يعتبر الإنسان الكائن البشري الذي برغب بتحقيق كل شيء يريده دائمًا، حيث يبدو أنه لا يوجد إنكار لهذا، وفي الواقع يبدو أنه أساس أساسي لنمو الأنواع البشرية، بما أننا لدينا إمكانية النجاح أو الفشل المادي في هذا النمط من الرغبة، ورغبتنا في المزيد وفي حاجتنا لملء الفراغ النفسي، هناك أيضًا احتمال مفهوم تجربة الذروة الذي نادرًا ما يتم الوصول إليه، وفقًا لماسلو حيث قد نشعر بالنشوة والاستيعاب الكامل للذات في الفعل.
مفهوم تجارب الذروة في علم النفس
يبدو أننا نحن البشر في بحث مستمر عن أنفسنا في كل مناحي الحياة وفي كل مشاركة وكل علاقة، هذا في حد ذاته ليس بالضرورة رائعًا لكن المثير للإعجاب هو أن معظمنا لا يدرك ذلك، على سبيل المثال يعمل معظمنا لأننا مضطرين لذلك وليس لأننا نريد العمل أو نحبّه، فلقد أصبحنا مشروطين واجتماعيين تجاه عمل ليس له قيمة تذكر بالنسبة لنا بخلاف وسيلة لسداد الديون وشراء الأشياء التي لا نحتاج إليها، وإذا عرفنا الحقيقة فمن المؤكد أننا نفضل القيام بشيء آخر.
وهكذا يبدو أن هناك مجموعة من الظروف العالمية المأساوية إلى حد ما، وإن كانت واضحة على نطاق واسع، حيث أننا نحن نعيش في سعي دائم لشيء لا يمكننا فهمه تمامًا، طوال الوقت الذي نشارك فيه في عمل تصميم شخص آخر، نحصل على الوظيفة، المنزل، الزوج أو الزوجة، الشركة، الحساب المصرفي، لكن لا يبدو أن الإشباع يدوم، وهذا ما يعرّف بمفهوم تجارب الذروة في علم النفس.
ما هو الدافع أو غير ذلك الذي يدفعنا إلى التصرف بالطريقة التي نتصرف بها، لتحديد ومتابعة أهداف معينة لا يرضي تحقيقها؟ هل سلوكنا يسمح لنا بنمو الذات أو الانحدار؟ كان لدى أبراهام ماسلو بعض الأفكار حول هذه الأسئلة.
قدم أبراهام ماسلو نظرية عن الدوافع الإنسانية البشرية التي ولدت من حركة نحو وجهة نظر إيجابية النمو للبشرية، قبل ذلك كان الرأي السائد والشائع هو أن كل الدوافع البشرية كانت مدفوعة بقوى غير واعية مظلمة وغير مرئية تكمن في تجاويف العقل، حيث لم ينكر ماسلو الدافع السلبي أو احتياجات النقص، كما وصفها في مفهوم تجارب الذروة في علم النفس، ولكنه طلب بدلاً من ذلك أن نعتبر احتياجات النمو بمثابة حافز صالح للسلوك الإنساني البشري، فلقد تصور نمو الفرد والجنس نحو الإنسانية الكاملة من خلال الإدراك الذاتي النهائي، أو تحقيق الذات كما أطلق عليه.
يبدو في مفهوم تجارب الذروة في علم النفس أنه كان يشير إلى الحدث شبه العضوي الذي يحدث عندما ينخرط النشاط في قيمته المتأصلة وليس لدوافع خفية، حيث أن الأفكار ليست جديدة فهي ليست خاصة بشكل فريد، ولكن من اللافت للنظر أن نجد أن آخرين بارزين قد تحدثوا بالفعل عن الأشياء التي أصبحت واضحة، وتتمثل في رد الفعل العاطفي في تجربة الذروة له نكهة خاصة من الإعجاب والرهبة والتوقير والتواضع والاستسلام قبل التجربة كما كان من قبل شيء عظيم.
جوانب مفهوم تجارب الذروة في علم النفس
يقول ماسلو إن اكتشاف الذات وتحقيق أعلى مستوى من الهوية الشخصية هو جزء من الاكتشاف والإبداع، فالهوية هي كل ما نقوله هو يدعي أن الهوية قد يكون لها معاني مختلفة قليلاً اعتمادًا على كيفية استخدام المصطلح ومن قبل من في هذه الحالة، يشير إلى ذلك الجانب من الذات الذي يكون فيه الأفراد هم ذواتهم الحقيقية، وجوانب الذات في ذروة التجربة التي يتحدث عنها ليست منفصلة حقًا، إنها بدلاً من ذلك خصائص متداخلة ومتشابكة ولا يمكن فصلها في النهاية.
وهكذا بينما يفكك ماسلو هذه الجوانب من مفهوم تجربة الذروة، يصر على اتخاذ وجهة نظر شمولية، بعبارة أخرى لا ينبغي أن نفكر في هذه الجوانب على أنها موجودة بشكل مستقل في عالم النفس أو العالم المادي ولكنها في النهاية لا يمكن فصلها عن تجربة الذات على أعلى مستوى معروف، ومنها يمكننا توضيح بعض جوانب مفهوم تجارب الذروة في علم النفس من خلال ما يلي:
الشعور بوحدة الذات
بينما نجد أنفسنا في ذروة التجربة، يقول ماسلو إن هناك شعورًا بوحدة الذات والكمال والتوحيد، بالنسبة للمراقب نبدو وكأننا عقل واحد أقل انقسامًا وانفصالًا عن النشاط، ويبدو أن شخصية المستوى السطحي تأخذ مقعدًا خلفيًا، ويبدو أن هذا الجانب كما هو الحال مع جميع الجوانب الأخرى، هو أحد مكونات جميع الجوانب الأخرى بالإضافة إلى شيء يمكننا التحدث عنه بشكل منفصل، من خلال قراءة أعمال ماسلو والمواد الأخرى حول هذا الموضوع، إلى جانب التجارب الشخصية، يبدو أن الذات متعددة الألوان مع احتواء جميع الجوانب ومضمونها في جميع الجوانب الأخرى.
الوحدة مع البيئة
يقول ماسلو عندما يصبح الشخص في تجربة الذروة أكثر فردية، فإنه يندمج أيضًا مع البيئة، تصبح وحدانية مثل أنا أنت ممكنة وتصبح الأم واحدة مع طفلها، ويصبح الموسيقي هو الموسيقى، والفنان يصبح الرسم وهكذا، حيث يقول أن هذا هو أعلى تحقيق للهوية والاستقلالية، ومنها يقترح ماسلو أن هذا هو أعلى تحقيق للهوية والاستقلالية، عند التفكير يبدو الأمر مؤقتًا مع الاعتقاد أن هذا ما يفترض أن يكون.
تجربة ذروة الطاقة
كتب ماسلو أنه عندما نجد أنفسنا في ذروة تجربة نشعر بأننا في ذروة قوتنا وطاقتنا، باستخدام كل القدرات المعرفية والقدرات الجسدية على أكمل وجه، حيث أننا نشعر بمستوى أعلى من الإدراك، أقوى وأكثر ذكاء مما نشعر به في الحياة اليومية العادية، فلا يوجد قتال ضد الذات جسديًا أو نفسيًا، كل جانب من جوانب الكيان العضوي له الحرية في التصرف في المهمة المطروحة.
في مفهوم تجارب الذروة في علم النفس نحن في النار، حيث نشعر أننا يمكن أن نستمر إلى الأبد، وأننا لم نعد نقيّد أنفسنا ويمكن للكائن الحي بأكمله العمل بشكل موحد بكامل طاقته، ومنها يقول ماسلو إنه لا يوجد سلبيات يمكن استخدام كامل قدراتنا في العمل ونصبح مثل النهر بلا سدود.
عدم الإجبار
يدرك ماسلو أن ظاهرة عدم الإجبار كجانب مهم في مفهوم تجارب الذروة في علم النفس هي السهولة في الأداء، كما يقول إن ما يتطلب جهدًا وكفاحًا ونضالًا في أوقات أخرى يصبح سهلاً في تجربة الذروة، إنها تأتي من نفسها على حد تعبيره، حيث أنَّ الفنانين والكتاب ورجال الأعمال والعلماء وجميع الناس في جميع مجالات العمل لديهم الفرصة لعرض هذه الخاصية للهوية عند العمل في ذروتها.
تقرير المصير
عندما نجد أنفسنا في ذروة التجربة نشعر بمسؤولية أكبر عن النتائج، فبدلاً من الشعور بأننا تحت رحمة التأثيرات الخارجية التي يسببها العزم والعجز، نشعر بأننا نحن المحرك الرئيسي على حد تعبير ماسلو، حيث أننا نشعر بالمسؤولية عن مصيرنا، يقول ماسلو إننا نظهر أيضًا بهذه الطريقة للآخرين.