معاداة الواقعية الأخلاقية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يبدو مصطلح الواقعي الأخلاقي ومعاداة الواقعية الأخلاقية راسخين بقوة في علم النفس، حيث يمكن ربطهما بقوة بلاغية حسب الحالة أكثر من كونها تسميات وصفية مفيدة، حيث تتضمن معاداة الواقعية الأخلاقية في علم النفس قدرة الفرد أن يثبت أن جميع المواقف المشابهة لا تعتبر نفس الموقف أو الحدث.

معاداة الواقعية الأخلاقية في علم النفس

تعتبر معاداة الواقعية الأخلاقية في علم النفس هي إنكار الأطروحة والفرضية القائلة بأن الخصائص الأخلاقية أو الحقائق والأشياء والعلاقات والمواقف وما إلى ذلك، أيا كانت الفئات التي يرغب المرء في قبولها هي موجودة بشكل موضوعي، يمكن أن يشمل هذا إما إنكار وجود الخصائص الأخلاقية على الإطلاق، أو قبول وجودها ولكن هذا الوجود غير موضوعي.

فرضيات معاداة الواقعية الأخلاقية في علم النفس

تتمثل فرضيات معاداة الواقعية الأخلاقية في علم النفس في اللامعرفية الأخلاقية ونظرية الخطأ الأخلاقي واللاموضوعية الأخلاقية، حيث ترى اللامعرفية الأخلاقية أن أحكامنا الأخلاقية لا تهدف إلى الوصول إلى الحقيقة، وتقول نظرية الخطأ الأخلاقي أنه على الرغم من أن أحكامنا الأخلاقية تهدف إلى الحقيقة، إلا أنها تفشل بشكل منهجي في تأمينها، لا يحتوي العالم ببساطة على الأشياء ذات الصلة لجعل أحكامنا الأخلاقية صحيحة.

تسمح اللاموضوعية الأخلاقية بوجود الحقائق الأخلاقية ولكنها ترى أنها غير موضوعية، حيث أن اللاموضوعية هي اعتماد على العقل، على الرغم من أن هذا هو مفهوم صعب؛ لأن شيئًا ما قد يكون مستقلاً عن العقل بمعنى ما ومعتمد على العقل من ناحية أخرى.

أولئك الذين يشعرون بالتشاؤم بشأن إمكانية تقويم مفهوم الاعتماد على العقل قد يفضلون وصف الواقعية الأخلاقية بطريقة لا تعتمد على الموضوعية، هناك أيضًا قلق من أن بند الموضوعية يهدد بجعل معاداة الواقعية الأخلاقية صحيحة بشكل غير مهم، حيث لا يوجد مجال للشك في أن الوضع الأخلاقي للأفعال عادة يعتمد في بعض الطريقة في الظواهر العقلية، مثل النوايا التي تم بها تنفيذ الفعل.

سواء كان هذا التشاؤم مبررًا أم لا فهذا أمر لا يُتخذ على عجل، ربما يكون المسار الحكيم هو التمييز المصطلحي بين الواقعية الأخلاقية الدنيا التي هي إنكار اللامعرفية ونظرية الخطأ، والواقعية الأخلاقية الفعالة التي تؤكد بالإضافة إلى ذلك موضوعية الحقائق الأخلاقية.

مفاهيم مشابهة لمعاداة الواقعية الأخلاقية في علم النفس

هناك العديد من المفاهيم المشابهة لمفهوم معاداة الواقعية الأخلاقية في علم النفس ولكن يتوجب عدم الخلط بينهم، حيث تتمثل هذه المفاهيم من خلال ما يلي:

1- مفهوم الشك الأخلاقي

معاداة الواقعية الأخلاقية ليست شكلاً من أشكال الشك الأخلاقي، وذلك إذا أخذنا الشك الأخلاقي على أنه الادعاء بأنه لا يوجد شيء اسمه المعرفة الأخلاقية، وأخذنا المعرفة باعتبارها اعتقادًا حقيقيًا مبررًا، فهناك طرق لكون الفرد متشككًا أخلاقيًا، حيث يمكن للمرء أن ينكر أن الأحكام الأخلاقية هي معتقدات.

يمكن أن ينكر أن الأحكام الأخلاقية صحيحة على الإطلاق، أو يمكن للمرء أن ينكر أن الأحكام الأخلاقية مبررة على الإطلاق، يصنع غير المعرفي هذا النفي، ويرتكب منظري الخطأ الثاني، وبالتالي يُعتبر غير المعرفيين ومنظرو الخطأ على أنهم معادين أخلاقيين للواقعية ومتشككين أخلاقيين، ومع ذلك نظرًا لأن عدم موضوعية بعض الحقائق لا تطرح مشكلة معينة فيما يتعلق بإمكانية معرفة المرء بها، فلا يوجد ما يوقف اللاموضوعية الأخلاقية من قبول وجود المعرفة الأخلاقية.

لذا فإن اللاموضوعية الأخلاقية هي نوع من أنواع معاداة الواقعية الأخلاقية التي لا يجب أن تكون نوعًا من أنواع الشك الأخلاقي، بالمقابل يمكن للمرء أن يؤكد أن الأحكام الأخلاقية تكون أحيانًا سليمة بشكل موضوعي، وبالتالي كونها واقعية أخلاقية مع التأكيد أيضًا على أن الأحكام الأخلاقية تفتقر دائمًا إلى التبرير وبالتالي تكون متشككًا أخلاقيًا.

عند الحديث بشكل أكثر عمومية لا تحتوي معاداة الواقعية الأخلاقية في علم النفس كما تم تعريفها على شرط معرفي، فهي صامتة بشأن ما إذا كان لدينا ما يبرر إصدار أحكام أخلاقية، هذا جدير بالملاحظة لأن الواقعيين الأخلاقيين غالبًا ما يريدون دعم وجهة نظر الأخلاق التي من شأنها أن تضمن وصولنا المبرر إلى عالم من الحقائق الأخلاقية الموضوعية.

في الواقع إذا كانت الحقائق الموضوعية هي تلك التي لا تعتمد على نشاطنا العقلي، فهي على وجه التحديد تلك الحقائق التي يمكن أن نخطئ جميعًا بشأنها، وبالتالي يبدو من المعقول افتراض أن الرغبة في أن تكون الحقائق الأخلاقية موضوعية والرغبة في ذلك، وإن ضمان الوصول المعرفي إلى الحقائق الأخلاقية هو رغبات متوترة مع بعضها البعض.

2- القيمة الأخلاقية

من الجدير بالذكر صراحة أن معاداة الواقعية الأخلاقية ليست نوع من أنواع القيمة الأخلاقية أو ربما يكون من المفيد الإشارة إلى أن القيمة الأخلاقية ليست جزئًا خاص بمعاداة الواقعية الأخلاقية، حيث أن القيمة الأخلاقية هي جزء من المعرفية التي بموجبها تحتوي الادعاءات الأخلاقية على عنصر مؤشر، بحيث تتطلب حقيقة أي ادعاء من هذا القبيل كمية لبعض الأفراد أو الجماعات.

وفقًا لشكل بسيط من القيمة فإن الادعاء بأن السرقة خطأ أخلاقيًا قد يكون صحيحًا عندما ينطق به شخص ما، وخطأ عندما ينطق به شخص آخر، الشيء المهم الذي يجب ملاحظته هو أن هذا لن يجعل بالضرورة الخطأ الأخلاقي غير موضوعي، على سبيل المثال افتراض أن شخصًا ما كان يدعي القيمة بأن المعتقدات الأخلاقية المختلفة والفضائل والواجبات تنطبق على مجموعات مختلفة من الناس بسبب طبقتهم الاجتماعية.

إذا سُئل هذا الشخص بحكم ما تحصل عليه هذه الحقائق الأخلاقية ذات القيمة، لا يوجد ما يمنعهم من تقديم إجابة واقعية كاملة بل إنها فقط الطريقة التي يكون بها الكون بموضوعية، حيث أن القيمة لا تقف في مواجهة الموضوعية، إنه يقف في مواجهة الحكم المطلق وشكل المعرفية الذي وفقًا له لا تتطلب حقيقة الادعاءات الأخلاقية ذات القيمة لأي فرد أو مجموعة.

3- الطبيعة الأخلاقية

قد يكون من المفيد توضيح العلاقة بين معاداة الواقعية الأخلاقية في علم النفس والطبيعية الأخلاقية، حيث يعتقد عالم الطبيعة الأخلاقي أن الحقائق الأخلاقية موجودة وتتناسب مع النظرة العالمية التي يقدمها العلم، على سبيل المثال وجهة النظر النفعية التي تحدد الالتزام الأخلاقي مع إنتاج السعادة ستُعتبر شكلاً من أشكال الطبيعة الأخلاقية، حيث لا يوجد شيء غامض علميًا بشكل خاص حول السعادة.

وفي النهاية يمكن التلخيص بأن:

1- معاداة الواقعية الأخلاقية في علم النفس رفض أن تكون المعتقدات والقيم والمواقف وغيرها من المفاهيم الواقعية، أن تكون بمثابة خصائص أخلاقية بشكل مطلق.

2- ترتبط معاداة الواقعية الأخلاقية في علم النفس بالعديد من المصطلحات ومع وجود الاختلافات مثل الشك الأخلاقي والقيمة الأخلاقية والطبيعة الأخلاقية.


شارك المقالة: