تعتبر الصحة النفسيّة من أحد ميادين علم النفس ذات الأهمية والأكثر إثارة وتشعُّب، فلكلّ إنسان في المجتمع طريقةٌ معينة في التفكير وأفعال وعادات يفضلها وأخرى يكرهها. اتفق علماء النّفس على عدد من المؤشرات التي تدل على تمتُّع الفرد بصحة نفسيّة جيّدة، منها ما يشعر به الشخص نفسه ومنها ما يدركه الآخرون من حوله.
معايير الصحة النفسية
- الخلوّ من الاضطراباتِ النفسيّة أو الأمراض: التي تُعرف بشكل علمي (The absence of disorder)، تعتبرُ من أهمّ المعايير التي يتمُّ عن طريقها قياسُ الصحة النفسيّة لأي شخص، لكن عند غيابِ المرض النفسي فهذا لا يعني بأنّ الشخص يتمتّعُ بصحة نفسيّة جيدة، حيث إنّ المعايير الأخرى لا تقلّ أهمية عن هذا المعيار.
- التكيّفُ مع المجتمعِ المحيط بكافة الأشكال: مثل التكيّف النفسي مع الذات أو ما يُعرف بشكل علمي (Psychological Adaptation)، يقصد به قدرة الأشخاص على التوازن بين حاجاته ودوافعه والتحكم بها، كذلك أنّها تعني القُدرةَ على التحكُّم في الأفكار والصِّراعات الداخليّة والسيطرة عليها والتحلي بالهدوء والاستقرار العقليّ، كذلك القدرة على التحكُّم في المشاعر السلبية والإيجابيّة. يوجد مصطلحٌ آخر يطلق عليه التكيُّف الاجتماعيّ والذي يعرف علميّاً باسم (Social Adaptation)، حيث يتضمّن توافق الشخص مع أسرته وأصدقائه وشريك حياته وزملاء عمله وكلّ من لهم علاقة بشكل مباشر معه.
- الإدراك بشكل صحيح للوقائع التي تحدث من حوله: يُقصدُ به تفاعل الفرد بشكل جيّد مع المحيطِ الداخلي والخارجيّ، حيث يشمل ذلك فهم الفرد لنفسه والدوافع والاتجاهات والقدرات المختلفة التي لديه، أيضاً العمل على توجيهِها وتنميتها وتطويرها وتحقيقها.
- فهم الشخص للواقع المحيط به: حيث يقوم على فهم متغيّراتِ البيئة المُحيطة وظروفها والتوافق معها قدر الإمكان.
- تكامل الشخصيّة: يُعرف بشكل علمي باسم (Personality Integration)، حيث يعني انسجامُ جميع الوحدات الصغيرة في وحدة واحدة كبيرة، أيّ التنظيم والانسجام والتناسق ضمنَ وحدة الشخصيّة الواحدة، حيث إنّ الشخصيّةَ التي تتصف بالكمال هي الشخصيّة السليمة، أمّا الشخصيّة المتفككة هي الشخصية المضطربة.
شروط تكامل الشخصية
- انسجامُ سمات الشخصية ومقوّماتها بحيث لا تنفصل أيُّ واحدة عن الأخرى.
- المراعاة بشكل شديد للدقة والنظام.
- يجب أن تخلو الشخصيّة من الصراعات النفسيّة.