مفهوم الذاكرة الضمنية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يتباين وضع الشخص بين الوعي واللاوعي، فقد يشعر أحياناً أنه فاقد للذاكرة ولكن بينما ينظر لأبسط المعلومات فيقوم بتذكر كل شيء، وهذا ما يدل على الذاكرة الضمنية في علم النفس.

مفهوم الذاكرة الضمنية في علم النفس

يشار إلى الذاكرة الضمنية في علم النفس أحيانًا بالذاكرة اللاشعورية أو الذاكرة المباشرة، حيث تستعمل الذاكرة الضمنية الخبرات الماضية لتذكر الأشياء دون التأمل فيها، ويتم تمكين أداء الذاكرة الضمنية من خلال البحوث والخبرات والدراسات القديمة للفرد بغض النظر عن المدة التي حدثت فيها هذه التجارب.

تمكّننا مجموعة فرعية من الذاكرة الضمنية من أداء العديد من الأنشطة البدنية اليومية مثل المشي وركوب الدراجة دون الحاجة إلى التأمل فيها، والغالبية العظمى من الذكريات الضمنية هي ذات طبيعة إجرائية، وتتضمن الذاكرة الضمنية في المقام الأول تعلم مهارات حركية جديدة وتعتمد على المخيخ والعقد القاعدية.

تؤثر الذاكرة الضمنية على السلوك الإنساني دون وعي واع وبدون جهد استراتيجي لاستخدام الذاكرة؛ نظرًا لطبيعتها لم تحظ الذاكرة الضمنية باهتمام تجريبي حتى الستينيات عندما أظهرت أبحاث فقدان الذاكرة بشكل لافت للنظر أن هذا النوع من الذاكرة قد نجا من هذا الاضطراب، حيث أن تمهيد الأداء عادةً التحسينات مع التكرار المتعلق بالعناصر الجديدة يكشف عن ذاكرة ضمنية في الاختبارات غير المباشرة.

تعتمد الذاكرة الضمنية على مناطق معالجة المعلومات والمعرفة في القشرة والتي تُظهر قمعًا للنشاط العصبي الجديد أكبر من المتكرر بعد حوالي 200 مللي ثانية، ويسلط العمل الأخير للذاكرة الضمنية الضوء على دور قشرة الفص الجبهي في التعبير السلوكي للذاكرة الضمنية ويشير إلى العمليات التنازلية.

تؤثر الذاكرة الضمنية على معالجة المعلومات أو السلوك الإنساني دون وعي أو نية واعية، حيث لم تحظ الذاكرة الضمنية باهتمام كبير حتى ثبت أنها نجت من فقدان الذاكرة، حيث يمكن ملاحظة الذاكرة الضمنية بشكل غير مباشر فقط من خلال التغييرات في الأداء، ومنها تدعم الذاكرة الضمنية الظواهر التمهيدية حيث يختلف أداء المهمة عادةً ما يتحسن للمثيرات أو الاستجابات المتكررة أو التي سبق اختبارها مقارنةً بالمنبهات أو الاستجابات الجديدة.

تسمى الذاكرة الضمنية أيضا الذاكرة غير المعلن عنها والذاكرة الحركية أو الذاكرة الإجرائية، وأنه لا يمكن وصفها بالكلمات؛ لكي تتشكل هذه الذاكرة ليس من الضروري إدراك وعي صريح للذاكرة على سبيل المثال أداء المهام الماهرة باستخدام اليدين مثل زر قميص أو ربط رباط الحذاء، لا يحتاج إلى اهتمام مستمر ويتم إجراؤها تلقائيًا تقريبًا، وبالمثل فإن ركوب الدراجات أو السباحة لا يعتمدان أيضًا على الجهد الواعي، ولكنهما يعتمدان على الذكريات الحركية المكتسبة سابقًا.

الاختلافات بين الذاكرة الضمنية والصريحة في علم النفس

يعتبر مفهوم الحصين ضروري للذاكرة الصريحة وليس ضروريًا للذاكرة الضمنية، ولكن يجب أن يكون مفهوماً لأنه لكي تتشكل الذاكرة الضمنية يجب أن تتشكل الذاكرة الصريحة أولاً وتدريب المخيخ ومراكز أخرى، وبالتالي من أجل تكوين ذاكرة ضمنية جديدة فإن وجود حصين سليم أمر ضروري، على سبيل المثال من أجل تعلم ركوب الدراجة يجب أولاً أن تتشكل الذاكرة الواضحة أثناء التعلم ولكن بمجرد التعلم يمكن تنفيذ ركوب الدراجات في وقت لاحق دون وعي باستخدام الذاكرة الحركية.

تختلف الذاكرة الضمنية عن الذاكرة الصريحة التي تسمى أيضًا الذاكرة التقريرية، والتي تتضمن محاولة واعية لاستعادة ذكريات الأحداث الماضية، بينما تتطلب الذاكرة الضمنية جهد صغير وضئيل للتذكر فإن وجدت تتطلب الذاكرة الصريحة جهدًا أكثر تضافرًا لإحضار الذكريات إلى السطح، بينما يمكن لمعظم الناس تحديد أيام الأسبوع من وقت وجودهم في المدرسة الابتدائية وهي ذاكرة ضمنية إلا أن الأمر يتطلب ذاكرة واضحة لتتذكر أن لديك موعدًا مع طبيب الأسنان يوم الثلاثاء المقبل.

اختبارات الذاكرة الضمنية في علم النفس

تُقاس الذاكرة الضمنية من حيث التهيئة أو مقدار التغيير وغالبًا التسهيل الذي يتم ملاحظته في اختبار الذاكرة الضمني؛ من أجل فهم أفضل لكيفية عمل الذاكرة الضمنية حيث ابتكر علماء النفس ثلاث فئات رئيسية من اختبارات الذاكرة الضمنية المتمثلة في اختبارات الذاكرة الضمنية الإدراكية، واختبارات الذاكرة الضمنية المفاهيمية، والتعلم الإجرائي والتي يمكن توضيحها من خلال ما يلي:

1- اختبارات الذاكرة الضمنية الإدراكية

تتطلب اختبارات الذاكرة الضمنية الإدراكية من الأشخاص حل موضوع أو كلمة متدهورة إدراكيًا، على سبيل المثال قد تومض إحدى الكلمات لفترة وجيزة جدًا على سبيل المثال 30 مللي ثانية على شاشة الكمبيوتر، ومهمة الشخص هي محاولة تخمين الكلمة، حيث تعتبر الدقة في تخمين الكلمة أفضل إذا كانت الكلمة قد تمت قراءتها مؤخرًا، وتتضمن الأنواع الأخرى من الاختبارات إكمال ألغاز الكلمات، مثل تلك التي تظهر في عروض الألعاب التي سيتم التعرف عليها بسهولة على أنها إذا تمت قراءة الكلمة السليمة مؤخرًا.

اختبار شائع آخر هو جعل الأشخاص يملؤون الفراغات لتشكيل الكلمة الأولى التي تتبادر إلى الذهن والتي تبدأ بأحرف محددة، إذا شوهدت تفاحة من قبل فسيتم تحضيرها، حيث سيتم استخدامه من قبل الأشخاص في كثير من الأحيان أكثر مما لو لم يروا هذه الكلمة من قبل، ومع ذلك إذا شوهدت التذييل من قبل فستكون الكلمة الأولية، تسمى هذه الاختبارات تعريف الكلمات وإكمال أجزاء الكلمات وإكمال جذع الكلمات على التوالي.

يمكن إجراء اختبارات مماثلة مع الصور أو الأشياء غير المألوفة أو الأنماط المرئية أو الأصوات، على سبيل المثال في تعريف جزء الصورة يُعطى الأشخاص رسومات خطية للأشياء الشائعة على سبيل المثال مصباح، ولكن تم مسح أجزاء من الخطوط ومهمتهم هي تخمين اسم الصورة من شكلها المجزأ.

2- اختبارات الذاكرة الضمنية المفاهيمية

النوع الثاني من اختبار الذاكرة الضمنية هو اختبارات الذاكرة الضمنية المفاهيمية الذي تلقى اهتمامًا أقل بكثير، حيث أن العديد من العلماء والباحثين في علم النفس أيضًا يستخدمون التمهيدي كمقياس للذاكرة، لكنهم يفعلون ذلك من خلال ملاحظة كيفية تأثر الأداء في مهمة مفاهيم أو قائمة على المعنى بالماضي القريب، على سبيل المثال إذا سأل أحدهم ما اسم طائرة بدون محرك؟ من المرجح أن يجيب الشخص بشكل صحيح باستخدام طائرة شراعية إذا واجه هذه الكلمة مؤخرًا.

وبالمثل إذا طُلب من شخص أن يقول الكلمة الأولى التي تتبادر إلى الذهن عند إعطائه كلمة طيران، فمن المرجح أن يقول الشخص طائرة شراعية أكثر مما قد يقوله إذا لم يتم مواجهتها مؤخرًا، وتتأثر عمليات تفكير الشعوب في الوقت الحاضر بالماضي القريب حتى في حالة عدم وجود محاولة لاستخدام ذلك الماضي القريب لأداء المهمة المطروحة.

3- اختبارات التعلم الإجرائي

التعلم الإجرائي هو مؤشر ثالث للذاكرة الضمنية، حيث أن المثال لقراءة مقطع نصي أسرع في كل مرة يتكرر مثل المرة الثانية من الأول هو مثال على التعلم الإجرائي، وتشمل الأمثلة الأخرى إعادة تعلم المتاهات وإعادة إكمال ألغاز الصور المقطوعة، ويمكن للأشخاص أداء المهام الإجرائية المعقدة بسرعة وكفاءة أكبر إذا كانت لديهم خبرة سابقة حديثة مع نفس المواد.


شارك المقالة: