مفهوم الصديق الخيالي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


على الرغم من أن وسائل الإعلام تصور الأطفال الذين لديهم رفقاء وهميين في كثير من الأحيان على أنهم يعانون من أمراض نفسية، إلا أن جميع الأطفال الذين لديهم رفقاء وهميين أو أصدقاء خياليين يصنعونهم للمتعة وأثناء اللعب، وقد يبدو أن التوجه نحو الخيال والتفاعل الاجتماعي الذي يظهره هؤلاء الأطفال يتجلى في تكوينهم لأصدقاء خياليين عندما لا يكون الآخرين وخاصة الأشقاء والأقران متاحين للعب معهم.

مفهوم الصديق الخيالي في علم النفس

يعتبر علماء النفس أن الأصدقاء الخياليين هم جزء ساحر من الطفولة المبكرة وما بعدها، فما بين نصف وثلثي الأطفال ينشئون مثل هؤلاء الأصدقاء، وهم يأتون بجميع الأشكال والأحجام، حيث يصنع بعض الأطفال رفقاء وهميين هم رفقاء لعب عاديين بأسماء شائعة، ويتمتع الرفاق الآخرين بصفات غير عادية، مثل القدرة على الطيران أو العيون السحرية التي يمكنها الرؤية حول الزوايا ومسافات طويلة.

يعتبر الصديق الخيالي هو أيضًا من الحيوانات في بعض الأحيان، مثل بعض الحيوانات الأليفة مثل القطط أو الكلاب أو وحش ودود يخرج في وقت النوم أو مجموعة من الأبقار التي تحتاج إلى الرعاية، وقد يبقى هؤلاء الأصدقاء الخياليين طويلاً بما يكفي للعب لفترة كبيرة أو أن يصبحوا جزءًا من العائلة لأشهر أو سنوات.

تصنيف الصديق الخيالي في علم النفس

عادة ما يتم تصنيف الأصدقاء الخياليين إلى نوعين يتمثلان في رفقاء غير مرئيين وكائنات شخصية، قد لا يكون للرفاق غير المرئيين أي أساس في الواقع لكن البعض يعتمد على أشخاص حقيقيين أو قصة أو فيلم أو شخصيات تلفزيونية، الأشياء التي يتم تجسيدها عادة ما تكون حيوانات محشوة أو دمى يحركها الأطفال ويعاملونها كأشخاص، حيث يُنظر إلى معظم الرفاق الوهميين على أنهم أصدقاء أو رفقاء في اللعب، على الرغم من أن الأطفال الذين لديهم أشياء مجسدة في بعض الأحيان يرعونهم بالطريقة التي يرعى بها الوالدان طفلًا.

يظهر العديد من الأصدقاء الخياليين أو الوهميين عندما يكون الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، ومع ذلك فإن الأطفال في المدرسة الابتدائية لديهم أيضًا أصدقاء وهميين، على الرغم من أنهم قد يتحدثون عنهم مع آخرين بشكل أقل تكرارًا من الأطفال الأصغر سنًا، علاوة على ذلك فإن المراهقين الذين يحتفظون بالمجلات يخاطبونها أحيانًا على أنها تعتبر بمثابة أصدقاء خياليين، مما يشير إلى أن هذا النوع من الخيال لا يقتصر على فئة عمرية واحدة.

بشكل عام الأطفال الذين لديهم أصدقاء وهميين يشبهون الأطفال الذين بدون هؤلاء الأصدقاء، حيث تميل المجموعتان إلى عدم الاختلاف في الذكاء أو الإبداع أو الخجل، ويكون لدى أطفال ما قبل المدرسة مع أصدقاء وهميين عدد من الأصدقاء الحقيقيين مثلهم مثل أقرانهم، لذا فإن فكرة أن الأطفال ينشئون أصدقاء وهميين لأنه ليس لديهم أصدقاء حقيقيين لا أساس لها من الصحة.

غالبًا ما يختلف الأطفال الذين لديهم أصدقاء خياليين أو بدون في ترتيب الميلاد والتواصل الاجتماعي والتفاعل، على وجه التحديد من المرجح أن يكون لدى البكر أو الأطفال فقط أصدقاء خياليين أو وهميين أكثر من الأطفال المولودين في وقت لاحق، أما بالنسبة للتواصل الاجتماعي والتفاعل فعلى الرغم من أن الاختلافات متواضعة فيها، يبدو أن الأطفال الذين لديهم رفقاء خياليين اجتماعيين للغاية وتفاعليين، ويتعاونون عن طيب خاطر مع الكبار والأقران ويشاركون في الأنشطة الاجتماعية داخل الأسرة.

قد يكون لدى هؤلاء الأطفال أيضًا ميل نحو اللعب الخيالي حيث تفضيل هذه الفئات من الأطفال التظاهر على الأنشطة الأخرى، حيث وجدت بعض الدراسات أن عدد الفتيات أكثر من الفتيان يخلقن رفقاء وأصدقاء خياليين، على الرغم من أن الأولاد يشاركون في أنواع أخرى من اللعب التخيلي.

خصائص وجود الصديق الخيالي في علم النفس

يعرف الأطفال الذين يصنعون أصدقاء خياليين أن هؤلاء الرفاق ليسوا حقيقيين، هؤلاء الأطفال جيدون في التمييز بين الخيال والواقع مثل الأطفال الذين ليس لديهم أصدقاء وهميين وخياليين، في الواقع يبدو أن وجود صديق خيالي أو وهمي يسهل تنمية الإدراك الاجتماعي أو التفكير في الآخرين.

على سبيل المثال ارتبط إنشاء رفيق خيالي ارتباطًا إيجابيًا بتطور نظرية العقل، أو القدرة على تفسير السلوك الإنساني للآخرين والتنبؤ به من حيث معتقداتهم وأفكارهم ورغباتهم، قد يؤدي التظاهر بأن لدينا صديقًا وهميًا إلى تدريب الأطفال على التفكير في عقول أخرى وقد يساعدهم على تقدير حقيقة أن ما يعتقده الشخص وما هو حقيقي قد لا يكون هو نفسه.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: