مفهوم النمو النفسي الاجتماعي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يمر كل فرد بمجموعة من المراحل يتعرض فيها للعديد من المواقف الحياتية الاجتماعية والنفسية، بحيث تتميز كل مرحلة بمجموعة من الخصائص التي تبني مجموعة من المهارات والقدرات التي تبني شخصيته في العلاقات الاجتماعية المتنوعة.

مفهوم النمو النفسي الاجتماعي في علم النفس

يعبر مفهوم النمو النفسي الاجتماعي في علم النفس عن فترة من الحياة تتميز بمنظمة أساسية محددة، بحيث يعتبر النمو النفسي الاجتماعي بمثابة مجموعة من المراحل في كل مرحلة هناك بعض الخصائص التي تميزها عن المراحل السابقة والتالية، ويقترح مفهوم النمو النفسي الاجتماعي في علم النفس اتجاهًا محددًا للتنمية، ففي كل مرحلة من النمو النفسي الاجتماعي توفر الإنجازات من المراحل السابقة موارد لإتقان التحديات الجديدة، وكل مرحلة فريدة من نوعها وتؤدي إلى اكتساب مهارات جديدة تتعلق بالقدرات الجديدة.

في إطار مفهوم النمو النفسي الاجتماعي في علم النفس يشير مفهوم مراحل التطور إلى أنماط التغييرات في مفهوم الذات والشعور المنسق بالذات في المجتمع بناءً على القدرات المعرفية الجديدة والتعلم الجديد ومهارات العلاقة الجديدة، حيث أته في كل مرحلة تلتقي الأنظمة البيولوجية والنفسية والمجتمعية حول مجموعة من التحديات المحددة التي تتطلب رؤية جديدة للذات في المجتمع وطريقة جديدة للتواصل مع الآخرين.

مفهوم النمو النفسي الاجتماعي لإريكسون في علم النفس

افترض إريكسون أن مفهوم النمو النفسي الاجتماعي تتبع مبدأ الوراثة اللاجيني، وهي خطة بيولوجية للنمو تسمح لكل وظيفة بالظهور بشكل منهجي حتى يتطور الكائن الحي الذي يعمل بكامل طاقته، حيث أن افتراض هذه وغيرها من نظريات المرحلة في مفهوم النمو النفسي الاجتماعي في علم النفس هو أن المراحل تشكل تسلسلاً.

على الرغم من أنه يمكن للمرء أن يتوقع التحديات التي ستحدث في مرحلة لاحقة، إلا أنه يمر عبر المراحل في نمط نمو منظم، في منطق النظرية النفسية والاجتماعية، فإن العمر الكامل مطلوب لجميع وظائف النمو النفسي والاجتماعي لتظهر وتندمج، حيث اقترح إريكسون أنه يمكن للمرء مراجعة وإعادة تفسير المراحل السابقة في ضوء رؤية جديدة أو تجارب جديدة، بالإضافة إلى ذلك قد تظهر مواضيع المراحل المبكرة من جديد في أي وقت، مما يؤدي إلى معنى جديد أو حل جديد لصراع سابق، تتأمل جوان إريكسون في الانسيابية والأمل في هذا المنظور.

من المعروف الآن أن هذا النمو النفسي الاجتماعي المتسلسل يتأثر بالوسط الاجتماعي أكثر مما كان يعتبر ممكنًا في السنوات السابقة، وعندما لا يتم تطوير قوة ما بشكل كافٍ وفقًا للتسلسل المحدد للفترة المجدولة للقرار الحرج، قد تجعل دعامات البيئة توازنًا مناسبًا في فترة لاحقة، ويبقى الأمل ثابتًا طوال الحياة في إمكانية تحقيق قرارات أكثر صلابة للمواجهة الأساسية.

مراحل النمو النفسي الاجتماعي في علم النفس

في كتاب إريكسون الكلاسيكي الطفولة والمجتمع، اقترح إريكسون ثماني مراحل من النمو النفسي والاجتماعي، في كل مرحلة حدد إريكسون الصراعات أو الأزمات النفسية الرئيسية، حيث ينتج عن حل هذه الأزمات مهارات غرور جديدة أو أمراض أساسية ناشئة، وفي نموذج إريكسون تم تسمية فترات الحياة بأسماء مثل حاسة الفم، أو البلوغ والمراهقة، ولكن بدون أعمار، ويعكس هذا النهج تركيز إريكسون على جدول زمني فردي للتنمية يسترشد بالنضج البيولوجي والتوقعات الثقافية.

يختلف المنظرين في تصورهم لمراحل المراهقة، حيث اعتبر فرويد أن المرحلة التناسلية هي المرحلة الأخيرة من التطور والنمو النفسي الاجتماعي، ووسع بيتر بلوس هذا الرأي من خلال اقتراح ثلاث مراحل للمراهقة تتمثل في المراهقة المبكرة، والمراهقة المناسبة، والمراهقة اللاحقة قبل ترسيخ الأنا في مرحلة البلوغ، ووصف نيومان ونيومان مرحلتين تتمثلان في المراهقة المبكرة، والمراهقة اللاحقة، ولكل منهما أزمتها النفسية الاجتماعية.

يعزز مفهوم مراحل الحياة النظر في جوانب مختلفة من مفهوم النمو النفسي الاجتماعي في علم النفس مثل النمو البدني والعلاقات الاجتماعية والقدرات المعرفية في فترة معينة من الحياة والتكهن حول علاقاتها المتبادلة، كما أنه يشجع على التركيز على التجارب التي تنفرد بها كل فترة من فترات الحياة والخبرات التي تستحق أن تُفهم في حد ذاتها ومن أجل مساهمتها في التطور اللاحق.

لا يعني مجرد وصف الشخص بأنه في مرحلة معينة أنه لا يمكنه العمل في مستويات أخرى، حيث أنه ليس من غير المعتاد أن يتوقع الناس تحديات لاحقة قبل أن يصبحوا مهيمنين، على سبيل المثال لدى العديد من المراهقين علاقات صداقة جادة تتوقع قضايا العلاقة الاجتماعية المقربة بين البالغين، حيث يشارك المراهقين أيضًا في مجموعة من أدوار خدمة المجتمع، ويتوقعون قضايا التوليد التي تنتظرهم في منتصف مرحلة البلوغ.

على الرغم من أنه يمكن ملاحظة بعض عناصر كل موضوع نفسي اجتماعي في جميع الأعمار، إلا أن شدة التعبير عنها في أوقات معينة تشير إلى أهميتها في تعريف مرحلة مفهوم النمو النفسي الاجتماعي في علم النفس، حيث عبر إريكسون وكيفنيك أنه يشير المخطط اللاجيني أيضًا إلى أن الفرد لا يكافح أبدًا فقط مع التوتر الذي كان محوريًا في ذلك الوقت.

بدلاً من ذلك في كل مرحلة تنموية من النمو النفسي الاجتماعي متتالية، ينخرط الفرد أيضًا بشكل متزايد في توقع التوترات التي لم تصبح بعد محورية وفي إعادة تجربة تلك التوترات التي لم تكن متكاملة بشكل كافٍ عندما كانت محورية، حيث يشاركون بالمثل أولئك الذين كان اندماجهم الملائم لسنهم آنذاك ولكنه لم يعد ملائمًا.

عندما يغادر المرء مرحلة في مفهوم النمو النفسي الاجتماعي في علم النفس فإن إنجازات تلك الفترة ليست ضائعة أو غير ذات صلة بالمراحل اللاحقة، على الرغم من أن النظرية تشير إلى أن نقاط القوة المهمة للأنا تنبثق من الحل الناجح للنزاعات في كل مرحلة، فلا ينبغي للمرء أن يفترض أن نقاط القوة هذه، بمجرد إنشائها لا يتم تحديها أو اهتزازها أبدًا، وقد تحدث الأحداث في وقت لاحق من الحياة والتي تدعو إلى التشكيك في المعتقدات الأساسية التي تم تأسيسها في فترة سابقة.

على سبيل المثال الصراع النفسي الاجتماعي خلال سن المدرسة المبكرة أي المرحلة الحركية هو مبادرة مقابل الشعور بالذنب، وتعتبر نتائجه الإيجابية مثل الإحساس بالمبادرة هو الفرح في الابتكار والتجريب والاستعداد لتحمل المخاطر من أجل معرفة المزيد عن العالم، وبمجرد تحقيقه يوفر الشعور بالمبادرة منصة إيجابية لتشكيل العلاقات الاجتماعية والمزيد من الاستفسار والاكتشاف الفكري الإبداعي.

مع ذلك فإن التجارب في بيئة مدرسية سلطوية للغاية أو في علاقة شخصية مخزية أو قضائية قد تجعل المرء يثبط هذا الإحساس بالمبادرة أو يخفيه بواجهة من اللامبالاة.


شارك المقالة: