مفهوم النسيان في علم النفس:
يعبر مفهوم النسيان في علم النفس عن عدم قدرة الشخص في استدعاء ما قام بتخزينه وحفظه سابقاً، حيث يقوم الفرد بحفظ وتنظيم جميع العمليات والمواقف والأشخاص، ويقوم مفهوم النسيان في علم النفس في العديد من الحالات وخاصة الكبار في العمر بتعديل وتغيير المعلومات ومن ثم استرجاعها للوقت الحاضر.
قام أبين غاروس أولاً بإجراء تجارب على الذاكرة والنسيان، وحفظ الدلالات أولاً من خلال عدد من القراءات لكل دلالة بعد فترات زمنية مختلفة، حيث قام بقياس معدل النسيان من خلال تحديد عدد القراءات المطلوبة لتمكينه من تكرار الدلالات مرة أخرى دون حث، وهكذا قام بإعداد منحنى النسيان.
لكنه كان يتذكر بعض الدلالات بسهولة أكبر من غيرها؛ لأنها كانت أكثر إثارة للاهتمام أو أكثر ثراءً في القوافي لذلك استبدل هذه الدلالات بمقاطع لفظية لا معنى لها وقدمها للعين بطريقة ميكانيكية بسيطة حتى تتمكن من قراءة مقطع لفظي أكثر من مرة، ومن ثم كانت التجارب الأخيرة على الذاكرة هي تحسينات لهذه الطريقة.
يكون السقوط الأولي للذاكرة أكبر من أي انخفاض يحدث لاحقًا، لذا فإن الوقت المناسب لمراجعة المواد التي تم حفظها حديثًا هو بعد وقت قصير من تعلمها، وليس بعد فترة طويلة، حيث إذا قام الشخص بوضع وقت معين للحفظ فيتوقع منه لكي لا يتعرض لمفهوم النسيان أن يقوم أيضاً بالمراجعة للأمور المهمة.
في قانون الانحدار الذي يتعلق بمفهوم النسيان، فإن النسيان ينحدر تدريجياً من غير المستقر إلى المستقر، أي تُنسى الأفكار الأولى لأنها مجردة ثم تُنسى الأفعال لأنها ملموسة.
أسباب النسيان في علم النفس:
تتمثل أسباب مفهوم النسيان في علم النفس من خلال ما يلي:
1- ظاهرة التثبيط:
هناك ظاهرة التثبيط بأثر رجعي فيما يتعلق بتكوين العلاقات الترابطية والجمعيات إذا تم تكوين رابطة ارتباط بين علاقتين، وبعد ذلك مباشرة تشكلت رابطة بين علاقتين غيرهم، فإن تكوين العلاقة الأخيرة يميل إلى تثبيط العلاقة الأول.
2- ظاهرة اللاوعي:
قد يكون النسيان بسبب محو آثار اللاوعي للتجارب الماضية القديمة وخاصة إذا كانت صعبة وذات تأثير سلبي، فإذا كان اللاوعي يتتبع الفن، فلا يمكن إحياؤه في الوعي، وإذا تم محو الروابط بين آثار اللاوعي، فلا يمكن إحيائها أيضًا.
3- ضعف مخططات الأعصاب:
في حالة ضعف مخططات الأعصاب في الدماغ أيضًا، لا يمكن تذكر الخبرات السابقة القديمة في المخططات العصبية هي مسارات بين الأعصاب.
4- ظاهرة القمع:
يحدث النسيان في بعض الأحيان بسبب القمع أو الرغبة في النسيان بالأصل، حيث قام فرويد بتشخيص مريضة بشكل خاطئ، كانت حقا تعاني من قرحة في المعدة لكن فرويد عالجها من عصاب حيث أنه قد نسي القضية تمامًا والاسم وكل شيء، وكان زوال ذاكرته بسبب الرغبة في النسيان.
هكذا يكون النسيان في بعض الأحيان هو الدافع أي أنه بسبب القمع في التجارب المؤلمة، التي تؤذي احترامنا لذاتنا، يتم قمعها ونسيانها، فكما أن الرغبة في التذكر تسهل عملية التذكر، فإن النسيان يأتي من خلال الرغبة في النسيان، حيث حدث فقدان الذاكرة بسبب القمع في آلاف الحالات بين الجنود الذين عانوا بشدة خلال الحرب العالمية الأولى.
5- ظاهرة المنوم المغناطيسي:
قد يحدث فقدان الذاكرة أو نسيان حدث معين عن طريق اقتراح منوم خاص، مثل المنوم المغناطيسي الذي يتحكم في الطاقات المخروطية للموضوع من خلال إعطائه اقتراحًا مناسبًا، ويقدم اقتراحًا لموضوع أثناء التنويم المغناطيسي لنسيان تجربة معينة، والموضوع ينساها ولا يستطيع تذكرها، تم حظر استدعائه للتجربة من خلال الاقتراح.
6- نقص الانتباه:
يرجع النسيان في بعض الأحيان إلى حقيقة أن الانطباعات لم يتم إجراؤها بشكل كافٍ بسبب نقص الانتباه أو التعلم غير المكتمل، على سبيل المثال يفشل السائحين في تذكر الكثير من الأشياء والأحداث التي رأوها أثناء السياحة، حيث يفشل السائحين في تذكر العديد من الأشياء والأحداث التي رأوها خلال جولة سريعة بسبب انطباعاتهم غير الكافية.
7- ظاهرة المخطط القريب والبعيد:
يتم نسيان التجارب الحديثة في الكثير من الأحيان؛ وذلك لأن مخططات أعصاب الشخص تكون ليست ثابتة ثم يتم نسيان التجارب البعيدة؛ لأن مخططات الأعصاب لديه راسخة، ولم يتم ربط آثار ذاكرة التجارب الحديثة بتلك الخاصة بتجارب أخرى، ولم تشكل أنظمة معرفية، حيث ارتبطت آثار الذاكرة للتجارب البعيدة بتلك التجارب السابقة الأخرى وشكلت نظامًا للمعرفة.