد المجتمع وربما تصل به الحال أن يصبح منبوذا وغير مرغوب فيه للعيش في ذلك المجتمع.

ما هي المراحل التي يمر بها الفكر

أولاً:التفكير، في هذه المرحلة الأولية يفكر الإنسان بشيء ويركز انتباهه عليه وقد يكون ذلك بسبب أهميته لديه أو فضول أو ربما متطلب يحتاج منه إلى التفكير فيه .

ثانياً: التوثيق بمجرد أن يفكر الإنسان في شيء فإنَّ العقل يسجله ويفتح له ملفاً خاصاً مثل الكتابة على جهاز الكمبيوتر، كلّ ما نفكر فيه من أشياء يُحفظ في عنوان ضمن باب معين وكلّ عنوان يتم أرشفته وتوثيقه تحت نفس العناوين المتماثلة، فالتوثيق هو المرحلة البسيطة التي يستطيع الإنسان أن يبتعد عنها ويغلق الملف لو أراد ذلك.

ثالثاً: تكرار السلوك من أجل توثيق الفكرة حيث يقرّر الشخص أن يمارس نفس السلوك عدة مرات، مثلاً أن يقوم بالتدخين عدة مرات أو يقوم بمشاهدة التلفاز دون أن يكون يرغب بذلك أو الأكل بدون جوع أو ممارسة نشاط نابع من فكرة جديدة بعينها.

رابعاً: التخزين النهائي في الذاكرة نتيجة التكرار المستمر للفكرة والتسجيل الدوري لها حيث تصبح الفكرة أكثر ثباتاً فيخزنها العقل بدقة وعمق في ملفاته الخاصة، ويضعها أمامنا كلما واجهنا موقفاً من نفس نوع الفكرة، وإذا أردنا أن نتخلص من السلوك، سنجد صعوبة أكبر؛ لأنّها مخزنة بدقة متناهية في سجلات العقل .

خامساً: التكرار في السلوك بشكل إرادي أو لا إرادي، في هذه المرحلة، نكرر السلوك المخزّن بعمق في العقل وقد يحدث ذلك لنا شعورياً أو لاشعورياً، وكلما تكرّر التخزين أصبح أقوى وأعمق.

سادساً: العادات الراسخة العميقة، حيث تتكوّن العادات والتقاليد من خلال تكرارنا للأفعال لنفس الأفكار العميقة لدينا، ولو أردنا تغيير عادة ما، علينا ربطها بالقيم وكافة الأشياء السلبية التي يمكن وصفها للشخص أو المجتمع الذي يخرج عليها، ويحتاج تغيير عادة إلى تغيير جيل بالكامل.


شارك المقالة: