مفهوم التثبيط الاجتماعي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يعتبر مفهوم التثبيط الاجتماعي في علم النفس هو ميل السلوكيات التي تظهر عندما يكون المرء بمفرده إلى الحد الأدنى في وجود الآخرين، فعلى الرغم من التقليد الطويل للبحث في آثار الوجود الاجتماعي على السلوك الإنساني، فإن البحث النفسي عن التثبيط الاجتماعي لا يشكل مؤلفات متماسكة، حيث يركز مفهوم التثبيط الاجتماعي في علم النفس على السلوكيات المساعدة، والتعبير العاطفي، والسلوكيات التي تثير الرفض الاجتماعي.

مفهوم التثبيط الاجتماعي في علم النفس

مفهوم التثبيط الاجتماعي في علم النفس المعروف أيضًا باسم التثبيط السلوكي، هو الميل إلى تجنب سلوكيات معينة في المواقف الاجتماعية، بما في ذلك التفاعلات الاجتماعية، حيث يعرّف العديد من علماء النفس أيضًا مفهوم التثبيط الاجتماعي في علم النفس على أنه الميل إلى تقليل سلوك الفرد تجاه الناس مقابل عندما يكون بمفرده، حيث أنه على الرغم من أن مفهوم التثبيط الاجتماعي في علم النفس لم يتم دراسته بدقة، يعتقد بعض علماء النفس أنه يمكن أن يكون له صلة قوية باضطراب القلق الاجتماعي.

أمثلة على مفهوم التثبيط الاجتماعي في علم النفس

قد يتخذ مفهوم التثبيط الاجتماعي في علم النفس أشكالًا عديدة بما في ذلك سلوكنا أو مظهرنا أو انسحابنا التام من الموقف، وقد يُنظر إلى تجنب الحفلات أو المهرجانات أو المؤتمرات الكبيرة بانتظام على أنه منع اجتماعي، حيث إن كون شخص معين هو الشخص في الحفلة الذي يفضل الجلوس لوحده بدلاً من تقديم نفسه لأشخاص جدد قد يُعد بمثابة تثبيط اجتماعي، قد يُعتبر إبقاء ذراعيه متشابكتين ورأسه محنيًا أثناء التواجد في حشد من أشكال التثبيط الاجتماعي أيضاً.

يمكن للفرد على سبيل المثال التحدث بلطف أو الاحتفاظ بنكات مضحكة لنفسه عندما يكون حول أشخاص جدد مقابل عندما يكون في وجود صديق واحد مقرب جدًا، ففي بعض الأحيان يكون هذا التثبيط هو اللاوعي، حيث أن الفرد أحياناً لا يدرك أنه يتجنب بنشاط موقفًا اجتماعيًا عن طريق جعل نفسه نحيفًا جدًا في العمل أو اختلاق الأعذار لعدم تمكنه من الذهاب إلى حفلة، وفي أوقات أخرى يكون التثبيط واعيًا فقد يكون الأشخاص الذين لديهم مستوى عالٍ من التثبيط الاجتماعي مدركين تمامًا أنهم يتجنبون المواقف الاجتماعية.

قد يكونون على دراية بالخوف الذي يدفع إلى الكبت الاجتماعي أي الخوف من خيبة أمل الآخرين، قد نشعر جميعًا بالرغبة الفطرية في أن يتم قبولنا من قبل الأشخاص من حولنا، وغالبًا ما يكون التثبيط الاجتماعي استجابة لتلك الرغبة والخوف من أننا لن نلبي تلك الرغبات من خلال كوننا أنفسنا الحقيقية.

لا يزال هناك بحث يجب إجراؤه حول هذا الموضوع والكثير يذهب إلى ما إذا كانت سلوكيات الشخص مدفوعة بالرهاب والخوف، أو القلق، أو المزيد من العوامل العملية، قد لا يكون البقاء ليلًا لتجنب إنفاق المال علامة على القلق الاجتماعي والتثبيط الاجتماعي، على الرغم من أن استخدام هذا كذريعة كل يوم لتجنب التحدث إلى الناس قد يكون علامة على التثبيط الاجتماعي الشديد.

آثار مفهوم التثبيط الاجتماعي في علم النفس

لماذا ندرس مفهوم التثبيط الاجتماعي في علم النفس؟ لأحد يمكن أن يؤثر على حياتنا، فنحن نعلم جميعًا شخصًا فاته فرصة أو لم يتمكن من تكوين صداقات بسبب خجله، ونعلم جميعًا شخصًا حقق الكثير من النجاح لأنه كان منفتحًا جدًا أو غير مقيد عندما يتعلق الأمر بالتحدث أو التواصل مع الناس، وعندما نفكر في رواد الأعمال أو الرؤساء التنفيذيين أو أصحاب الرؤى، فإننا غالبًا ما نتخيل شخصًا لا يخاف من أي شيء أو يمكنه التحدث إلى أي شخص عن أفكاره العظيمة.

ومن المثير للاهتمام أن مفهوم التثبيط الاجتماعي في علم النفس لا يتعلق فقط بالخجل، حيث أن الأشخاص الذين يتعرضون للتثبيط الاجتماعي بانتظام لا يفوتون أو يفشلون في تكوين صداقات أو علاقات اجتماعية متنوعة، ومن خلال تجنب مواقف أو تفاعلات معينة قد نحد من قدرتنا على التعلم والنمو، فعند أخذ عملية تعلم اللغة مثلاً يذهب الكثير في تعلم اللغة من حفظ المفردات وفهم القواعد والتحدث إلى الآخرين، كلما تمرنوا على التحدث إلى الآخرين باللغة الجديدة، كلما أسرعوا في اكتشاف أخطائهم وتحسينها.

يمنع مفهوم التثبيط الاجتماعي في علم النفس الناس من الانخراط بهذه الطريقة، حيث تشير الدراسات إلى أن التثبيط الاجتماعي يصرف انتباه الناس عن إكمال مهمة ما، بما في ذلك كما يقول علماء النفس الإسبان عن مفهوم التثبيط الاجتماعي في علم النفس أنه يكون خلف صنع القرار والتفكير المعقد، ولا يقتصر الحد من التثبيط الاجتماعي على منح الناس المزيد من الفرص لتكوين صداقات أو تكوين علاقات، فمن خلال الحد من هذا التثبيط الاجتماعي يمكن للشخص أن يتفاعل أكثر مع العالم من حوله مما يسمح له بالتعلم والنمو وحل المشكلات.

كيفية تقليل مفهوم التثبيط الاجتماعي في علم النفس

إذا أراد شخص ما أن يتفرّع ويحرر نفسه من الخوف من التفاعل الاجتماعي، فماذا يمكنه أن يفعل؟ في البداية من المهم النظر على أسباب التثبيط الاجتماعي، مثل العديد من الأشياء في علم النفس لا يمكننا فقط الإشارة إلى تصرفات الشخص أو البيئة التي نشأ فيها فالعديد من الأشياء تساهم في أو تقلل من التثبيط الاجتماعي، عند النظر في نشاط الدماغ أو الشخصية فتربط بعض الدراسات حول التثبيط الاجتماعي هذا الاتجاه بسمات الشخصية الفطرية.

يعتبر الاعتماد على الآخرين على سبيل المثال يرتبط بشكل شائع بالتثبيط الاجتماعي، فقد يكون اختيار تجنب الحشود الكبيرة من الناس أو التمسك بالأشخاص الذين نعرفهم في حدث التواصل أكثر بيولوجية من كونها ظرفية، ووجد الباحثين أن الإفراط في التنشيط في شبكة الدماغ الاجتماعية القشرية يكون أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يعانون من تثبيط اجتماعي مرتفع، هل هذا يعني أن عقل الشخص يخبره بالبقاء في المنزل طوال الليل؟ وهل هذا يعني من خلال إدراكه لهذه العوامل أنه يمكنه تغيير قراراته وجعله واعيًا ليكون أقل تثبيطًا؟

تمت ملاحظة الموانع الاجتماعية ودراستها في جميع الفئات العمرية في مفهوم التثبيط الاجتماعي في علم النفس، فعند دراسة هذه الظاهرة عند الأطفال والمراهقين والبالغين، فإن الشيء الوحيد الذي نعرفه على وجه اليقين هو أن التثبيط الاجتماعي يمكن أن يتغير ويتطور بمرور الوقت، وقد يكون لهذا علاقة بالبيولوجيا أو الأحداث التي تحدث والمعرفة التي نكتسبها بمرور الوقت.

قد يرتبط علم الأحياء بالتثبيط الاجتماعي، لكن بيولوجية الإنسان ليست ثابتة دائمًا، وقد تغير مواقف أو أحداث معينة مثل الصدمات، نشاط الدماغ والطريقة التي نعمل بها بشكل طبيعي، وقد ترتبط الأحداث الصادمة بمنع التعبير عن مشاعرنا، هذا يمكن أن يرتبط بمفهوم التثبيط الاجتماعي في علم النفس، ويمكن أن يؤدي الفشل في التعبير عن أنفسنا في المواقف الاجتماعية إلى حلقة مفرغة من انخفاض الرفاهية وزيادة المخاوف وزيادة التثبيط السلوكي.


شارك المقالة: