اقرأ في هذا المقال
- مفهوم الشخصية الضمنية في علم النفس
- تاريخ وخلفية مفهوم الشخصية الضمنية في علم النفس
- تداعيات مفهوم الشخصية الضمنية في علم النفس
- عمليات الإسناد في الشخصية الضمنية في علم النفس
- التصرفات الشخصية الضمنية في علم النفس
يعتبر علماء النفس أن الشخصية تنقسم وتتنوع، ويركزون أكثر على الشخصيات البارزة التي تتميز بالإبداع والتجديد، فمن الشخصيات المبدعة التي تتميز بعدم التقليد الشخصيات الشاملة التي تحتضن العديد من الصفات والخصائص، ويتم إظهارها في موقف محدد أو ظرف محدد.
مفهوم الشخصية الضمنية في علم النفس
يشير مفهوم الشخصية الضمنية في علم النفس إلى مفاهيم الشخص حول خصائص الشخصية التي تميل إلى الظهور معًا أي أنها تتواجد جميع سمات الشخصية التي يحملها نفس الشخص في نفس الوقت، هل يمكن للمرء أن يفترض على سبيل المثال أن الشخص الذي يتمتع بروح الدعابة هو أيضًا ذكي؟ هل من المحتمل أن يكون الشخص الفاتن صادقًا أم غير أمين؟
هل من المحتمل أن يكون القائد شخصًا ودودًا أو عدوانيًا بالإضافة للعديد من الصفات الخاصة في السلوك القيادي؟ ومنها توجه نظريات الشخصية الضمنية الاستنتاجات التي يقوم بها المدركين الاجتماعيين لأشخاص آخرين، على سبيل المثال إذا رأى الشخص المدرك أن شخصًا ما يتصرف بأسلوب نشط وافترض أن الطاقة مرتبطة بالذكاء، فمن المحتمل أن يستنتج الشخص المدرك أن الشخص الآخر ذكي.
تاريخ وخلفية مفهوم الشخصية الضمنية في علم النفس
تم إدخال مفهوم نظريات الشخصية الضمنية في علم النفس الحديث من قبل لي كرونباخ في الخمسينيات من القرن الماضي بمفهوم الشخص عن الآخر المعمم، حيث احتوى هذا الآخر على معتقدات الشخص حول السمات والقدرات المعرفية التي أظهرها الشخص العادي، إلى جانب كيفية ترابط تلك السمات والقدرات معاً، والأهم من ذلك كان كرونباخ يعتقد أن نظريات الناس حول سمات الشخصية والقدرات تتماشى مع تلك الصفات في عدد قليل من الأبعاد الرئيسية للشخصية، والعمل اللاحق الذي قام به العديد من الباحثين لاكتشاف ماهية تلك الأبعاد.
توصل باحثين مختلفين إلى استنتاجات مختلفة حول الأبعاد الرئيسية للشخصية، لكن بعض الأبعاد التي تم الكشف عنها في كثير من الأحيان كانت الصفات الجيدة مقابل السيئة، والمهرة اجتماعياً مقابل غير الماهرة، والموهوب فكريًا مقابل غير، والنشط مقابل السلبي وغير الإيجابي.
أحد الجدل الرئيسي بشأن مفهوم الشخصية الضمنية هو ما إذا كانت تعكس الواقع أو تشوهه، على سبيل المثال عندما يربط الناس بين السلوك القيادي والشخصية المهيمنة، فهل هم مجرد انعكاس للعالم الاجتماعي كما هو موجود بالفعل، أم أنهم يقومون بافتراض لا تدعمه أدلة واقعية وربما يعكسون فقط حقيقة أن القيادة والهيمنة هي كلمات التي تتداخل في معناها القاموس؟
على الرغم من أن أي استنتاج سيظل مثيرًا للجدل في مفهوم الشخصية الضمنية في علم النفس إلا أن إحدى طرق قراءة البحث النفسي التجريبي هي أن نظريات الشخصية الضمنية تعكس الواقع إلى حد ما ولكنها تبالغ في تقديره حيث يبالغ كثير من الناس في تقدير مدى ارتباط بعض السمات حقًا بالناس، على الرغم من أن هذه السمات في الحقيقة مرتبطة إلى حد ما بشكل واضح.
وتجدر الإشارة إلى أن مصطلح نظرية الشخصية الضمنية قد استخدم مؤخرًا للإشارة إلى طريقة أخرى قد تختلف فيها النظريات حول سمات الشخصية، فوفقًا لعمل كارول دويك يختلف الأشخاص وفقًا لما إذا كانوا يعتقدون أن السمات الشخصية مثل الذكاء، يمكن تعديلها أو تحسينها من خلال الجهد مقابل البقاء مستقرًا وثابتًا بغض النظر عما يفعله الشخص، وهذا الاستخدام لمصطلح نظرية الشخصية الضمنية منفصل تمامًا عن المستخدم المحدد في هذا الإدخال.
تداعيات مفهوم الشخصية الضمنية في علم النفس
يحمل مفهوم الشخصية الضمنية العديد من الآثار المترتبة على الحكم الاجتماعي، لقد ثبت على سبيل المثال أنها تؤثر على تقييمات الأداء في المؤسسات إذا أظهر الموظف سمة واحدة، يفترض الشخص الذي يقيمهم أن لديهم سمات أخرى أيضًا، وقد ثبت أيضًا أن مثل هذه النظريات تؤثر على ذاكرة الأشخاص الآخرين، حيث يميل المدركين الاجتماعيين إلى تذكر السمات والسلوكيات المقترحة بشدة من خلال نظريات الشخصية الضمنية التي لم تكن موجودة في الواقع.
حظي نوعان محددان من نظريات الشخصية الضمنية باهتمام خاص في البحث النفسي، يتمثل في تأثير الهالة الذي يشير إلى الميل إلى استنتاج أن الشخص لديه عدد من السمات الجيدة إذا أظهر عددًا قليلاً من السمات الجيدة واستنتاج عدد من السمات السلبية إذا أظهر الشخص سمة غير مرغوب فيها، الجاذبية الجسدية التي تميل إلى استنتاج أن الفرد لديه عدد من السمات المرغوبة، حيث يُفترض أن الأشخاص الجذابين جسديًا أكثر دفئًا ومهارات اجتماعية وأكثر ذكاءً على سبيل المثال من أقرانهم.
عمليات الإسناد في الشخصية الضمنية في علم النفس
من خلال عمليات الإسناد يحاول الناس الكشف عن الآثار المترتبة على أفعال الآخرين على سبيل المثال قد يحاول الشخص تمييز ما إذا كان سلوك زميله يُعزى إلى الموقف أي الرغبة في تحقيق نتائج فورية جيدة أو إلى تحول الشخص في الموقف عن طريق نية التضحية بمصالحه من أجل منح زميله نتائج جيدة، وبطريقة مماثلة من خلال العرض الذاتي يحاول الناس إيصال الآثار المترتبة على أفعالهم.
على سبيل المثال قد يحاول الشخص إيصال أنه في موقف معين من مصلحته أن يتصرف بأنانية، ومع ذلك فقد ضحى من أجل إفادة زميله، ومنها لا يمكن للناس التواصل أو تمييز جميع الدوافع في جميع المواقف، حيث تكون الدوافع المحددة ذات صلة بأنواع معينة من المواقف، على سبيل المثال في المواقف ذات الاهتمامات المتطابقة تمامًا لا يستطيع الشخص إظهار الجدارة بالثقة.
من أين تأتي الدوافع التي توجه عملية التحول في الشخصية الضمنية؟ يتفاعل الناس في البداية مع المواقف باعتبارها مشاكل فريدة، وفي المواقف الجديدة قد يحلل الفرد الظروف بعناية أو يتفاعل باندفاع، وفي كلتا الحالتين يكتسب خبرة إذا أسفر رد فعله عن نتائج سيئة، فسوف يتصرف بشكل مختلف في المواقف المستقبلية بهيكل متوازي، إذا أسفر رد فعله عن نتائج جيدة، فسوف يتفاعل بالمثل في المواقف المتوازية المستقبلية، حيث تؤدي التجارب المتكررة في المواقف ذات البنية المماثلة إلى اتجاهات تحول مستقرة تؤدي في المتوسط إلى نتائج جيدة، وقد توجد التكيفات المستقرة داخل الأشخاص أو العلاقات أو المجموعات.
التصرفات الشخصية الضمنية في علم النفس
التصرفات الشخصية الضمنية هي ميول خاصة بالجهات الفاعلة للرد على مواقف محددة بطريقة محددة عبر العديد من الشركاء في المجموعة الواحدة، فعلى مدار التطور يمر أشخاص مختلفين بتجارب مختلفة مع أفراد الأسرة ويواجهون فرصًا مختلفة مع أقرانهم، نتيجة لذلك يكتسب الناس ميولًا لإدراك المواقف بطرق محددة، ولتوقع دوافع معينة من الآخرين، ولتغيير المواقف بطرق يمكن التنبؤ بها، على سبيل المثال الطفل الذي يواجه تقديم رعاية غير مستجيب قد تتطور لديه توقعات خائفة بشأن الاعتماد، وبالتالي يتجنب المواقف التي يجب أن يعتمد فيها على الآخرين، وبالتالي فإن الذات الشخصية هي مجموع تكيفات الفرد مع مشاكل الترابط السابقة.