تطلق العملية التربوية في العادة أهداف واضحة وعريضة، تعمل كل مؤسسة تربوية إلى تحقيقها بأسلوب كلي أو جزئي، وفي كل مكان من الأماكن تكتب الأهداف بواسطة جماعات متخصصة تتميز بفكر واسع وثقافة عالية، وإنَّ هذه الأهداف التربوية تشير إلى الأهداف العامة والمبادئ التي يحتويها النظام والأساس التربوي في بلد ما، والمتجسدة في فلسفة ورؤية التربية القائمة في ذلك البلد، والمستمدة من الرؤية السياسية والاجتماعية والأنماط الثقافية المعمول بها.
ما هي مستويات الأهداف التربوية؟
أولاً: الأهداف التربوية العامة “الغايات”:
تُعرَّف أهداف التربوية العامة: على أنَّها عبارة عن مجموعة من المتطلبات والنتائج الكبرى المطلوبة التي تهدف مرحلة التربية إلى تحقيقها وتوفيرها لدى الطلاب، وتكون في بعض الأحيان على شكل عبارات عامة وتحتاج إلى مدة زمنية طويلة، مثل: بناء وتكوين الإنسان الصالح، تنمية وتطوير التفكير العلمي، القدرة على حل المشكلات، ويمكن أن نتوصل من هذه الغايات الاتجاهات والأفكار السائدة في المجتمع.
إنَّ للأهداف العامة بعموميتها فائدة قصوى، حيث أنَّها تُعَد الركيزة الأساسية للنشاط التعليمي بجميع نواحيه، وعلى مستوى الكتاب تتعلق بالأهداف العامة الكتاب المقرر.
ثانيا: الأهداف التربوية متوسطة العمومية:
هذا المستوى من الأهداف يتصف بأنَّه متوسط من حيث التعميم والتخصيص، أي يكون الوسط بين مستوى الأهداف العامة ومستوى الأهداف السلوكية، فهي أدنى عمومية وتجريداً من الأولى، وغير محددة بما فيه الكفاية حتى تكون في مستوى الدقة التي تميز الأهداف الخاصة الإجرائية، وتعتبر الأهداف الوسطى أهدافاً لها علاقة وثيقة بالمراحل التعليمية وبالمناهج، وعلى مستوى المنهج تتعلق بأهداف الوحدات التعليمية.
ثالثاً: الأهداف السلوكية أو الخاصة “الإجرائية”:
تُعرَّف الأهداف السلوكية: على أنَّها عبارة عن الأهداف التي يقوم بتعيينها المدرس من الكتاب المقرر، من أجل تنفيذها أثناء الحصة الدراسية، وتظهر آثارها في سلوك وتصرفات الطلاب بسبب وقوعهم بخبرات التدريس وتفاعلهم في المواقف التدريسية، وهي الأهداف السلوكية والخاصة أو الإجرائية بمعنى واحد، هي تلك الأهداف التي تصف بعبارات صحيحة ومحددة، وتعبر عن سلوك وتصرف الطالب المراد إنجازه وتحقيقه، وعن المهارات القابلة للملاحظة والتي يكتسبها بعد مدة دراسية قصيرة وأحياناً حصة دراسية، وعلى مستوى المقرر ترتبط بأهداف الدروس.
