اقرأ في هذا المقال
- مفهوم الاقتصاد السلوكي في علم النفس
- تاريخ مفهوم الاقتصاد السلوكي في علم النفس
- التطورات النظرية في مفهوم الاقتصاد السلوكي في علم النفس
- منهجية مفهوم الاقتصاد السلوكي في علم النفس
- نقد مفهوم الاقتصاد السلوكي في علم النفس
مفهوم الاقتصاد السلوكي في علم النفس:
الحياة اليومية مليئة بالقرارات والاختيارات، حيث تعتبر القرارات الاقتصادية مهمة بشكل خاص لحياتنا سواء كنا نقرر ما نشتريه لتناول طعام الغداء، أو نتسوق للحصول على أفضل سعر للكتب، أو نفكر في التوفير لقضاء الإجازة، أو التفاوض للحصول على راتب أفضل، حيث يوجد سؤال مهم للعديد من الباحثين هو كيف يتخذ الناس القرارات الاقتصادية.
على وجه التحديد يهتم الباحثين بالافتراضات والمعتقدات والعادات والتكتيكات التي يستخدمها الناس لاتخاذ قرارات يومية بشأن أموالهم وعملهم ومدخراتهم واستهلاكهم، ويعتبر الاقتصاد السلوكي هو مجال دراسي يجمع بين تقنيات وأساليب ونظريات علم النفس والاقتصاد للبحث والتعلم وشرح السلوك الاقتصادي لأشخاص حقيقيين، في حين أن الاقتصاديات الكلاسيكية الجديدة قد نظرت تقليديًا في الطريقة التي يجب أن يتصرف بها الناس.
يمكن للاقتصاد السلوكي أن يُعلم مجموعة متنوعة من الظواهر الواقعية، بما في ذلك أسعار سوق الأوراق المالية والفقاعات، والانهيارات ومعدلات الادخار وخيارات الاستثمار وعادات الشراء وإدمان الاستهلاك والسلوك المحفوف بالمخاطر، وكلها قضايا اقتصادية مهمة لها آثار نقدية هائلة وأسلوب حياة لكل واحد منا.
على الرغم من أن علم الاقتصاد السلوكي هو مجال دراسي جديد نسبيًا، إلا أنه اجتذب المؤيدين في الأوساط الأكاديمية والصناعة والسياسة العامة إلى جانب انتقادات من المتشككين، الذين يشككون في مساهمته وأساليبه.
تاريخ مفهوم الاقتصاد السلوكي في علم النفس:
مع تطور الاقتصاد الجزئي الكلاسيكي الجديد خلال القرن العشرين، كان علم النفس كنظام أكاديمي في مهده مع التقنيات والنظريات والأساليب التي لم يعتبرها الكثير من الأكاديميين مطورة جيدًا، نتيجة لذلك نظر أولئك الذين درسوا الاقتصاد إلى علم النفس بتشكك، وتطور النظامين بشكل مستقل.
مع تطور علم النفس إلى نظام سليم قائم على النظرية، تم تجاهل نظرياته ونتائجه إلى حد كبير من قبل الاقتصاديين؛ بسبب التاريخ الطويل والمنفصل بين المجالين، نتيجة لذلك مال الاقتصاديين وعلماء النفس إلى النظر إلى السلوك المالي من خلال عدسات مختلفة.
يميل الاقتصاديين الكلاسيكيين الجدد إلى افتراض أن البشر في الغالب سيتصرفون بعقلانية عندما يتعلق الأمر بصنع القرار والمال، ويفترضون أيضًا أن الناس يعرفون ما يريدون، حيث حاولوا دائمًا الحصول على أقصى استطاعتهم واتخاذ نفس الأنواع من الخيارات باستمرار في ظل ظروف مماثلة.
من ناحية أخرى توصل علماء النفس إلى فهم أن البشر عرضة لارتكاب الأخطاء، وهم متقلبون وغير متسقين، وغالبًا لا يحصلون على أفضل صفقة عند اتخاذ الخيارات المالية، حيث يبحث علماء النفس في التحيزات والافتراضات والأخطاء التي تؤثر على كيفية اتخاذ الناس للقرارات في جميع جوانب الحياة.
بمرور الوقت بدأ الاقتصاديين أيضًا في التساؤل عن سبب عدم تصرف الأسواق المالية والأفراد المشاركين فيها دائمًا وفقًا للنظرية الاقتصادية التقليدية، حيث أدى التقارب بين علم الاقتصاد وعلم النفس في النهاية إلى إنشاء مجال جديد للدراسة يشار إليه باسم الاقتصاد السلوكي.
التطورات النظرية في مفهوم الاقتصاد السلوكي في علم النفس:
مفهوم العقلانية المحدودة مهم للغاية لفهم الاقتصاد السلوكي، حيث تشير العقلانية المقيدة إلى أن الناس ليسوا عقلانيين بحتين ولا غير عقلانيين تمامًا في سلوكهم الاقتصادي، ولكن بدلاً من ذلك يحاولون أن يكونوا صناع قرار اقتصاديين عاقلين ومدروسين، حيث تشير العقلانية المقيدة أيضًا إلى أنه نظرًا لأن البشر محدودين في مقدار المعلومات التي يمكنهم معالجتها في أي وقت، فهم عرضة للأخطاء والتحيزات عند صياغة تفضيلاتهم وخياراتهم.
غالبًا ما نتخذ قرارات بناءً على العاطفة أو النزوة أو عن طريق الخطأ، ونتجنب أحيانًا اتخاذ قرارات مالية معينة، مثل الادخار للتقاعد؛ لأن العملية معقدة للغاية أو أننا نستمتع كثيرًا بفعل أشياء أخرى، حيث يميل الناس إلى التعامل مع القرارات الاقتصادية الصعبة باستخدام الحيل مثل الحسابات العقلية والعادات، والاستدلال أي قواعد تجريبية بسيطة، مرضي أي تسوية للحد الأدنى ولكن ليس الحد الأقصى لمستوى النتيجة، والتعظيم والمعالجة الانتقائية للمعلومات.
على الرغم من أن الاقتصاديين التقليديين يفضلون افتراض أن الناس أو الوكلاء كما يشير إليهم الاقتصاديين عقلانيين تمامًا وسيحاولون تعظيم مكاسبهم الشخصية والمالية أو تعظيم المنفعة كخبراء اقتصاديين، حيث تشير العقلانية المحدودة إلى أننا لا نختار دائمًا الخيار الأكثر عقلانية أو حتى الخيار الأمثل عند اتخاذ القرارات الاقتصادية.
تم نشر ورقة رئيسية في تطوير الاقتصاد السلوكي في عام 1979 من قبل دانيال كانيمان وعاموس تفرسكي وقدمت نظرية الاحتمالات، والتي حفزت الاهتمام بفهم الآليات النفسية الكامنة وراء التفضيل الاقتصادي والحكم والاختيار، وفي عام 2002 حصل فيرنون سميث الذي كان له دور فعال في تطوير الاقتصاد إلى تخصص تجريبي على جائزة نوبل في الاقتصاد لمساهمته في الاقتصاد التجريبي والسلوكي.
منهجية مفهوم الاقتصاد السلوكي في علم النفس:
يميل الاقتصاد السلوكي إلى استخدام التجارب لاختبار النظريات والفرضيات، ومع ذلك فقد تضمنت الأعمال الحديثة العديد من التقنيات الأخرى المستخدمة في دراسات الاقتصاد التقليدية، بما في ذلك البيانات الميدانية والتجارب الميدانية والمحاكاة الحاسوبية، بالإضافة إلى ذلك استخدمت الدراسات في الاقتصاد السلوكي أيضًا أدوات من علم النفس الاجتماعي والعلوم المعرفية بما في ذلك عمليات مسح الدماغ، والتقنيات النفسية الفيزيائية مثل التوصيل الكهربائي للجلد، والمستويات الهرمونية ومعدل ضربات القلب؛ لقياس استجابة الموضوع.
على مدار الخمسين عامًا الماضية جرب علماء النفس عددًا من سيناريوهات اللعبة الافتراضية لتحديد نماذج لكيفية اتخاذ الأشخاص خياراتهم في المواقف الاقتصادية، حيث أنه غالبًا ما يستخدم الباحثين الألعاب لمحاكاة نوع السيناريوهات المالية التي تحدث في العالم الحقيقي، وإحدى الألعاب المستخدمة غالبًا في دراسات الاقتصاد السلوكي هي لعبة الإنذار، حيث يتم منح اللاعب آن مبلغًا من المال ويطلب منه تقسيم الأموال بينه وبين لاعب آخر، في هذه المرحلة يمكن أن يقرر الشخص ما إذا كان سيأخذه أو يتركه.
نقد مفهوم الاقتصاد السلوكي في علم النفس:
تم انتقاد الاقتصاد السلوكي بعدة طرق، حيث يتمثل أحد الانتقادات في أنه يركز على الانحرافات في السلوك الإنساني بدلاً من إنشاء نظرية موحدة تشرح ما يفعله الناس عادةً، ومع ذلك يجادل الباحثين في هذا المجال بأن الانحرافات في السلوك قد تكون بنفس الأهمية لفهم الاختيار الاقتصادي حيث أثبتت هذه الحالات الشاذة أن لها تأثيرات قوية في الأسواق.
بالإضافة إلى ذلك انتقد البعض صحة التجارب التي تتم في المختبر؛ لأنه يُنظر إليها على أنها مختلفة جدًا عن مواقف العالم الحقيقي، ومع ذلك فقد تم الاستشهاد باستخدام الاختبارات التجريبية المتكررة للنتائج والاستخدام الإضافي للبيانات الميدانية كدليل على النتائج في المختبر.