النوم المفرط هو علامة على النوم المضطرب، وقد يكون مرتبطًا بمشكلة تتعلق بالصحة العقلية، مثل الاكتئاب وغالبًا ما تكون إشارة إلى أن الشخص يعاني من ضعف جودة النوم، ويمكن أن يكون علامة على اضطراب النوم السريري، بما في ذلك انقطاع النفس الانسدادي النومي أو التغفيق.
مساوئ كثرة النوم للصحة النفسية
النوم المفرط والنعاس المفرط أثناء النهار مثل الأرق، وله عدة أعراض أساسية ومنها، النوم لساعات طويلة في الليل عادةً ما يتجاوز فترة سبع إلى ثماني ساعات صعوبة الاستيقاظ في الصباح، بما في ذلك النوم من خلال المنبه، ومشكلة في النهوض من الفراش وبدء اليوم بالترنح داخل البيت وخارجه أو باستمرار طوال اليوم، والصعوبة في التركيز.
ولا يوجد قدر مناسب واحد من النوم ينطبق على الجميع، فاحتياجات النوم فردية، وهي تستند إلى عدد من العوامل ومنها: الجينات الفردية الخاصة بالشخص، وتؤثر جينات الشخص على كل من إيقاعاته اليومية ومحرك نومه الداخلي، وهما نظام النوم البيولوجي الأساسي، وعمر الشخص يلعب دور في ساعات النوم.
أما بالنسبة لمستوى النشاط فالنوم هو الوقت المناسب للجسم للتعافي من الإجهاد، كلما كان الشخص أكثر نشاطًا، كلما احتاج إلى مزيد من النوم، وعند التعامل مع المشكلات الصحية، غالبًا ما يحتاج الشخص إلى راحة إضافية، هذا صحيح بالنسبة للأمراض قصيرة المدى مثل نزلات البرد والإنفلونزا، وكذلك الحالات طويلة الأمد أو المزمنة.
وبالنسبة لظروف الحياة فيمكن أن يؤدي الإجهاد وفترات التغيير أو الاضطراب إلى زيادة حاجتك للنوم مؤقتًا، في الوقت نفسه، غالبًا ما تجعل هذه القوى النوم صعبًا، وإذا كان التوتر مزمنًا، فقد يؤدي إلى نوم مزمن، وليست أحداث الحياة السلبية أو غير المرحب بها فقط هي التي يمكن أن تزيد الحاجة إلى النوم، والتغييرات الكبيرة في الحياة الإيجابية يمكن أن تتطلب مزيدًا من النوم أيضًا.
كثرة النوم والاكتئاب
يمكن أن يكون الإفراط في النوم علامة على الاكتئاب، خاصة بين البالغين الأصغر سنًا والمراهقين، قد يكون من الصعب قياس نوم المراهقين لأن أنماط نومهم تختلف كثيرًا عن أنماط نوم البالغين، لكن النعاس المفرط والنوم عند المراهقين والشباب يمكن أن يكون علامة حمراء، يُقدَّر أن 40 في المائة أو أكثر من البالغين الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا يعانون من فرط النوم.
وإن الإفراط في النوم ليس فقط مشكلة بين الشباب المصابين بالاكتئاب، فقد تكون أعراض الأرق أكثر شيوعًا بين كبار السن، لكن العديد من كبار السن يعانون أيضًا من فرط النوم المرتبط بالاكتئاب، قد تكون النساء بالتحديد، أكثر استعداد للنوم والإرهاق المفرط خلال النهار إذا كن يعانين من الاكتئاب.
من المهم أيضًا التذكر أنه من بين الأشخاص المصابين بالاكتئاب، غالبًا ما يتخذ صعوبات النوم أشكالًا متغيرة، قد يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب من أعراض الأرق وفرط النوم.
وبسبب الروابط الوثيقة والمعقدة بين النوم والإيقاعات اليومية والاكتئاب، فمن المنطقي أن الاكتئاب الشديد قد يصاحب في كثير من الأحيان مشاكل نوم أكثر حدة ومتغيرة وواسعة النطاق، بما في ذلك الدافع إلى النوم بشكل مفرط، عادةً ما يكون السبب والنتيجة في هذه العلاقات غير واضح، غالبًا غير معروف ما إذا كانت مشاكل النوم بما في ذلك فرط النوم تؤدي إلى الاكتئاب، أم أنها نتيجة للاكتئاب أو كليهما، ما هو واضح أن هذه الظروف تترافق في كثير من الأحيان، عندما يكون النوم أكثر من عرض من أعراض اضطراب النوم.
ولا تؤدي اضطرابات النوم دائمًا إلى صعوبة الحصول على قسط كافٍ من النوم، كما أنها تتداخل مع جودة النوم وتؤدي في بعض الأحيان إلى النعاس المفرط والنوم المفرط، أي اضطراب أو مشكلة في النوم تؤدي إلى الحرمان من النوم يمكن أن تؤدي إلى النعاس المفرط أثناء النهار والميل إلى الإفراط في النوم، من أجل تعويض هذا النقص في النوم، لكن فرط النوم يرتبط ارتباطًا وثيقًا ببعض اضطرابات النوم على وجه الخصوص.
الخدر بسبب كثرة النوم
الخدار هو اضطراب نوم عصبي حيث يفتقر الدماغ إلى القدرة على التحكم في دورات النوم والاستيقاظ، يعاني الأشخاص المصابون بالخدار من التعب المفرط أثناء النهار وغالبًا ما تكون هناك حوافز قوية لا يمكن السيطرة عليها للنوم أثناء النهار. وغالبًا ما يعانون من الأرق في الليل. نظرًا لأن نومهم متقطع جدًا، ولأنهم يجدون صعوبة في النوم جيدًا في الليل، فقد لا يحصل الأشخاص المصابون بالنوم القهري على فترات نوم كاملة مفرطة، لكن النعاس المفرط المستمر والدافع للنوم أثناء النهار هو شكل محدد من أشكال فرط النوم.
متلازمة تململ الساق
يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة تململ الساق من الوخز والمشاعر الزاحفة في الساقين، وتتسبب هذه الأحاسيس غير المريحة حاجة ملحة في كثير من الأحيان لتحريك الساقين، غالبًا ما يتم الشعور بأعراض متلازمة تململ الساق عندما يكون الشخص مستلقيًا لفترة من الوقت وغالبًا ما تكون أكثر حدة في الليل.
ويواجه الأشخاص المصابون بمتلازمة تململ الساق في العادة من أعراض الأرق، فالأحاسيس غير السارة في الليل في أرجلهم تجعل من الصعب عليهم النوم والاستمرار في النوم، نتيجة لذلك غالبًا ما يتعامل الأشخاص الذين يصابون من متلازمة تململ الساق مع النعاس المفرط أثناء النهار وقد يفرطون في النوم؛ لأنهم لا يحصلون على الراحة عالية الجودة التي يحتاجونها خلال فترة الليل التي تبلغ سبع أو ثماني ساعات.
توقف التنفس أثناء النوم
يعاني الأشخاص المصابون بانقطاع التنفس أثناء النوم من ضعف التنفس أثناء نومهم، أثناء النوم يصبح مجرى الهواء مسدودًا جزئيًا أو كليًا لفترة قصيرة من الوقت، تحدث هذه النوبات مرارًا وتكرارًا طوال الليل، مما يتسبب في استيقاظ متكرر قد يكون النائم على علم به أو لا يكون على علم به ويؤدي إلى انخفاض حاد في جودة النوم، وهناك حالات صحية خطيرة مرتبطة بانقطاع النفس النومي، بما في ذلك مخاطر أكبر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها.
نظرًا لأن جودة النوم تتأثر بشكل سلبي بانقطاع النفس خلال النوم، وفي الغالب ما يحس الأشخاص المصابون به بالنعاس الكبير خلال فترة النهار، وقد يقضون أيضًا ساعات طويلة في السرير، ويحتاجون إلى مزيد من الوقت للنوم؛ لأن نوعية نومهم سيئة للغاية.
فرط النوم مجهول السبب
هناك فرط النوم مجهول السبب، فينام بعض الناس بشكل مفرط دون سبب واضح ومحدَّد، هذا هو اضطراب النوم المعروف باسم فرط النوم مجهول السبب، ومعنى مجهول السبب أي بدون سبب معروف، فينام الأشخاص المصابون بفرط النوم مجهول السبب لفترات طويلة في الليل ولا يزالون يشعرون بالتعب الشديد أثناء النهار.
كيفية التعامل مع مشكلة كثرة النوم
1- من المهم التحدث مع الطبيب إذا كان الشخص ينام بشكل مفرط أو تشعر بالتعب الشديد أثناء النهار بغض النظر عن مقدار نومه، إذا لاحظ الشخص تغييرات في أنماط نومه واحتياجاته من النوم، بما في ذلك زيادة طفيفة في مستوى التعب أو مقدار ما ينام، فهذه معلومات يجب مشاركتها مع طبيبه، عندما يتم تحديد السبب الأساسي، يمكن للشخص وطبيبه العمل على معالجة كل من هذه الحالة.
2- الامتناع من تناول الكحول، يمكن أن يؤدي الإفراط في الشرب، وبشكل متكرر جدًا إلى تعطيل إيقاعات النوم والاستيقاظ اليومية وتقويض جودة النوم، مما يؤدي إلى الحاجة إلى النوم بشكل مفرط.
3- تجنب الحرمان من النوم وتراكم نوم كبير، سوف يسعى الجسم للحصول على النوم الذي يحتاجه الجسم، ويؤدي النوم القليل جدًا إلى وضع الشخص في موقف يفرط فيه في النوم بشكل دوري للتعويض، وأنماط النوم غير المنتظمة هذه ليست صحية لجسم أو لعقل الشخص.
4- الاتساق هو أهم عنصر في روتين نوم قوي يعزز الصحة، يحدد مقدار النوم المناسب الذي يحتاجه الشخص، ثم القيام بإعداد جدول يمكّن الشخص من تلبية هذه الحاجة بشكل روتيني، وقد يستغرق الأمر القليل من التجربة والخطأ للحصول على المبلغ الصحيح، والانتباه جيدًا إلى طريقة التفكير والشعور على مدار اليوم.
في النهاية يمكن القول بأن النوم لفترات طويلة مرتبط بالعديد من نفس المخاطر الصحية مثل النوم القليل جدًا، بما في ذلك أمراض القلب ومشاكل مثل السكري والسمنة والمشاكل الإدراكية، بما في ذلك صعوبة الذاكرة، ولكن الأشخاص الذين ينامون كثيرًا لديهم مخاطر وفيات أعلى بشكل عام.
