اقرأ في هذا المقال
يمكن تعريف علم النفس المعرفي بأنه أحد مجالات علم النفس المختص بالعمليات المعرفية على المستوى الفردي؛ مثل علاج المعلومات والانتباه واستعمال اللغة والذاكرة والإدراك واتخاذ القرار والتفكير، الافتراض الأساسي لتحليل السلوك الفاسد من خلال المنظور المعرفي هو أن الأفراد يتخذون قرارات واعية للانخراط في سلوك فاسد، تتضمن هذه القرارات على الأرجح عدة عمليات نفسية موازية، تحسين فهم كيفية مشاركة هذه العمليات في صنع القرار بشأن الفساد يمكن أن يحسن تصميم برامج مكافحة الفساد الموجهة نحو المجتمعات التي يكون فيها الفساد؛ هو القاعدة أو تجاه أصحاب السلطة الفردية.
مفاهيم علم النفس المعرفي لفهم السلوك الفاسد:
معالجة المعلومات:
يشمل قرار الاختيار بين اثنين أو أكثر من البدائل التي تنطوي على خيارات حول أسئلة مثل ما إذا كان لمن ومتى، يرتبط كل بديل بمجموعة من المعتقدات حول النتيجة المرتبطة بكل بديل، ترتبط كل نتيجة بقيمة أو تفضيل على الرغم من أن هذه المعتقدات والقيم قد تكون خاصة لكل صانع قرار، يعني اتخاذ القرار الالتزام بالبديل المختار ويمكن أن يشمل البحث عن أسباب أو مبررات لتبرير الاختيار، يتكون النموذج الأساسي لاتخاذ القرار من ثلاث خطوات؛ المدخلات في شكل معلومات بصرية أو سمعية.
الخطوة الثانية هي تخزين وترميز تلك المعلومات في الدماغ باستخدام هذه المعلومات المخزنة بواسطة أجزاء الدماغ المسؤولة عن الأنشطة العقلية مثل الذاكرة والإدراك والانتباه، أخيراً الإخراج في شكل سلوك قائم على معالجة المعلومات، تتضمن مهمة الاختيار بين البدائل والتصرف بطريقة معينة درجات مختلفة من معالجة المعلومات، هذا بدوره يستلزم أشكال مختلفة من أنشطة اكتساب المعرفة المدفوعة بالمفهوم أو الفرضية التي تتراوح على طول السلسلة المتصلة من المعرفة المباشرة إلى المعرفة غير المباشرة التي تتضمن مهام استدلال أكثر تعقيد.
هناك ثلاثة عوامل تؤثر على المعالجة الصحيحة للمعلومات؛ الإجهاد والمستويات العالية من المعلومات التي تحتاج إلى معالجة تضعف الانتباه والدقة، ثانياً القدرة حيث يحتاج الأفراد إلى القدرة العقلية لمعالجة المعلومات غير المتوافقة، ثالثاً الدافع؛ تفضيلات الفرد للدقة على الحفاظ على الوضع الراهن ستؤدي إلى نتائج سلوكية مختلفة.
المخطط:
تعتبر فكرة “المخطط” مفهوم معروف في علم النفس المعرفي، يمكن أن تساعدنا في فهم العمليات العقلية الداخلية (الترميز وتخزين المعلومات)، تلك التي تقع بين المحفزات (المدخلات) والاستجابة التي يتخذها الأفراد في مواجهة أي حالة معينة، يُعرَّف المخطط على أنه بنية معرفية للمعرفة السابقة المنظمة، المستخرجة من التجربة مع حالات معينة توجه معالجة المعلومات الجديدة واسترجاع المعلومات المخزنة، تتضمن المخططات البرنامج النصي والأمثلة والقياسات.
إنه إطار عمل منظم يساعد الناس على تخزين المعلومات وتبسيطها وربطها، فهو يختلف وفقاً لمستوى الخبرة والمشاركة، علاوة على ذلك فهي مرتبطة بعمليات إدراكية معقدة مثل الذاكرة، هي في قلب معالجة المعلومات القائمة على البيانات والنظرية، فيما يتعلق بعمليات صنع القرار يمكن أن تخبرنا أبحاث علم النفس المعرفي حول المخططات الكثير عن كيفية تأثير المعرفة الراسخة على الطريقة التي يتم بها فهم المعرفة الجديدة وتصنيفها واختيارها وترميزها واستنتاجها وتخزينها واسترجاعه.
كيف يمكن وصف وظيفة التخطيط في أربع نقاط؛ أولاً مخطط تنظيم الخبرات، حيث تؤثر على كيفية تخزين الذاكرة طويلة المدى للمعلومات واسترجاعها، ثانياً يمكن أن يعمل هيكل المخطط كأساس لملء المعلومات الناقصة وبالتالي يوفر المعلومات التي يمكن إدراكها في الموقف المحدد؛ ثالثاً يساهم المخطط في تبسيط حل المشكلات من خلال الاختصارات والاستدلال، أخيراً تعد المخططات مفيدة في التقييم الذاتي من خلال توفير أساس من التجارب السابقة.
العواطف والدوافع:
تم حذف المشاعر والدوافع تقليدياً من البحث المعرفي التقليدي، مع ذلك ضمن منظور الإدراك المحدد تكون التركيبات التحفيزية مفيدة لفهم بدء وتحديد معالجة المعلومات، تعتبر العواطف مكون حيوي في الإدراك الوظيفي، تظهر الدراسات أن تلف الدماغ الذي يؤثر على الأنظمة العاطفية (حيث القدرات اللفظية والذكاء سليمة) أثر بشدة على قدرة المريض العقلانية على اتخاذ القرار.
الإدراك والسلوك:
ترتبط دراسة الإدراك بشكل وثيق بملاحظات السلوك أو الإجراءات التي يتخذها الفرد، يُنظر إلى العقل على أنه مكون من هياكل داخلية تنظم المعلومات من البيئة، وكما تربط هذه المعلومات بالمعرفة المخزنة مسبقاً والمعرفة لتشكيل قرار للعمل على أساسه، مع ذلك فإن ارتباط الإدراك والسلوك ليس علاقة واضحة حيث يشكل الإدراك السلوك، يُظهر قدر كبير من العمل حول بعض نظريات علم النفس؛ مثل تلك المتعلقة بنظرية التنافر، إن الاتصال ثنائي الاتجاه وأن الإدراك والسلوك مرتبطان؛ بحيث يصعب تغيير أحدهما دون تغيير أخرى.
الإدراك في السياق:
في معظم الحالات تقود المعرفة الاجتماعية والفيزيائية الخاصة بالسياق أو تؤثر على معالجة المعلومات، يرى بعض المنظرين الإدراك باعتباره عملية تكيفية تنبثق من التفاعل بين الفرد والعالم المادي والاجتماعي؛ بالتالي فإن سمات البيئة أو السياق الذي يعمل الفرد ضمنه هي موارد وقيود على إدراكه وسلوكه، تعد البيئة مورد للمدخلات بالإضافة إلى متلقي للمدخلات؛ فهي وحدة تفاعلية ومتجاوبة مع أفعال الإنسان وهي عملية علاقة سببية متبادلة مستمرة.
هل يمكن تغيير علم النفس المعرفي للأفراد؟
تعتبر نظريات القواعد التخطيطية لتغيير المعتقدات أساسية لفهمنا لكيفية التأثير على التغيير في السلوك الفردي، على الرغم من أن المخططات شديدة المقاومة للتغيير، إلا أنها يمكن أن تتغير من خلال التجربة والتعرض لمعلومات متضاربة (المعلومات التي لا تتناسب مع محتوى مخطط الإثارة، تؤدي المعلومات المتضاربة إلى تغيير تخطيطي من خلال التكييف والاستيعاب.
في معظم الحالات يتم استيعاب المعلومات غير المتوافقة ببساطة في المخطط المقابل الحالي، بدلاً من المخطط الذي يستوعب أو يتكيف مع المعلومات غير المتوافقة، يهتم الناس بالمعلومات المتضاربة ولكن كشفت الأبحاث أن هذه المعلومات نادراً ما تتم معالجتها بالكامل عبر الذاكرة قصيرة المدى ثم يتم تخزينها في الذاكرة طويلة المدى، بدلاً من ذلك غالباً ما يتم تصنيف المعلومات المتضاربة على أنها مزيفة وبالتالي لا يتم تحديث الأمثلة العقلية الموجودة.
يمكن أن تتغير العديد من الميزات التخطيطية عند مواجهة معلومات غير متوافقة؛ أولاً يمكن إضافة متغيرات جديدة إلى المخطط وإهمال المتغيرات القديمة، ثانياً يمكن أن تتغير القيم الافتراضية المرتبطة بالمتغيرات التخطيطية، ثالثاً يمكن أن يتغير الهيكل الرأسي والأفقي للفئات والفئات الفرعية التي يتكون منها المخطط، رابعاً ما يعتبر عقلي نموذج أولي أو مثال جيد يمكن أن يتغير، لكن كلما كان المخطط أكثر تطور، زادت مقاومته للتغيير،على الرغم من أن أي تغيير يتمسك به من المحتمل أن يكون له عواقب كبيرة على المخططات الأخرى
لا يمكن تغيير المخطط الذي لم يتم تنشيطه عند وجود معلومات غير متوافقة؛ بعبارة أخرى لن يتحول المخطط الذي لا يحتوي على عناصر يمكن الاعتراض عليها وبالتالي تغييرها؛ لأنه لا توجد حالات متناقضة بشكل واضح، فإن المعلومات الواضحة والمركزة التي يتم تقديمها بشكل متكرر يكون من الصعب رفضها