تتمثل مفاهيم المحتوى العقلي الضيق في علم النفس في كيفية تصوّر العديد من الأنواع من المحتوى لبعض الحالات العقلية الضيقة، وأي نوع من الأشياء هو المحتوى الضيق للعقول؟ هناك العديد من المقترحات المختلفة في الأدبيات النفسية تتمثل في مفاهيم المحتوى العقلي الضيق.
مفاهيم المحتوى العقلي الضيق في علم النفس
تتمثل مفاهيم المحتوى العقلي الضيق في علم النفس من خلال ما يلي:
1- المحتوى الوصفي
ربما يكون الاقتراح الأكثر وضوحًا هو أن المحتوى العقلي الضيق لاعتقاد معين يمكن فهمه على أنه وصف أكثر تفصيلاً لما يُعتقد، وبشكل أكثر تحديدًا الفكرة هي أن المحتوى العقلي الضيق لمفهوم معين هو وصف لما يعبر عنه المفهوم أو يشير إليه.
من الأمثلة عليها الشخص الذي يعتقد أن الماء رطب، يتضمن هذا الاعتقاد مفهوم الماء، ويبدو أن الحِجَج مثل أن تظهر أن المحتوى العادي لهذا المفهوم واسع، فالاقتراح الذي هنا هو أن هناك وصفًا أكثر تفصيلاً يلتقط المحتوى العقلي الضيق بالنسبة لهذا الشخص لمفهوم المياه، قد يكون هذا الوصف شيئًا مثل سائل أو عديم اللون أو عديم الرائحة يسقط من السماء ويملأ البحيرات.
قد يشارك الشخص هذا المحتوى الوصفي على الرغم من أن مفاهيم الماء لا تحتوي على نفس المحتوى الواسع، والاقتراح هنا إذن هو أنه عندما يفكر هذا الشخص في الفكرة التي سيعبر عنها بقوله الماء رطب، وعندما يفكر في الفكرة التي سيعبر عنها بالقول الماء رطب، كلاهما يعبر عن فكرة بالمحتوى الوصفي.
نلاحظ أنه إذا كان لهذا الوصف أن ينجح في تحديد المحتوى الواسع المناسب على الأرض، فيجب أن يحتوي على مكون فهرسي دقيق، حيث أن الفهرس هو مصطلح مثل الآن يكون مرجعها متعلق بالسياق والوقت، تعتمد إشارة الآن على الوقت الذي يُلفظ فيه أو يُفكر فيه، حيث يجب أن يحتوي المحتوى العقلي الضيق المفترض على عنصر مؤشر ضمني في المحتوى المعني وهو في الحقيقة شيء مثل كلمة سائل أو لون.
ومع ذلك هناك مشكلة واضحة وخطيرة في الاقتراح بأن المحتوى العقلي الضيق هو محتوى وصفي، تكمن المشكلة ببساطة في أن الوصف الذي يهدف إلى إعطاء المحتوى الضيق لمفهوم مثل مفهوم الماء قد يكون في حد ذاته واسعًا، يمكن القول إن العديد من المفاهيم المتضمنة في المحتوى الوصفي لها محتويات واسعة، حيث لا يجب أن يكون هذا الاعتراض ساحقًا تمامًا، ولكنه بالتأكيد يجعل منهج المحتوى الوصفي أكثر صعوبة في توضيحه بالتفصيل.
2- الدور المفاهيمي
المفهوم الثاني لتضييق المحتوى العقلي تحدد المحتويات الضيقة ذات الأدوار المفاهيمية، حيث تم وضع هذا النهج بطريقة برمجية من قبل العالم نيد بلوك من خلال ما قدمه عن إعلان عن دلالات لعلم النفس، الفكرة العامة هي أن الدور المفاهيمي لدولة معرفية معينة هو مسألة علاقاتها السببية مع الدول المعرفية الأخرى، على حد تعبير بلوك فإن الدور المفاهيمي يتعلق بالدور السببي للتعبير في الاستدلال والتداول المعرفي.
وبشكل عام في الطريقة التي يتحد بها التعبير ويتفاعل مع التعبيرات الأخرى من أجل التوسط بين المدخلات الحسية والمخرجات السلوكية، ومع ذلك لا ينبغي فهم الدور المفاهيمي على أنه يشمل الجميع في العلاقات السببية بين حالة معينة وحالات أخرى، حيث أن الدور المفاهيمي يجرد بعيدًا عن جميع العلاقات السببية باستثناء تلك التي تتوسط في الاستدلالات، والاستقرائية أو الاستنتاجية، واتخاذ القرار، وما شابه ذلك.
أسهل طريقة للحصول على الإحساس بدلالات الدور المفاهيمي في المحتوى العقلي الضيق هي التفكير في نوع المثال الذي يبدو أنه مناسب أكثر بشكل طبيعي، وهو افتراض أن لدينا تمثيلًا عقليًا وافتراض أن هذا التمثيل العقلي يقف في العلاقات السببية التالية مع التمثيلات العقلية الأخرى.
إذا كان الموضوع يحمل علاقة الاعتقاد بالتمثيلات العقلية الضمنية، فمن المرجح أن يكتسب الموضوع أيضًا علاقة المعتقد بالتمثيل المركب، وإذا كان الموضوع يحمل علاقة الاعتقاد بالتمثيلات العقلية، فمن المرجح أن يكتسب الموضوع أيضًا علاقة الاعتقاد بالمواقف والتمثيل المركب.
إذا كان التمثيل العقلي مرتبطًا بهذه الطرق بتمثيلات عقلية أخرى، فيبدو من المعقول أن نقول إنه يعبر عن علاقة الاقتران، أي أنه يجب تفسير التمثيل العقلي على أنه مركب، وفي الواقع قد نرغب في الذهاب إلى حد القول إن استيفاء هذه الشروط فهي تشبه إلى حدّ بعيد القواعد التي تميز عادةً الاقتران في أنظمة الاستنتاج الطبيعي لمنطق الافتراض، وقد يشير التفكير في هذا التشابه إلى بعض المشكلات المحتملة لدلالات الدور المفاهيمي.
تشمل المشاكل المحتملة للدور المفاهيمي بأن قواعد الاستدلال معيارية وليست وصفية، يخبروننا ما هي الاستنتاجات المسموح بها ولا يزعمون أنهم يقدمون حسابًا تجريبيًا للاستنتاجات التي يصنعها الناس بالفعل، فليس من الواضح كيف يمكن لوصف التفاعلات السببية بين الحالات العقلية أن يلتقط هذا العنصر المعياري، وقد يتساءل المرء عما إذا كان هناك شيء متخلف عن وجهة النظر القائلة بأن الدور المفاهيمي يحدد المعنى.
3- مفهوم رسم الخرائط
قدّم بعض علماء النفس طريقة تفكير مختلفة إلى حد ما ومؤثرة للغاية بشأن المحتوى العقلي الضيق من خلال مفهوم رسم الخرائط، حيث يركز هذا المفهوم على ما يفترض أن تحققه المحتويات الضيقة للعقل، من المفترض أن يكون المحتوى العقلي الضيق شيئًا يتشارك فيه الشخص مع غيره من الأشخاص المشابهين مثل التوائم.
بالمثل يجب أن يكون هذا شيئًا يشاركه الفن في بيئته الفعلية مع الفن في بيئته الواقعية المتصورة، والتي بموجبها يعتقد الفرد مثلًا في بيئته الفعلية أنه مصاب بالتهاب مفاصل في فخذه، ويؤمن في البيئة الواقعية أن لديه مرض مختلف وأوسع في فخذه، لذا فإن أحد الأساليب لتضييق المحتوى العقلي هو التصريح ببساطة أن المحتوى الضيق هو شيء في ظل بيئة معينة تحدد محتوى واسعًا معينًا من خلال رسم المخطط أو الخرائط.
في مفهوم رسم الخرائط المتعلق بمفاهيم المحتوى العقلي الضيق مطلوب بعض العناية في تحديد ما هي البيئات ذات الصلة، ما يهم ليس فقط البيئة التي يتواجد فيها الموضوع حاليًا ولكن بالأحرى البيئة التي اكتسب فيها الشخص المعتقدات ذات الصلة والحالات العقلية الأخرى.
يميز علماء النفس في الواقع بين سياقات الاستحواذ وسياقات الحدوث، ويعرف مفهوم الطابع الجزئي كوظيفة أعلى مرتبة تأخذ سياق الاكتساب في مفاهيم المحتوى العقلي الضيق كحِجَة وتنتج كقيمة ناتجة تعمل من سياقات حدوث إلى محتويات واسعة، ومن الأسهل رؤية العلاقة بين وجهة النظر هذه إذا استخدمنا مفهومًا أكثر شمولاً للسياق الذي يتضمن كلاً من البيئة الحالية للفرد وتاريخ اكتسابه للمفهوم ذي الصلة.
تواجه نظرية رسم الخرائط عددًا من الصعوبات حيث يبدو أن المحتوى العقلي الضيق لا يوصف في عرض الخرائط، في حين يود الباحثين أن يكونوا قادرين على تحديد المحتوى الضيق لفكر أو معتقد معين، ولكن من وجهة نظر ثانية لا يمكن القيام بذلك للتعبير عن محتوى ضيق للعقل، ومن المفترض أن نحتاج إلى إيجاد تعبير مرادف له، لكن محتوى التعبيرات واسع وليس ضيقًا لذا يبدو هذا مستحيلًا.
وفي النهاية يمكن التلخيص بأن:
1- مفاهيم المحتوى العقلي الضيق في علم النفس بأنها طرق ووسائل لكيفية تصوّر الحالات الفكرية والتمثيلات العقلية.
2- ومنها ما يتمثل بالمحتوى الوصفي الذي يصف التمثيلات العقلية بدقة، ومنها ما يتمثل بالدور المفاهيمي لمفهوم التمثيلات العقلية.
3- ومن هذه المفاهيم ما يتحدد برسم مخططات وخرائط مسبقة للتصور المفاهيمي للفكر.