اقرأ في هذا المقال
- مفهوم التطوع في علم النفس الاجتماعي
- من هم المتطوعين في علم النفس الاجتماعي؟
- ما الذي يحفز الناس على عملية التطوع في علم النفس الاجتماعي؟
- أهمية مفهوم التطوع في علم النفس الاجتماعي
مفهوم التطوع في علم النفس الاجتماعي:
يعبر مفهوم التطوع في علم النفس الاجتماعي عن خدمة تطوعية ومتعمدة للآخرين بمرور الوقت وبدون تعويض، حيث أن أحد العناصر الأساسية في السلوك التطوعي هو أن الشخص يختار بحرية المساعدة ولا يتوقع منه أجرًا أو أي تعويض آخر، حيث أن الخدمة العامة الإلزامية التي تتطلبها المحاكم أو المدارس مثلاً لا تفي بتعريف العمل التطوعي، بل يجب أن يشمل السلوك التطوعي العمل الخدمي، وليس مجرد التبرع بالمال أو البضائع.
تعبر خدمة مفهوم التطوع في علم النفس الاجتماعي عن خدمة متكررة طويلة الأجل، مثل إعطاء وقت أسبوعيًا للمساعدة في مستشفى محلي، أي أنَّ الخدمة التطوعية ليست سوى خدمة إذا كانت تفيد الآخرين الذين يريدون المساعدة، على سبيل المثال فإن الكشافة التي تساعد الشخص الكفيف في عبور الشارع عندما يريد الشخص الكفيف أن يتحرك بشكل مستقل وربما في اتجاه آخر لن يكون متطوعًا.
من هم المتطوعين في علم النفس الاجتماعي؟
الناس من الشباب إلى سن الرشد ينخرطون في مفهوم التطوع في علم النفس الاجتماعي، حيث تقدر منظمة القطاع المستقل أن حوالي 44٪ من البالغين و 59٪ من المراهقين يتطوعون، وأكبر مجموعة من المتطوعين تتراوح أعمارهم بين 35 و55 عامًا، ويتطوع الأثرياء أكثر؛ لأن لديهم المزيد من وقت الفراغ والمزيد من المرونة في وظائفهم.
قد يكون للأثرياء أيضًا التزام اجتماعي يُدعى إلزام النبلاء؛ وذلك للانخراط في الأعمال الخيرية والأعمال الصالحة، ومن المرجح أيضًا أن يكون المتطوعين أكثر المعطاءات سخاءً، ومنها تتطوع النساء أكثر بقليل من الرجال لكن الرجال يقدمون المزيد من المال للجمعيات الخيرية، ويتطوع الأشخاص الأفضل تعليماً أيضًا أكثر من الأشخاص الأقل تعليماً، بسبب المهارات والموارد التي يمكنهم تقديمها، أخيرًا هؤلاء الأشخاص الذين لديهم روابط أكثر بالمجتمع مثل الأشخاص الذين يعيشون في مناطق أصغر.
ما الذي يحفز الناس على عملية التطوع في علم النفس الاجتماعي؟
قام جيل كلاري وليزلي أورينشتاين ومارك سنايدر وآخرين بفحص دوافع التطوع، ويكون الشخص مدفوعًا بالقيمة الدافعة التعبيرية إذا كانت أسبابه للتطوع مستمدة من القيم التي يعتز بها، مثل الاهتمام بالفقراء، وعندما يكون الهدف الأساسي للشخص هو التعرف على مشكلة معينة أو مجموعة معينة من الناس أو الحصول على تجارب جديدة، فإن دافعه الأساسي هو الفهم أو المعرفة.
أولئك الذين لديهم دافع اجتماعي متطوع لأن الأصدقاء أو العائلة أو المطالب الاجتماعية تشجعهم على القيام بذلك، والبعض الآخر مدفوع بالطموحات المهنية، على سبيل المثال قد يتطوع طلاب الجامعات لتعزيز مهاراتهم الوظيفية أو زيادة احتمالية تحقيق أهداف تعليمية أو مهنية، ويتطوع بعض الناس للتخفيف من مشاكلهم الشخصية مثل الشعور بالذنب لقضاء الكثير من الوقت على أيديهم أو الحاجة إلى منفذ إيجابي لعدم الأمان لديهم وهذا ما يسمى بالدفاع عن النفس أو وظيفة الحماية.
من ناحية أخرى يتطوع أولئك الذين لديهم دافع تعزيز الأنا لزيادة تقديرهم لذاتهم، في العمل التطوعي في مفهوم التطوع في علم النفس الاجتماعي، حيث يمكن للموظفين أن يقدروا الشخص ويشعر بالكفاءة في وظيفة صغيرة، وأخيرًا يتطوع بعض الأشخاص بدافع الاهتمام المجتمعي، ويظهرون الاهتمام بمجتمع معين على النحو المحدد من قبل الجغرافيا أي الحي أو حسب حالة أو حاجة معينة مثل القلق بالنسبة لأولئك المصابين بالسرطان.
اكتشف ألين إم أوموتو ومارك سنايدر أنه عندما يتطابق نوع الدافع الجوهري مع استراتيجية التجنيد مع مفهوم التطوع في علم النفس الاجتماعي، فمن المرجح أن يتطوع الناس، على سبيل المثال عندما يكون الطالب متحمسًا للبحث عن وظيفة، فمن المرجح أن يتطوع استجابةً للإعلانات التي تسلط الضوء على المهارات الوظيفية.
عندما يتم تلبية الدافع في تجربة مفهوم التطوع في علم النفس الاجتماعي، فمن المرجح أن يستمر الناس في هذا التطوع، على سبيل المثال من المرجح أن يستمر الشخص الذي يرغب في بناء الثقة في العمل التطوعي عندما يثني عليه المنسق على العمل الجيد الذي قام به، وهذا على عكس التوقعات وجد الباحثين في علم النفس الاجتماعي أن التطوع الإلزامي كشرط جامعي جعل بعض الطلاب أقل احتمالية للتطوع بحرية في المستقبل، حيث يعتبر هذا هو أحد الأسباب التي تجعل العمل التطوعي يتطلب المساعدة في الاختيار بحرية.
أهمية مفهوم التطوع في علم النفس الاجتماعي:
يمكن أن تكون الفوائد التي تعود على متلقي المساعدة من المتطوعين المدربين جيدًا واضحة حيث تشمل الفوائد التي تعود على المتطوعين أنفسهم زيادة في إحساسهم باحترام الذات والثقة بالنفس، وانخفاض الشعور بالوحدة وتكوين صداقات، ومواقف أكثر تفضيلًا تجاه العملاء الذين يتم خدمتهم، وفي كبار السن يكون للنشاط المتزايد والتحفيز الاجتماعي للعمل التطوعي آثار صحية إيجابية ويزيد من الرضا عن الحياة.