مفهوم تأثير الأسبقية في الذاكرة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


مفهوم تأثير الأسبقية في الذاكرة في علم النفس:

يشير مفهوم تأثير الأسبقية في الذاكرة في علم النفس إلى ظاهرة أنه بعد مواجهة قائمة طويلة من العناصر والمواقف، من المرجح أن يكون المرء قادرًا على تذكر العناصر القليلة الأولى من تلك القائمة بدلاً من العناصر من الأجزاء اللاحقة من القائمة، ففي دراسة نموذجية تبحث في مفهوم تأثير الأسبقية في الذاكرة في علم النفس يتم تقديم المشاركين بالتسلسل مع قائمة من الكلمات، يتم تقديم كل منها لفترة زمنية محددة.

بعد تقديم الكلمات يُطلب من المشاركين تدوين جميع الكلمات التي يتذكرونها من القائمة، حيث يتم العثور على تأثير الأسبقية في الذاكرة عندما يتذكر المشاركون الكلمات بشكل صحيح من المواضع القليلة الأولى في القائمة أكثر مما يتذكرون الكلمات من مواضع القائمة اللاحقة.

عندما يتم رصد صوت قصير في غرفة ذات صدى صوتي، يتبعه مباشرة العديد من الأصداء التي ترتد من الجدران والسقف، حيث يبدو أن الصوت الأول فقط الذي يصل إلى الأذنين يُستخدم في توطينه، ويشار إلى هذا عمومًا باسم تأثير الأسبقية في الذاكرة، وإذا كان يُنظر إلى معالجة المعلومات اللفظية على أنها نظام صدى والتمرين على أنه مظهر من مظاهر الأصداء، فيمكن عندئذٍ إثبات تأثير أسبقية مماثل تجريبيًا لما سبق.

مثل هذا القياس لا يساعد فقط في تفسير البيانات التي لم يكن من الممكن تفسيرها من قبل فحسب، بل يولد أيضًا تنبؤًا فريدًا للغاية تم تأكيده من خلال البيانات التجريبية كما تمت مناقشة المضامين النظرية للتشابه.

تاريخ وأهمية تأثير الأسبقية في الذاكرة في علم النفس:

يتحد تأثير الأسبقية في الذاكرة مع نظيره المتمثل في مفهوم تأثير الحداثة، الذي يصف ميزة الاسترجاع للعناصر القليلة الأخيرة من القائمة مقارنة بالعناصر الموجودة في المنتصف، لتشكيل منحنى الموضع التسلسلي على شكل حرف U لاسترجاع القائمة، حيث تم تفسير هذه الظاهرة كدليل على نظامين مختلفين للذاكرة عن طريق مخزن طويل المدى يمثل أساس تأثير الأسبقية، ومتجر قصير المدى مسؤول عن تأثير الحداثة، ولقد أثر هذا التمييز على العديد من نظريات الذاكرة البشرية.

أدلة تأثير الأسبقية في الذاكرة في علم النفس:

تم تفسير تأثير الأسبقية في الذاكرة في علم النفس من خلال ميزة البروفة للكلمات المقدمة في وقت مبكر في القائمة، حيث يتم التدريب عليها أكثر من الكلمات اللاحقة، وتم العثور على هذا في دراسة مبكرة حيث طُلب من المشاركين أن يتدربوا علانية على الكلمات التي كان عليهم حفظها.

أظهرت النتائج أنه تم التمرين على الكلمات القليلة الأولى أكثر من الكلمات التي تم تقديمها لاحقًا في القائمة، وبالتالي يؤدي التمرين الأكثر تكرارًا على عنصر ما إلى ذاكرة أقوى طويلة المدى لهذا العنصر، وبالتالي فرصة أفضل لاستعادة هذا العنصر، مقارنةً بالعناصر التي يتم التدريب عليها بشكل أقل.

يأتي المزيد من الأدلة على التفسير القائم على البروفة لتأثير الأسبقية في الذاكرة في علم النفس من الدراسات التي تعدل بروفة المشاركين، على سبيل المثال قدمت إحدى الدراسات الكلمات بمعدل أسرع، مما قلل من فرص المشاركين في التدريب، وفي ظل هذه الظروف يتم تقليل حجم تأثير الأسبقية في الذاكرة.

أدلة إضافية تظهر أن البروفة هي الأساس لتأثير الأسبقية تأتي من الدراسات التي عدلت استراتيجيات التدريب للمشاركين، وذلك عندما طُلب من المشاركين التدرب على العنصر المعروض حاليًا فقط، ولم يتم العثور على تأثير أسبقية.

تأثير الأسبقية في الذاكرة في علم النفس هو ظاهرة عامة تحدث خارج إعدادات المختبر حيث يُطلب من المشاركين صراحة حفظ قائمة من العناصر، حيث تم العثور على تأثير الأسبقية في الذاكرة أيضًا في الدراسات التي لم يكن المشاركين فيها على دراية باختبار ذاكرة لاحق، وتم إظهار تأثير الأسبقية أيضًا في مجال الإعلانات التلفزيونية، حيث أظهر المشاركين الذين يشاهدون برنامجًا تلفزيونيًا تم مقاطعته بواسطة كتل من الإعلانات التجارية ذاكرة أفضل للإعلانات الثلاثة الأولى مقارنة بالإعلانات التجارية التي تم بثها لاحقًا في الكتلة.

الفروق الفردية في تأثير الأسبقية في الذاكرة في علم النفس:

يعتمد النهج الأكثر اعتمادًا على نطاق واسع لدراسة تنظيم الوظائف المعرفية على الأقل في علم الأعصاب الإدراكي، على تحديد الفوارق في أداء المهام بين الأشخاص، سواء مع تلف الدماغ أو بدونه، في حين أن هذا النهج لا يخلو من المشاكل، فقد كان ناجحًا إلى حد ما في تحديد التأثيرات الخاصة بمجال الذاكرة في علم النفس.

على سبيل المثال لقد ثبت أن الانعكاس يكون بشكل عام أكثر ضررًا للوجه من التعرف على الأشياء، مما يشير إلى أن معالجة الوجه والكائن تختلف من نواحٍ مهمة، ما لا يعتبره هذا النهج هو العمليات المشتركة عبر المهام، أي العمليات العامة للمجال الخاص بالذاكرة، حيث أن الاعتماد على الانفصال باعتباره الوسيلة الوحيدة أمر مؤسف إلى حد ما لأن تحديد الارتباطات أو القواسم المشتركة يجب أن يكون بنفس أهمية تحديد حالات الانفصال في محاولات الفهم الكامل للوظائف المعرفية.

تماشياً مع هذا المنطق تم الدعوة إلى استخدام نهج الفروق الفردية حيث لا يتم التعامل مع الفروق الفردية بين المقاييس على أنها مجرد ضوضاء، كما هو الحال غالبًا في الدراسات الجماعية، بل بالأحرى كمعلومات مفيدة محتملة يمكن أن تساعد في تحديد ما إذا كانت المهام المختلفة تعتمد على نفس الموارد ومقدار ذلك في مفهوم تأثير الأسبقية في الذاكرة في علم النفس.

أصبح استخدام نهج الفروق الفردية سائدًا بشكل متزايد في دراسات التعرف على الوجوه في مفهوم تأثير الأسبقية في الذاكرة في علم النفس حيث تم إجراء عدة محاولات لفحص ما إذا كانت الفروق الفردية في مقاييس المعالجة الشاملة على سبيل المثال نموذج الوجه المركب والنموذج الجزئي الكامل، حيث يمكن أن يتنبأ بأداء التعرف على الوجوه والمعلومات السابقة الخاصة بحفظ هذه المعلومات في الذاكرة.

ومنها أبلغت بعض الدراسات عن نتائج إيجابية في حين أن البعض الآخر لم يفعل ذلك، وعلى الرغم من أن بعض الدراسات تشير إلى أن هذه المقاييس للمعالجة الشاملة تستفيد من نفس العملية في مفهوم تأثير الأسبقية في الذاكرة في علم النفس، إلا أن دراسات أخرى فشلت في إيجاد علاقة متبادلة بينها.

في المقابل يبدو أيضًا أن هناك العديد من التفسيرات المختلفة لما تعنيه كلمة كلي وحتى يتم حل حالة عدم اليقين هذه، تم اقتراح إسقاط المصطلح لصالح الإشارة فقط إلى تأثيرات محددة من خلال التأثير المركب والتأثير الجزئي الكلي، وتأثير الانعكاس وغيرها.


شارك المقالة: