التنشئة الصحيحة للمراهقين
لا بُد أن يعرف الآباء أنّ مرحلة المُراهقة هي مرحلَة انفِصال المُراهق بإرادتِه وعواطِفه، للوالدين دورٌ كبير في تنشِئة أبنائهِم تحت ظّل تنشِئة صحيحة، عندما نتحدّث عن المُراهق فإنا نتحدث عن كِلا الجنسين، هُناك أساليب عمليّة للتنشِئة الصّحيحة.
وينبغي التّحري عن أصدقاءِ المُراهق فهو أمرٌ مهم، لا يكون ذلِك بالتّجسس عليه، بل بمصادقته، السُؤال عن أصدقائِه بأسلوب الدّردشة، أحياناً مُصادقة أصدقائِه والجُلوس والتّنزه معهُم، بذلِك تستطيع أن تحتوِي المُراهق وتكسَبه في صفك.
كيفية توجيه المراهق
- كن واضحاً: يحتاج المُراهقون إلى معرفة ما المتوقّع مِنهم بالتّحديد، ما نتائج مُخالفة القوانين العائليّة.
- كن ثابتاً: قد يتشوَُّش المُراهقون إذا أُفلتوا تارةً من العِقاب وتارةً واجهوا عواقِب الفعل نفسه.
- كُن منطقياً: أظهِر له أنك والدٌ مرِن، ععن طريق منحه المزيد من الحُرية حين يستحقُّها.
- نمِّ شخصيّته: لا يقتصِر هدفُك أن تُعوِّد ولدك على إطاعة القواعِد فحسب، بل أن تُساعده على تنمِية ضميرٍ حي.
- احترامه: يجب مُعاملة المُراهق باحتِرام، أيضاً يجِب عليه أن يتَعامل مع الآخريِن باحتِرام، فهذا الأمر يُساعد على بروزِ شخصيِّته وكشفِها.
- مراقبة ما يشاهده ويسمعُه المراهق: يتوفّر أمام المُراهقين في هذه الأيام كمٌّ هائِل من مصادِر المعلوُمات، مثل شاشات التّلفاز ومواقع التواصل وغيرها،
- تثقيف النفس: عند توقُّع ما سيحدُث خلال سنوات المُراهقة، يتمكّن الأهل من التعامل معه بشكلٍ أفضل، لذا ينُصح بقراءة كُتب عن المُراهقة، تذكُّر أيام المُراهقة السابقة، حب الشّباب، الإحراج الذي كان يقعُ به الأهل، يجِب توّقع تغيُّرات المزاج للمُراهق.
- الاعتراض على أمورٍ مهمة: من الطّبيعي أن يرغب المُراهق بتجرُبة أمورٍ جديدة، مثل صبغ الشّعر، طِلاء الأظافر باللون الأسود، ارتدِاء ملابِس غريبة، يُنصح الأهل في هذهِ الحالة بعدم الاعتِراض، في حال كان الأمر غيرَ مُؤذي، ترك اعتِراضهم لأُمور أهم و ذات آثار سلبيّة أكبر مثل تجربة الكحول والمخدرات.
- وضع قوانين مناسبة: بجب وضع القوانِين وتغييرها للطّفل قبل بلوُغه لسنِّ المُراهقة بحيث تكون مُناسبة لعُمره، مثلاً موعد النّوم يجب أن يتناسَب مع عُمره، ينصح بمُكافأة المُراهق عند التِزامه بالقوانين.
أبرز سلوكيات المراهقين
- العداوة والانفعال: يكون المُراهق بشكل عام أكثر عداوُة وانفعِال وعُنف، بالإِضافة إلى اندِفاعه الدّائم والمُتأهّب، التّذبذب الانفِعالي ويعني أنّ المُراهق لا يثبت على استِجابة محدّّدة لنفسِ المُثير، تختلِف استجابتِه لنفس الموقِف في أوقاتٍ وفتراتٍ مُختلفة.
- الحب: يُحبّ المُراهق نفسه، كما يحِب التّمركز حول ذاتِه، ينشغِل لفتراتٍ بمظهرِه الخارجيّ، يقِف أمام المرآةِ لمُدة طويلة.
- الخوف: يخاف المُراهق ويبتعِد عن المُواقف الاجتماعيّة، التي لا يمِلك بها الخِبرة الكافيِة التي تُمكنه من التّفاعل مع هذه المواقف بشكلٍ جيد، قد يخجل من مظهرِه الخارجيّ نتيجة لتقلُّبات النمّو الجسمي وتسارُعها؛ بحيث يشعُر بأنَّ مظهرهُ غير لائِق، قد يتعرّض للسُخرية من الآخرين.
- الصراعات: يُعاني المُراهق من الصِراعات الدّاخلية أو الخارجيّة، التي تظهَر على هيئَة تمرُّد وعِصيان، قد تنتُج الصِّراعات عن سعيِه لتهذيبِ ذاتِه وضبطِها وحاجتِه للاستقِلال والتّمرد وإثباتِ الذّات، إنّ الصِّراع الذي يتعرَّض لهُ نتيجةُ لاختِلاف المبادِئ والقِيم التي أُُنشئ عليها في فترةِ الطّفولة، أفعال من حولِه من البالِغين التي تُخالِفها.
- عدم التوافق النفسي: يُعاني المُراهق في هذه المرحَلة من مشكِلة عدم التّوافق النّفسي، التي تنعكِس على تصرُّفاته وسلوكيّاته، فيكون ميّالاً للانطِوائية واليأس والقَلق والحُزن، الدّخول في نوباتٍ من الاكتِئاب والبُكاء.
- الغضب: يُظهِِر المُراهق الغضب ورداتِ الفِعل العنيفة، التي قد تكُون في غير موضِعها.
- العِناد: يتصف المُراهق بالعِناد ومُخالفة الأَعراف والقوانيِن والاحتِجاج الدّائم على السُّلطة.
- المعاناة من مخاوف متعددة: كخوفِه من والِديه وخوفِه من المُجتمع وخوفِه من الفَشل، بالإِضافة إلى المخاوِف المُتعلّقة بالتّحصيل الدّراسي والمستوى الأكادِيمي، يشعُر المُراهق بشكلٍ دائِم بتأنيِب الضّمير تجاه أيّ ذنبٍ أو إساءة لنفسِه أو لِمن حوله، تنعكِس جميع هذه المخاوِف على كافّة استجاباتِ المُراهق وتصرُّفاته.
- الميل إلى الاستقلالية: المُراهق يسغى بشكلٍ مُستمر في حُصوله على استقلاليتّه الشخصيّة، كما يعمل على تفرُّده الذّاتي في بناءِ شخصيّته المُستقلة.
نصائح لتهذيب سلوك المراهق
- تعرف على اهتمامات المرهق وما يحبه وما يكرهه، وقم بمنعه عن السّلوك السيئ حتى يتغير، مثلا إذا كان يستخدم بعض الكلِمات السّيئة بلهجةٍ غير لائقة، سيكون العقاب هو أن تأخذ الموبايل حتى تتوقّف عن التّحدث بهذه الطّريقة السيئة، وقتها ستعطى ابنك الحافز لكى يطيعك ويلتزم.
- يُمكنك أخذ ما يهتم به المُراهق، توقع أنه سيظل راغبًا به، كن واقعياً وخذ المسألة تدريجياً، إذا أساء ابنك التّصرف قل له محرومٌ مثلاً من الكُمبيوتر فترة المساء حتى تغيّر من سلوكك.
- اعلم جيداً أنّك تهذب سُلوك ابنك، ليس بالضّرورة أن يختفي هذا السّلوك من أول عِقاب، فعلى سبيلِ المثال، إذا حرمته من ألعابِه فى المساء، ثم بعد يومين أعد تِكرار نفس السّلوك السيئ، لابد أن تُكرر العِقاب حتى يتعلّم السُّلوك الجيد.
- إذا لم يُبد ابنك المراهق أي اهتِمام لعِقابك، قد لا يكون ما مَنع عنهُ ضِمن دائِرة اهتمامِه، قد تكوُن حركة ذكيّة من ابنك ألا يُظهر نِقاط ضعفِه تِجاه أشياءٍ مُعينة، أحياناً يقوم المُراهقون بأشياء فقط لإزعاجِنا، لفت انتباهِنا لهم، فقط أصرّ على عِقابك حتى يُغير من سُلوكه.
- استمع لكُل كلمِة يلفظ بها ابنك، فكلامه يُظهر ما يُخفيه من صِراعات بداخِله، ثم تكلم معه عما يُضايقه، ساعده حتى يعرِف أنّه يمُكنه أن يلجأ إليك فى أيّ وقت وأنك ستساعده.
- أحياناً يكون الصّبر هو أفضل الطُّرق لحلِّ المُشكلة، إذا كان السّلوك السّيئ أو التّصرف صغير ولا يُزعجك فتجاهله، إذا زادت السلوكيّات السّيئة استمع له، قرر العِقاب إن تتطلّب الأَمر.
- إذا كان يُزعجك صُراخ ابنك، لا تصرخ أنتَ أيضاً، واعطه مساحة من الحُرية يتحرّك فيها، فلا تكن له بالمِرصاد كلما أخطأ، إذا التزم بالقواعِد شجعه على إظهار أنّ ذلك هو السّلوك المُتوقع منه وكافِئه أيضاً.