مفهوم الألفة في علم النفس الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


في حين أن القلق الاجتماعي والمخاوف بشأن الاستغلال والضعف والاعتماد والتجنب الاجتماعي والصراع والمسافة مع الوالدين والعلاقات السابقة المختلة وظيفية تميل إلى أن تكون مرتبطة بمستويات أقل من مفهوم الألفة والدوافع الإنسانية الوثيقة والحميمة، بغض النظر عن الاختلافات في الدافع من المعروف أن مفهوم الألفة في علم النفس الاجتماعي عنصر أساسي في الحياة الاجتماعية وعلى نطاق أوسع التجربة الإنسانية.

مفهوم الألفة في علم النفس الاجتماعي

وفقًا لعلماء النفس الاجتماعي يشير مفهوم الألفة في علم النفس الاجتماعي إلى عملية التفاعل التي يشعر فيها الشركاء الاجتماعيين، نتيجة لمشاركة الأفكار والمشاعر الشخصية والخاصة، بأنهم مفهومين ومقدّرين ومهتمين ببعضهم البعض بشكل متبادل، هذا التعريف أضيق عمدًا من العديد من استخدامات اللغة الشائعة لهذا المصطلح.

ففي اللغة اليومية غالبًا ما يتم استخدام مفهوم الألفة في علم النفس الاجتماعي والحميمية كمرادفات للقرب أو النشاط المتبادل أو العلاقات الشخصية أو الزواج أو الخصوصية أو الأشكال المكثفة نسبيًا من المشاركة السلوكية، مثل العواطف المتبادلة أو الوقوف بالقرب من شخص آخر، حيث أنه عند وجود مفهوم الألفة في علم النفس الاجتماعي قد يكون أو لا يكون كل من هؤلاء موجودين.

مفهوم الألفة والعلاقات في علم النفس الاجتماعي

يعتبر مفهوم الألفة في علم النفس الاجتماعي على نطاق واسع واحدة من العمليات الرئيسية التي تحكم العلاقات الوثيقة، حيث تشير النظرية والبحوث النفسية المستفيضة إلى أن العلاقات الوثيقة الأكثر إرضاءً هي تلك التي تتميز بإحساس متبادل بالفهم والتقدير والاهتمام، ليس من قبيل الصدفة أن الأشخاص الذين تمتلك شبكاتهم الاجتماعية مستويات عالية من مفهوم الألفة يميلون إلى أن يكونوا أكثر سعادة وصحة نفسية وجسدية.

في حين أن غياب مفهوم الألفة في علم النفس الاجتماعي يميل إلى أن يكون مرتبطًا بالوحدة وأشكال أخرى من الضيق العاطفي بشكل عام، وقد يؤدي حتى إلى تدهور الصحة النفسية والبدنية، حيث يعتبر الارتباط بين مفهوم الألفة في علم النفس الاجتماعي والرفاهية العاطفية أمرًا أساسيًا لدرجة أن العديد من المنظرين وعلماء النفس يصفون القدرة على المشاركة في العلاقات الاجتماعية والشخصية كميزة أساسية لتنمية الشخصية الناجحة والنضج.

ما الذي يميز تطور مفهوم الألفة في العلاقات في علم النفس

تبدأ العملية عادةً في مفهوم الألفة في علم النفس الاجتماعي بالكشف الذاتي لشخص ما عن المواد ذات الصلة، والتي تتضمن كلاً من الكلمات والإشارات غير اللفظية المصاحبة لها، حيث تزداد احتمالية تعزيز العلاقة الوثيقة التي تتصف بالألفة عندما تكون هذه المادة شخصية وخصوصية بمعنى أن يكون المرء انتقائيًا للغاية بشأن الكشف عنها، وعاطفيًا أن يكون الشخص مهتمًا بالمشاعر أو قادرًا على خلق استجابة عاطفية كبيرة.

قد تساهم الإشارات غير اللفظية في مفهوم الألفة في علم النفس الاجتماعي من خلال الإشارة إلى الحالة العاطفية للمرسل على سبيل المثال تعبير حزين، أو عن طريق تغيير معنى الكلمات على سبيل المثال ابتسامة ساخرة مقترنة ببيان إيجابي، أو عن طريق تنظيم الفورية على سبيل المثال الميل أقرب إلى أو بعيدًا عن الشخص المقابل.

وتعتبر استجابة الشخص المقابل مثل الشريك أو الزميل في العلاقة الوثيقة ذات أهمية مماثلة لتكشف عملية ومفهوم الألفة في علم النفس الاجتماعي، حيث تشجع الاستجابات الداعمة نمو مفهوم الألفة في علم النفس الاجتماعي، في حين أن الاستجابات غير المهتمة أو الانتقادية من المرجح أن تمنع تطورها، ومنها تقدم ردود الشركاء إشارات تتضمن مرة أخرى محتوى لفظيًا وغير لفظي.

يستخدمها القائم بالإفصاح الذاتي لاستنتاج ما إذا كان الشخص المقابل قد فهم المعنى الشخصي لكل ما تم إبلاغه، وما إذا كان الشخص المقابل يقدر الإفصاح عن الذات، وما إذا كان هذا الشخص قادرًا على ذلك، ويمكن الوثوق به لرعاية، بالطبع في المد والجزر في الوقت الفعلي للمحادثات تكون هذه التبادلات سريعة وعفوية ومعقدة، مما يشير إلى وجود ذاتية كبيرة في كيفية تفسير الكشف عن الذات والردود.

هناك اعتبار آخر مهم هو أن مفهوم الألفة في علم النفس الاجتماعي متكررة ومتبادلة، أي أنه عندما يثق كل شخص في استجابة الآخر لما يكشف عن نفسه أو كشفها عن نفسه، يصبح كل شخص مقابل له على استعداد متزايد للكشف عن أفكاره ومشاعره الشخصية للشريك، فعادةً ما يتبادل القائمين على الإفصاح والمستجيبين الأدوار ذهابًا وإيابًا، وغالبًا ما يتم ذلك بشكل متكرر في نفس المحادثة.

عادة ما تؤثر تجربة الفرد كمستجيب على استعداده اللاحق للانفتاح مع أفكاره ومشاعره، وبالمثل من المرجح أن يؤثر تصور كل شريك لاستجابة الآخر على استعداده أو استعدادها للاستجابة بدوره للشخص المقابل، حيث توضح هذه المبادئ الطبيعة التفاعلية والمترابطة بشكل أساسي لمفهوم الألفة في علم النفس الاجتماعي وارتباطه بالعلاقات وخاصة العلاقات الشخصية.

الفروق الفردية ومفهوم الألفة في علم النفس الاجتماعي

منذ أن وصف إريك إريكسون أحد علماء النفس التحليليين الأكثر تأثيرًا في القرن العشرين الوصول الناجح لمفهوم الألفة الأساسية على أنها مهمة الحياة الأساسية في بداية مرحلة البلوغ خاصة، كان الباحثين مهتمين بتحديد العوامل التي تهيئ بعض الأشخاص لتحقيق مستويات أعلى، من الألفة في علاقاتهم الوثيقة وغيرهم من المستويات الأدنى، يوضح هذا البحث النفسي الاجتماعي أن العديد من العوامل تساهم في تفضيلات الفرد وقدراته فيما يتعلق بالعلاقة الوثيقة ومفهوم الألفة في علم النفس الاجتماعي.

لم يتم دراسة أي متغير آخر على نطاق واسع مثل الجنس البيولوجي للشخص، والاستنتاج العام من هذه الدراسات العديدة هو أن الحياة الاجتماعية للمرأة تميل إلى إظهار مستويات أعلى من مفهوم الألفة في علم النفس الاجتماعي من الرجل، وأن هذا الاختلاف أكبر في الصداقات من نفس الجنس مقارنة بالأنواع الأخرى من العلاقات على سبيل المثال العلاقات الشخصية والعلاقات الأسرية.

على الرغم من أن بعض الباحثين يرون أن هذا الاختلاف ناتج بشكل أساسي عن الاختلافات البيولوجية بين الرجال والنساء، إلا أن الأدلة على هذا الموقف قليلة وتتناقض في الواقع مع دراسات معينة على سبيل المثال تظهر الدراسات أن الصداقات من نفس الجنس في الثقافات المتنوعة تميل إلى العثور على اختلافات صغيرة إن وجدت، بين الجنسين في مفهوم الألفة في علم النفس الاجتماعي، حيث يبدو أن أفضل نتيجة مدعومة هي الاستنتاج التنموي.

طريقة أخرى مهمة للبحث اعتبرت مفهوم الألفة في علم النفس الاجتماعي دافعًا، مع التركيز على المحددات من الشخصية بما في ذلك الصفات المحددة وراثيًا والمكتسبة، ومن التجارب السابقة في العلاقات الوثيقة، على سبيل المثال يميل احترام الذات والانفتاح والراحة مع التقارب والاهتمام التعاطفي مع الآخرين والثقة والانبساط ودفء الوالدين والحميمية السابقة إلى الارتباط بمستويات أعلى من الحميمية ودافع الألفة.


شارك المقالة: